يشكل الثالث من مايو من كل عام محطة فاصلة في تاريخ الصحافة، ولحظة هامة لاستحضار الحرية الصحفية وإسهامها في تعزيز الديمقراطية وبناء دولة القانون والمؤسسات، كما يمثل فرصة لتقييم حال حرية الصحافة في كل أنحاء العالم والدفاع عن وسائط الإعلام أمام الهجمات التي تشن على حريتها.
وبهذه المناسبة الغالية تتقدم لجنة احترام أخلاق وأدبيات مهنة الصحافة في موريتانيا بأحر التهانئ إلى الأسرة الإعلامية الوطنية وتثمن عاليا ما حققته هذه الأسرة من مكتسبات على طريق الحرية وتعزيز الديمقراطية والدفع بالعمل الإعلامي إلى الأمام خدمة للتنمية والتطور.
واذ تسجل اللجنة بارتياح كبير ديناميكية المشهد الإعلامي الوطني وتفاعله مع مختلف القضايا الجوهرية، لتؤكد على أهمية تعزيز الممارسة الديمقراطية لما لها من إسهام في بلورة وعي جمعي يحترم الآخر ويشعره بأهميته ودوره في العملية التنموية.
ولا يفوتنا بهذه المناسبة إلا أن ندعو إلى المحافظة على هذه المكتسبات التي تحققت وصيانتها من عبث العابثين وتوسيع وضبط مساحة الحرية ضمانا لتحقيق الديمقراطية المنشودة وإرساء دعائم دولة القانون والمؤسسات، كما نثمن سعي السلطات الوصية إلى تنظيم ملتقيات صحفية لإصلاح القطاع الإعلامي وتنقيته مما لحق به من ممارسات لا تتماشى وقدسية المهنة ونبلها.
وإن لجنة احترام أخلاق وأدبيات مهنة الصحافة في موريتانيا التي تحتفل هذا العام بالذكرى ال 16 لتأسيسها، لتؤكد من جديد تشبثها الدائم بميثاق الشرف الصحفي، الذي وقع في مثل هذا اليوم من العام 2001، والذي يمثل وازعا أخلاقيا للصحفي وعقدا ذاتيا تنتظم فيه علاقة الصحفي والمجتمع، وحصنا منيعا أمام محاولات المساس بشرف وقدسية المهنة، وتدعو كافة الصحفيين إلى الاستنارة به في حياتهم المهنية كما تدعو السلطات الوصية إلى ضرورة تدعيم النصوص القانونية والجهود الرامية إلى تدعيم واحترام أخلاق المهنة الصحفية.
واللجنة إذ تؤكد على أهمية الأخلاقيات ودورها في صياغة أي مشروع إعلامي مستنير، ستظل دائمة الحرص على أن تظل المهنة الصحفية كريمة، وملاذا لأولئك الذين راهنوا ولا زالوا يراهنون على أنه بالالتزام بأخلاق وأدبيات المهنة تقوى وتزدهر الحرية.
انواكشوط: بتاريخ 03 مايو 2016
لجنة احترام أخلاق وأدبيات مهنة الصحافة في موريتانيا