نص كلمة الدكتور الشيخ المختار ولد حرمة في الأمسية التضامنية مع السعودية بعد الهجوم على الحرم النبوي

خميس, 08/04/2016 - 01:22

بسم الله الرحمن الرحيم

 و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه

أحبك يا رسول الله

 بسم  الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبي الهدى، وعين الرحمة الفياضة بالأنوار والقيم والمثل والكمال البشري... محمد بن عبد الله، النبي المرسل، حامل أيقونة الوحي السماوي ومبلغ آخر رسالة سماوية إلى البشرية، ناشر الحب والسلام والحياة والأمل والتفاؤل والبشر والخير، الرجل الرمز الذي منَّ الله على البرية ببعثته رحمة مهداة، جعلها شفاء لما في الصدور و هدى و رحمة للمؤمنين، فأزال ظلمة الضلال المدلهمة، فإذا همت أفواه الأباطيل بإطفاء نوره أبى الله إلا أن يتمه، حين أشرق به مصباح الهداية، و قد كاد أن يهم بالانطفا، و اتضح منهج الحق  بعدما اندرس رسمه و عفا، برسالته التي شرح الله بها الصدور و شفا، و انهار بها ركن الباطل بعدما صار من الغواية على شفا، فأكمل الله به المنة على البرية، و أحيى به موؤدات المعارف الإلهية في فترة الجاهلية، وبجهاده ونضاله من أجل البشرية يغرف كل مرتاد من القيم و الأخلاق الحميدة الفاضلة الراقية ما يشاء ، غرفا من البحر أو رشفا من الديم.. فصلى الله عليه و زاده تبجيلا و تكريما، كما أمر بذلك فقال صلوا عليه و سلموا تسليما، و على عترته و أصحابه الذين باعوا له أرواحهم بالجنة و سلموا له تسليما. اللهم شفعه فينا و اجعله مقبلا علينا و راضيا عنا يا كريم.

الأخ الأبر والصديق الأغر والعلم الأشهر  والشيخ الأظهر... محمد الحافظ النحوي رئيس التجمع الثقافي الإسلامي، طيب الله ذكركم..

آل النحوي الأعزاء الأتقياء  أهنئكم و أشكركم على هذه المبادرة القيمة و التظاهرة الكريمة  و أعبر لكم عن خالص ودي وتقديري و إعجابي على أخلاقكم الفاضلة و إخلاصكم و وفائكم لواجب النصرة في حق المصطفى صلى الله عليه و سلم، الحاضن الأمين للدعوة حيثما كانت الربوع، وما وطأت الأقدام، أو رأت الأعين أو سمعت الآذان، أو تعطر أفق بمناجاة ما أريد بها غير وجه الرحمن.

أيها الحضور الكريم،

يا كل محبي الرسول الأعظم محمد صلى الله عـليه وسلم..

أحييكم تحية مباركة طيبة ، و أسلم على هذه الوجوه الطيبة النيرة كلا باسمه و جميل وسمه  وأبتهل إلى الله  العلي القدير أن يثمر الجهد وأن يتقبل المسعى وأن يجعله درب القلوب إلى الهدى الأعلى، والنور الأسمى، في هذه الدنيا وفي الدار الأخرى.

أيها الكرام، يا أحباب رسول الله، من أنجال ومحبين وتابعين ومقتدين ومناصرين، ومؤيدين، ومنافحين عنه صلى الله عـليه وسلم.

لقد أتيت لأسمع منكم، فما لدي قول يعبر عن حجم الإدانة لأبشع جريمة  ما كان يمكن أن نتصورها... حيث روع البغي الأسود الآمنين المصلين الركع و الصائمين الخشع و الناسكين الضرع عند الجناب الأعظم، عند مسجد ومرقد الرسول الأكرم صلى الله عـليه وسلم.

أي.. والله.. ما من عبارات ولا كلمات ولا شعر ولا نثر يمكن أن يصل مستوى ما هو مطلوب من إدانة للفعلة الشنعاء التي من خلالها أريق دمُ الأبرياء الصائمين وهم واقفون يحرسون الرسول الأكرم ومسجده الأحرم، والزائرين لهذا المكان الأقدس في العشر الأواخر من خير شهر، الشهر الذي فيه ليلة خير من ألف شهر، الشهر الذي أنزل فيه القرآن، وكفى أنه الشهر الذي هو رأس الأشهر الحرم التي أثنى عليها الرحمن... و حرم فيها القتال و إراقة الدماء  و لو كانت دماء المشركين... فلا حول ولا قوة إلا بالله، ونُشهد الله أننا نستنكر ونُدين هذا الفعل الجبان، ونُشهد الله أننا نفدي رسول الله بمهجنا وإنا لمحزونون و غاضبون، لأن الضلال الأسود صار يتجرأُ على الخطوط الحمراء، وعلى المكان الأطيب من طيبة الطيبة.

