لطالما كانت ثقافة الحوار قائمة بين النّاس منذ القدم، فالحوار هو بلا شكّ ضرورة حتميّة فرضتها طبيعة البشر وفطرتهم المجبورة على التّحدث مع الآخرين والاستماع إليهم، والحوار والجدال لهما نفس الدلالة ، وقد اجتمع اللفظان في قوله تعالى : { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } (المجادلة:1)
ولقد استمرّ الحوار بعد ذلك بين الأنبياء وأقوامهم فقد استلزمت الدّعوة في كثيرٍ من المراحل إلى ضرورة لجوء النّبي إلى محاورة قومه من أجل أن يقنعهم ويقيم عليه الحجّة بالبرهان والمنطق السّليم، وقد بقي سيّدنا نوح عليه السّلام في قومه ألف سنةٍ إلا خمسين عامًا يدعوهم ويحاورهم.
• الحوار أسلوب حضاري يتم من خلاله طرح موضوع فكري غير مسبوق لنصل به إلى النضج الفكري والحواري الحضاري.
الحوار عبارة عن مطلب إنساني، بحيث يتم استخدام أساليب الحوار البناء لإشباع حاجة الإنسان للاندماج والتواصل مع محيطه بأسلوب يهتم بالتعرف على وجهات نظر الطرف أو الأطراف الأخرى في الحوار. •
. • هو عبارة عن نقاش يديره أطراف الحوار،ويجب ان يكون هذا الحوار بطريقة متكافئة، في مسألة معينة، ويمتاز بالبعد عن التعصب لإظهار الحق بالحجة والبرهان.
كما يعتبر الحوار وسيلة من وسائل الاتصال والتفاعل بين الاشخاص ، و يقوم الاشخاص على التحاور عادةً بهدف الوصول الى حقيقة ما او معرفة امر ما ، كما ان الحوار يستخدم لتفسير واظهار الامور ، بالاضافة الى ان الحوار يمكن ان يستخدم في حالات النصح او التربية فقد يحاور الاباء ابنائهم على ما يفعله الابناء وذلك للتأثير على الابن واظهار بأن ما يقوم به الابن غلط اذا كان قد قام بعمل خاطئ ، بالاضافة الى ان الحوار وسيلة التفاهم والاتفاق بين الناس .
كما يعكس الحوار الواقع الحضاري والثقافي للأمم والشعوب، حيث تعلو مرتبته وقيمته وفقاً للقيمة الإنسانية لهذه الحضارة وتلك.
واذا كان هذا هو الحوارفلماذا لا نتحاورمن اجل موريتاني؟
الدكتورة صفية بنت حبابه