يحق للعمال ان يضربوا حسب القانون، كما يحق للشركة ان تراوغ لخفض بعض التكاليف حسب القانون ايضا، وهو نفس القانون الذي سرحت بموجبه العمال في السنوات الماضية. الكل يعرف ان الظروف الماليه لشركة تازيازت قد تغيرت، بالرغم من انها مازالت تسرف في انفاقها في بعض الجوانب،
كما ان شركة تازيازت يجب ان تعرف (ان لم تكن تعرف مسبقا) ان ظروف العيش في بلدنا قد تغيرت هي الاخرى، ولا مجال لتقليص الاجور ما دام هناك ما يمكن ان يتم. خفضه قبلها.
الكثير من الموريتانيين لديهم تصور خاطئ فيما يخص انتاج تازيازت وارباحها (خصوصا بعد حمى ذهب السطح الاخيره)، و تقع المسؤوليه في ذلك على الذراع الاعلاميه للشركة.
فمعدل انتاج شركة تازيازت الشهري (CIL &ADR), باعتبار معدل الذهب في الاحجار المطحونه لا يتجاوز 2.6 جرام للطن الواحد، هو حوالي 20000 اونصة شهريا (اونصة =31 جرام)، يعني ان معدل الانتاج اليومي حوالي 666 اونصة.
معدل سعر الاونصه الواحده حوالي 1150 دولار امريكي، اي ان عائدات الانتاج يوميا في حدود 230 مليون اوقيه (باعتبار الدولار =300 اوقيه)، مبالغ كبيرة اليس كذالك...
لكن في المقابل تصرف تازيازت مبالغ كبيرة ايضا في الخدمات والمواد المتعلقة بالإنتاج مباشرة، وهي ليست كالمصروفات الاخرى التي تعتبر مكملة للإنتاج وليست اساسيه، فمثلا لا حصرا:
- تصرف تازيازت يوميا عن كل ساكن مبلغ 30 دولار مقابل الاكل والسكن للشركة المسؤولة عن ادارة المجمع السكني اي حوالي 10 ملايين اوقيه يوميا (معدل الساكنين 1100)، زيادة على تكلفة بناء المجمع التي زادت على 130 مليون دولار منذ اقل من 4 سنوات فقط
.
- تصرف معدل 0.81 دولار كتكلفة لكل متر مكعب من الماء المجلوب من البحر، بمعدل 11650 متر مكعب يوميا، اي حوالي 2 مليون و 830 الف اوقيه.
- مبلغ 20 دولار لتحلية المتر المكعب الواحد، و معدل الانتاج اليومي حوالي 1000 متر مكعب، اي بتكلفة يوميه في حدود 6 ملايين اوقيه، فضلا عن المياه التي يتم جلبها من واد الشبكه عن طريق احد الموردين
.
-تصرف حوالي 2 مليون 833 الف اوقيه يوميا لنقل العمال من والى انواكشوط وانواذيبو
.
-تصرف حوالي مليونين اوقيه كمعدل يومي، على علاج العمال فقط في المصحة الموجوده في تازيازت، ناهيك عن التامين الصحي الكامل للعمال الذين يعالجون اخوانهم وجيرانهم على حساب التامين بالطريقة الموريتانية المعروفه
- تصرف حوالي مليون وخمسمائة الف اوقيه يوميا على الاتصالات الهاتفية.
لم اتحدث عن الرواتب، ولا عن تكاليف الصيانه ومستلزمات الانتاج.... واجور الشركات الوسيطة...
.
مااريد ان اصل اليه هنا، ان شركة تازيازت شركة اجنبيه تراعي مصالحها اولا، وليس من الانصاف ان نطالبها ان تلعب دور الدولة الموريتانية في الدفاع عن حقوق العمالة الوطنيه، ثم ان استجلاب اليد العاملة الأجنبية ربما بحثا عن مرونة في التعامل قد لا تكون متوفرة لدى العديد من الموريتانيين. فالنتيجة الحتمية التي يصل اليها اي متدبر لهذه الارقام هي: ان محاصيل تازيازت ( ليست من ما لا ينصرف).
عبد الرحمن
