احتضنت العاصمة المالية باماكو اليوم السبت مؤتمرا علميا دوليا تحت عنوان :"الإسلام والسلام" شارك فيه ممثلون لأكثر من أربعين دولة عربية وإفريقية وإسلامية، ووفود من قارات أمريكا وآسيا وأوربا٠
وقال رئيس جمعية مالي للسلام والإصلاح الإمام محمدو جالو، إن هذا المؤتمر الذي ينظم بالتعاون مع السفارة الهولندية في مالي يهدف إلى توعية الرأي العام العالمي بمخاطر العنف والتطرف، ومناقشة الأسباب التي دفعت الشباب الإسلامي إلى اعتناق الفكر المتطرف، ومحاولة الخروج بتوصيات حول أهم السبل الكفيلة بمحاربة هذه الآفة الخطيرة التي تهدد الأمن والسلام العالميين٠
وأضاف أن المؤتمر الذي يدوم ثلاثة أيام سيناقش مواضيع مهمة تفرض نفسها على الساحة العلمية في ظل انعدام الأمن الذي يعاني منه شبه المنطقة، والذي يتجاوز حدود الدول الإفريقية ليهدد الأمن والسلم العالميين، مبينا براءة الإسلام من كل الممارسات التي تتعارض مع مبدأالسلم والتسامح الذي هو أصل رسالة الإسلام الساميةالتي جاءت لإنقاذ البشرية من الظلم والجور والجاهلية العمياء٠
وقدمثل موريتانيا في هذا المؤتمر الإعلامي الشاب محمد ينجح ولد دهاه الذي قدم عرضا حول "الغلو والتطرف ومخاطرها على العقيدة والمجتمع".
وقال ولد دهاه في محاضرته: "إن ظاهرة الغلو والتطرف ليست محصورة في المسلمين بل هي موجودة في جميع الديانات والأفكار والتصورات, حيث تشذ جماعة من الناس ويجنحون نحو الغلو والتطرف في فهمهم وتطبيقهم لما يعتنقون من أفكار ومبادئ, بل إن بعض الديانات والتصورات تحمل في مبادئها الغلو والتطرف في النظر إلى المخالفين والتعامل معهم بالعنف والإرهاب٠
وأضاف أن للتطرف الصهيوني والصليبي والرافضي تجاه المسلمين مع ضعفهم وقلة حيلتهم النصيب الأكبر لاعتناق فئام من شباب المسلمين لأفكار الغلو وأعمال الإرهاب كردة فعل مضادة لما يعانيه المسلمون من إرهاب الطرف الآخر.
وشدد على أن من أعظم ذلك ما يتعمده بعض المتطرفين في الغرب من الإساءة إلى نبي الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تحت بند حرية التعبير، اوغيرها من العناوين التي لا تبرر التطاول على جنابه الشريف الذي عظمه الحق وجعله رحمة للعالمين وبعثه بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا٠
وقد ترأس الجلسة الافتتاحية رئيس الوزراء المالي المالي موديبو كيتا بالنيابة عن رئيس الجمهورية المالية إبراهيما ببكر كيتا، كما حضرها عدد من الوزراء في الحكومة المالية ومثلي الهيئات الدبلوماسية المعتمدة في مالي، وممثلو المنظمات الدولية، وعدد من رؤساء وقادة منظمات المجتمع المدني وجمع غفير من المفكرين والمثقفين من داخل مالي وخارجها٠