
دعا مشاركون في ندوة سياسية عقدت في نواكشوط الفرقاء بالمشهد السياسي الموريتاني الى ضرورة كسر الجمود وتجاوز العقبات التي تميز العمل السياسي الراهن والشروع في حوار شامل مؤكدين أهمية دور طرف ثالث مستقل يساهم في عملية التقريب بين الطرفين .
وابرز عدد من الباحثين وسياسيين من الاغلبية والمعارضة ونشطاء من المجتمع المدني خلال ندوة نظمها المركز العربي الإفريقي للإعلام والتنمية بنواكشوط تحت عنوان "الحوار بين الأغلبية والمعارضة... مبررات المشاركة والمقاطعة" "حالة الجمود السياسي وضعف التواصل بين القوى السياسية والمجتمعية وصناع القرار" .
ودعوا إلى "تجاوز هذه المرحلة من خلال وجود طرف ثالث يساهم في عملية التقارب بين الأطراف ويدفع بعملية الحوار إلى الأمام".
وفي هذا الصدد حث مدير المركز محمد سالم ولد الداه كل الإطراف على ضرورة تجاوز العراقيل والدخول في حوار وطني شامل لأهمية ذلك في أكثر من مجال".
ومن جانبه شدد الدكتور محمد الأمين ولد الكتاب عضو الهيئة الاستشارية للمركز على "أهمية وضرورة تجاوز ما وصفه بالعراقيل التي تعترض هذا الحوار" مشيرا إلى "أهمية الدفع بالقوى المدنية المستقلة للعب أدوارها وأن تنهض بدور دور الحكامة بين الأغلبية والمعارضة من خلال الاعتماد على الشخصيات الوطنية المشهود لها بالكفاءة والريادة في مجال قضايا الشأن العام وإشراكها في عملية الإشراف على الحوار".
أما رئيس حزب "تواصل" المعارض محمد جميل منصور استعرض مسار المعارضة ممثلة في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة مع النظام في موضوع الحوار مشيرا الى "الإخفاقات التي اعترضت سبيلهم رغم الاستعداد الذي أبدوه في أكثر من مناسبة وهو الاستعداد الذي لم يقابل من طرف النظام إلا بمزيد من المماطلة والاستغلال الإعلامي فقط".
وأضاف " انه رغم أهمية الحوار ورغم كل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تستدعي قيامه لكننا لحد الساعة لم نجد الأرضية التي تمهد للانطلاقة المجمع عليها التي تفضي إلى حوار وطني جاد".
وبالمقابل استعرض القيادي في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية (الحاكم) اسلامة ولد عبد الله عرضا مفصلا عن المسار التاريخي للعلاقة التي ربطت الأغلبية بالمعارضة مؤكدا" ان الاغلبية لا زالت متحمسة للحوار ومستعدة له وقد نظمته مع قوى معارضة أخرى وما زالت مستعدة لتنظيمه مع المعارضة التي لم تشارك في الحوارات الماضية".
ودعا في هذا الصدد الى ضرورة تجاوز العراقيل التي يضعها المنتدى المعارض مؤكدا أن "الدخول والمشاركة في الحوار المزمع عقده قريبا كفيل بالرد على كل الإشكالات من خلال المحاور العامة للحوار التي سيتم التوافق حولها"
وقد مثل حزب التجمع من أجل موريتانيا "تمام " في حلقة النقاش الامين العام للحزب أحمد ولد بدو، حيث أبرز في مداخلته أمام الحضور المشاكل الاساسية التي تحول دون القيام بحوار شامل يشارك فيه جميع الطيف السياسي في البلد٠
وأكد ولد بدو أن كتلة الوفاق الوطني التي يتولى رئيس حزب "تمام" يوسف ولد حرمة ولد ببانا رئئاستها الدورية، كانت سبقة الى الاستجابة للدعوة التي وجهها النظام للمعارضة من أجل الدخول في الحوار، وذلك لقناعتها التامة أنه السبيل الوحيد لحل الأزمات التي تعاني منها بلادنا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا٠