تابع محققون موريتانيون بمشاركة خبراء من «الإنتربول» أمس في نواذيبو شمال موريتانيا، تحرياتهم حول سفينة يشتبه منذ توقيفها يوم الأحد، بأنها تحمل طناً مهرباً من المخدرات مخفياً في حاويات السفينة الثلاثمئة.
ولم تعط السلطات الرسمية الموريتانية لحد ظهر يوم أمس أية توضيحات بخصوص الشبهات التي تحوم حول هذه السفينة التابعة لشركة CMA-CGM العاملة في مجال النقل البحري.
وذكرت وكالة «الطوارئ» الإخبارية الموريتانية (خاصة) «أن السفينة مقبلة من جزر الخالدات، وقد توقفت بميناء مدينة أغادير المغربية قبل وصولها إلى المياه الموريتانية حيث اعترضتها السلطات الأمنية واحتجزتها على أساس معلومات من شرطة الإنتربول تفيد بأنها تحمل كمية من المخدرات».
وساق خفر السواحل الموريتانية السفينة إلى ميناء نواذيبو شمال موريتانيا بعد إبعاد السفن الراسية وإغلاق محيط الميناء، حيث باشر محققون موريتانيون وآخرون من شرطة الإنتربول التحقيقات حول حمولة السفينة. ونقلت وكالة «الطوارئ» عن مصدر أمني موريتاني قوله «إن ثلاث حاويات فقط من حاويات السفينة الثلاثمئة هي الموجهة إلى ميناء نواذيبو بينما الباقي متجه لموانئ أخرى».
وأشارت الوكالة «إلى أن حاويتين من الحاويات الثلاث محملتان بالدجاج المجمد بينما تحمل الثالثة أثاثاً موجهاً للإقامة التابعة لرئاسة الجمهورية بمدينة نواذيبو». وأكدت «الطوارئ» نقلاً عن مصادرها «أن الحاويات الثلاث الموجهة للتفريغ في نواذيبو لا تحتوي على أية مخدرات حسبما أكدته تحقيقات استخدمت فيها وسائل كشف حديثة إلى جانب الكلاب البوليسية المدربة». وتواصل السلطات الأمنية الموريتانية لحد ظهر أمس احتجازها للسفينة في انتظار الحصول على تفويض من الانتربول لتفتيش باقي حمولتها. وتتخذ عصابات التهريب الدولية المتخصصة من الأراضي الموريتانية منصة دوارة لتهريب المخدرات من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا، كما أكدت ذلك عمليات التهريب المتكررة التي سجلت خلال السنوات العشر الأخيرة.
وتتوفر هذه العصابات على وسائل لوجستية وبشرية كبيرة تعمل بإشراف كولومبيين وفرنسيين وجزائريين وموريتانيين.
ويؤكد مراقبون متابعون لهذا الشأن «أن موريتانيا مجرد معبر للمخدرات، وليست سوقاً للبيع أو الاستهلاك حيث يستغل المهربون أراضيها لتهريب كميات كبيرة من المخدرات باتجاه أوروبا مستفيدين من هشاشة المنظومة الأمنية الموريتانية، وانتشار الرشوة في أوساط رجال الأمن والجمارك الذين يعانون من ضعف المرتبات».
ومما يسهل مهمة المهربين شساعة الأراضي الموريتانية التي لا يمكن للسلطات الأمنية والعسكرية مراقبتها بشكل دقيق وحازم، واشتراك موريتانيا حدودياً مع كل من السنغال ومالي والمغرب والجزائر، وهي كلها بلدان تعرف نشاطات لعصابات تهريب المخدرات.
القدس العربي