لا مراء بأن ظاهرة التسول في موريتانيا ظاهرة دخيلة ـ كغيرها من الظواهر السلبية ـ على مجتمعنا فقد صاحبت انتشار المدن وهجرة السكان نحوها وما صاحب ذلك
من تعقيدات ومتطلبات لمسايرة الحياة الجديدة.
ولقد ظلت ظاهرة التسول تنتشر وتتطور أساليبها ويزداد عدد من يمارسونها دون مراعات لأي وازع ديني أواخلاقي.
ولن نذهب بعيدا في استقصائنا لأسباب هذه الظاهرة فلا شك أن مجموعة من العوامل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية تضافرت لتشكل سببا مباشرا لهذه الظاهرة وبشيء من التجاوز سنركز على الأسباب التالية:
1ـ الجهل:
فالمتسول دون شك يجهل أو يتجاهل موقف الإسلام من التسول ذلك لأن الإسلام نفر من التسول من خلال :ذم المسألة والحث على العفة والقناعة والترغيب في العمل.
2ـ العجز والكسل:
وقد كان صلى الله عليه وسلم يتعوذ من العجز والكسل فالإنسان قد يكون عاجزا عن العمل لأسباب بدنية أو عقلية وقد يكون عازفا عن العمل بسبب الكسل والاتكال على الآخرين.
3ـ الفقر:
وقد كاد"الفقر أن يكون كفرا" ذلك لما يسببه للإنسان من شعور بالدونية وضيق في المعاش والفقر ظاهرة منتشرة على نطاق واسع ومما سبب في انتشار هذه الظاهرة السياسات التنموية الفاشلة التي كرست الثروة ـ بشكل أو بأخرـ في يد قلة قليلة بينما ظلت الأغلبية الساحقة تعيش الفقر وإن بأشكال متفاوتة.
وقد يكون من المفارقة أن نجد الأغلبية من الفقراء في بلد كموريتانيا الغنية بتنوع ثرواتها وتكامل اقتصادها.
وقد يكون من المفيد ونحن نبحث عن حلول لهذه الظاهرة أن نركز من أجل إجبارية التعليم والقضاء على الأمية والتحسين من الظروف الاقتصادية للمواطنين وفي هذا المجال يجب أن نركز على الخطوات التالية:
1ـ التوعية: عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.
2ـ تفعيل مؤسسة الأوقاف.
3ـ إنشاء مؤسسة وطنية للزكاة: توظف أموالها في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
4ـ تفعيل دور المسجد والمحضرة: من خلال تنظيم دروس توجيهية حول خطورة الظواهر السلبية في المجتمع.
5ـ توفير المزيد من فرص العمل.
6ـ رفع سقف الأجور.
7ـ استحداث بعض الوظائف للفئات الضعيفة.
وإذا كان الإسلام قد رغب في العمل وحث على العفة والقناعة ونفر من التسول فإنه أيضا حث على التكافل بين المؤمنين وفرض الزكاة وحدد مصرفيها ورغب في الإنفاق وبين أوجهه قال صلى الله عليه وسلم{ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى}.
وقال تعالى :{ إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ}.
وقال تعالى:{وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}.
ويقول الإمام علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ " إن الله فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء فما جاع فقير إلا بما متع به غني إن الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة ...
"فإلى متى ستظل الأغلبية الساحقة من الموريتانيين غرباء في الوطن؟... إلى متى؟ إلى متى؟؟؟؟؟؟؟
ولله الأمر من قبل ومن بعد
الحاج ولد أحمدو