أيها الأحباب،

إن حادث التفجير الإرهابي الذي أقدم عليه تنظيم "داعش" الملعون،  هو استهزاء بمقدسات الدين، ودليل لا يقبل الشك أن خوارج العصر لا يفرقون بين السن والعين.. وأنهم لعنة الله عليهم، مشركون آثمون. و قد نبأنا الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم من أخبارهم ما ورد بالسند المتصل في الصحيحين مما نجمله خشية التطويل في ما يلي:

"يخرج في آخر الزمان ـ من العراق ـ  على حين فرقة من الناس قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام فيهم خفة و طيش، كلامهم جميل بخلاف فعلهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية، جثاؤهم ـ أي أجسادهم ـ جثاء الناس و قلوبهم قلوب الشياطين، لا يرحمون صغيرا و لا يوقرون كبيرا. ، لا يفهمون القرآن و يستدلون به على جهل، أنطلقوا إلى آيات وردت في الكفار فجعلوها في المسلمين، بها يكفرون أهل الإسلام فيقتلونهم".

أيها الأحباب،

لقد أظلكم زمنُ "الذين لا يأكلون غير لحم المسلم"، ولا "يتعطرون بغير دم المؤمن"، و"لا يستحلون غير نساء ديار الإسلام".. أولئك فجرة داعش.

ولقد أظلكم زمانهم... في وقت تكالبت فيه كل حواس الحقد الصفوي على الأمة، فصار صفويو العمائم السود يفخرون بأنهار الدم التي يسفكونها في العراق واليمن ولبنان وسوريا...

إنهم شياطين الفئة الضالة..

هل تعلمون الشيء الذي غيب إمامهم وجعله يختفي كل هذه القرون؟.. لقد اختفى حتى لا يحضر كفر  وسخف من اختلقوه.. ومن يرتكبون باسمه أبشع الجرائم والمنكرات، وأعمال التخريب ضد عقيدة المؤمنين ودماء المسلمين.

فما من زمان لم يُحارَب فيه أهلُ الإسلام من طرف بني ساسان من أجل الثأر الصفوي الرخيص.

أيها الأحباب،

في هذه المناسبة،

- أصلي وأسلم على رسول الله، وأشهد أنه بلغ الرسالة و أدى الأمانة.

- أدين بشدة التفجيرات الإرهابية التي استهدفت المس من حرمة مقامه ومسجده ومدينته.

- أعلن تضامني التام مع المملكة العربية السعودية المحروسة قيادة وشعبا... في وجه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها بلاد الحرمين الشريفين.

- التحية للجيش السعودي البطل وهو يقود المعركة ضد الإرهاب والأطماع الأجنبية.

- أدين كل إرهاب ضد أي مكان من العالم، فالإرهاب لا دين له. ولا أخلاق له ولا إنسانية له.

- أندد بالسلوك الإجرامي، وعملية التخريب الممنهجة ضد عقيدة وديار الإسلام عبر أدوار يتم تقاسمها بين "الصفوييين" و"الداعشيين".

- أعلن تضامني التام مع الشعوب العربية التي تتعرض للمذابح على سكاكين الفرس وداعش.

- أقول لأصحاب عمائم السوء.. "هيهات" أن تحققوا أحلامكم، فقد كشف الله زيف عقيدتكم، وشر حقدكم، وسوء تربصكم.. وأنتم بمقاعدكم المنقوعة بدم العرب والمسلمين لن تتبوءوا غير الغرق في مزابل التاريخ.. فسحقا لكم تجار الدم وحملة الإثم.. ولتثقوا أن للبيت ربا سيحميه... إن للبيت ربا سيحميه.. والله جل جلاله أخذ على نفسه في سابق أزله أن يكفي نبيه المستهزئين والمستهترين والمعتدين الآثمين..

سجل يا تاريخ :

أحبك يا رسول الله.  نفسي لك فداء يا رسول الله

 طبتم مساء.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته