يطلق الموريتانيون على الترجمان أملاز وهو لفظ من كلام أزناڮه وأصله: آمَچَّازْ، فأبدلوا الجيم الشديدة لاما وهي ظاهرة صوتية مطردة في الكلمات الحسانية ذات الأصل البربري. وقد أورد هذه اللفظة وترجمتها للفرنسية الحاكم الفرنسي لويس فيدريب في الصفحة 75 من كتابه عن هذه اللهجة.
وفي منطقة شمامة مكان يسمى "أڮنتايْتْ إمالزن" وهي موضع على ضفة نهر السنغال قرب قرية دڮانة قتل عنده الأمير محمد فال ولد سيدي ولد محمد لحبيب مساء 17 مارس 1887، فلعل هذه الشجرة كان التراجمة يجلسون تحت ظلها في مواسم بيع الصمغ العربي.
الصورة الأولى من البراكنة وهي للترجمان عبد الله انجاك أو عبد الله ولد انجاك الذي كان مترجما يتقن العربية والفرنسية واللغات الإفريقية، وقد أخذت له هذه الصورة سنة 1882 . وهو أخو المختار انجاك الذي كان له دور بارز في إمارة البراكنة في النصف الأول من القرن التاسع عشر. وهو تكروري وبيظاني في نفس الوقت ومترجم من أهل الدويرة، كان وزيرَ الأمير أحمدو ولد سيدي اعلي ولد المختار ولد اغريشي وامتنع بعد وفاة أحمدو مسموما سنة 1841 من أن يكون وزير الأمير المختار بن سيدي ولم يقبل وزارة الأمير امحمد الراجل نفي المختار غلى الغابون، كما أمتنع من أن يكون وزير امحمد بن سيدي بعد ذلك لأنه كان يريد الإمارة لسيدي اعلي الثاني ولد أحمدو ولد سيدي اعلي. وقد قتله اخوه عبد الله انجاك يايعاز من امحمد ولد سيدي أمير البراكنة. وما إن تولى سيدي اعلي الثاني ولد أحمدو ولد سيدي اعلي السلطة حتى أمسك بالمختار انجاك وقتله قصاصا. وكان الترجمان المختار انجاك كالملوك في أبهته وفي ثرائه وقد تزوج القاضي والمحلف بمدينة اندر حماد آن بنته وهي أم كمب آن "كمبان" والدة أسرة أهل أبنو المقداد الشهيرة بمدينة اندر السنغالية. فالمختار ولد انجاك جد أهل ابنو المقداد من جهة الأمهات.
أما الصورة الثانية فمن إمارة تڮانت وهي للترجمان إبراهيم فال وهو من قبيلة من إدوعيش ومن أوائل المترجمين الموريتانيين. والصورة من مجموعة من الصور التقطها الضابط الفرنسي هنري نيكولا فري (Henri-Nicolas Frey) سنة 1890 لبعض القوافل الموريتانية في مرسى بَكَّلْ، الذي كان تحت إشراف أمراء إدوعيش منذ إنشائه، وكانت تأتيه قوافل العصابة وتگانت سنويا خلال موسم بيع الصمغ العربي وغيره من البضائع.
أما الصورة الثالثة فمن منطقة الترارزة وهي للترجمان والوزير اخيارهم بن المختار بن سيدي بن عبد الوهاب السباعي المولود في حدود سنة 1832. وهو من أوائل طلاب مدرسة أبناء الشيوخ. وقد عاش أزيد من سبعين سنة حيث توفي سنة 1907. واخيارهم رجل ربعة قوي البنية آدم اللون أقنى الأنف ذو عيون سود توحي نظراته بذكاء حاد وفطنة متوقدة كما تصفه التقارير الفرنسية. وكان نابها سريع التحصيل وخصوصا لدروس اللغة الفرنسية وهو ما شجع الوالي الفرنسي باندر على إعطائه منحة لتعلم اللغة الفرنسية بفرنسا. زار باريس في حدود سنة 1853 وهو ابن عشرين سنة وقضى بها سنة وكان بذلك أول طالب موريتاني يذهب إلى أوروبا، وذلك في عهد نابوليون الثالث. حضر اخيارهم دخول نابليون الثالث باريس وهو قادم من حرب القرم بشرق أوروبا وظل يتذكر تلك الاستعراضات العسكرية الضاربة في الفخامة كما ذكر ذلك فريرجان في كتابه عن موريتانيا.
وكما كان اخيارهم يتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة فقد مر بعد إقامته بباريس بمدينة ليفربول ببريطانيا وأقام بها برهة حيث أخذ بعض مبادئ اللغة الإنجليزية.
وتصف إحدى الوثائق الفرنسية كيفية ابتعاث اخيارهم لباريس واللباس الذي زودته به الإدارة الفرنسية باندر والتوصيات التي بعث بها الوالي إلى الحكومة الفرنسية وخصوصا ضرورة معاملة هذا الطالب المسلم الذي لا يأكل لحم الخنزير ولا يشرب الكحول، والذي ينبغي معاملته تماما كما يعامل الطلاب المشارقة القادمين من مصر وغيرها من دول العالم الإسلامي.
يطلق الفرنسيون في كتاباتهم الكثيرة على اخيارهم "ذو اللحية الزرقاء" (Barbe bleue) والسبب في ذلك أن لون النيلة كان دائما يصبغ لحية اخيارهم الكثة بعدما كبر واشتعلت لحيته شيبا.
عمل أخيارهم وزيرا ومستشارا مقربا لسبعة من أمراء الترارزة، أربعة من أبناء محمد الحبيب وثلاثة من أحفاده وهم: الأمراء سيدي وأحمد سالم واعلي وأعمر سالم بنو محمد الحبيب. والأمراء محمد فال بن سيدي وأحمد سالم بن اعلي وأحمد سالم بن إبراهيم السالم. وكان أبوه المختار بن سيدي مستشارا مقربا من أعمر بن المختار ومن ابنه محمد الحبيب.
سيد احمد ولد الأمير