بمناسبة عيد الأضحى المبارك أسواق العاصمة نواكشوط تشهد انتعاشا

ثلاثاء, 07/13/2021 - 08:52

العيد حدث موسمي ومناسبة يتأهب الجميع لتخليدها وإظهار معاني الحفاوة والفرح التي تنضح بها..لكنها أيضا مناسبة تعلن فيها الأسر حالة الاستنفار القصوى لشراء مستلزمات العيد وتدبير احتياجاته من ملابس وهدايا..مناسبة تواجه فيها ميزانيات الأسر أحلك فترات العام توفيرا للكسوة وتدابيرا لمتطلبات الاحتفاء...

وفي الأيام التي تسبق العيد يصبح الكل في سباق مع الزمن:المعيدون الذين تغص بهم جنبات الاسواق وممراتها وتجار السوق والباعة الذين ينتظرون هذا الموسم بفارغ الصبر ويستعدون له في قوت مبكر سواء باختيار مواقع أفضل للعرض والتسوق أو بتغيير طريقة المعروضات وبابتياع سلع العيد التي تأخذ طريقها إلى واجهات الاسواق والمحلات أو من خلال زيادة فترات العمل ومراجعة الاسعار...

 

فماذا عن استعدادت المواطنين والاسواق في نواكشوط لعيد الأضحى المبارك وما الذي يميز وقفة عيد الاضحى هذا العام وملامح هذا التميز على مستوى الاسعار والاقبال وتنظيم الاسواق ونوعية السلع والمعروضات ...سؤالان اثنان نجيب عليهما في التحقيق التالي:

استعداد مبكر وإقبال دون المستوى

يتفق أغلب تجار السوق على أن الاستعداد لعيد الاضحى إنما هو جزء من استعدادات الاسواق لمواسم الاعياد والذي يشمل فترة عيدي الفطر والاضحى وذلك لقصر المدة بين العيدين من ناحية ولثبات مؤشرات الاسواق إلى حد كبير في هذه الفترة سواء منها ما تعلق بالاسعار والسلع المعروضة ومستويات الاقبال، لكن الجميع متفاءل بتحسن الاقبال في هذا العيد نظرا لضعف تأثير بعض العوامل التي ساهمت في تدني الاقبال في عيد الفطر الماضي

ومع ذلك لايكف كثيرون من تجار السوق عن الشكوى من ضعف الاقبال قبل أيام من حلول العيد مؤكدين أن ذلك عائد إلى حلول العيد في نهاية الشهر وانتظار الموظفين والعمال لحين استلام مرتباتهم، وإلى ذلك لا يتوقف التجار والباعة عن حشد كل مظاهر الاستعداد والتنافس لكسب ما في جيوب رواد السوق والمترددين عليها في الايام المقبلة.

 

حيث تزدان واجهات المحال التجارية بالملابس وسلع العيد وتزدحم ممرات وباحات الاسواق بالباعة المتجولين وأصحاب العربات اليدوية المحملة بكل أنواع السلع والبضائع كالملابس والاحذية ولعب الاطفال ...وفي أسواق السبخة والميناء والتي هي الوجهة الاولى للعديد من المواطنين في هذه الايام كانت السوق خلية نحل:نشاط وحركة دائبين وازدحام مروري خانق وضوضاء وهتافات تملأن المكان.

 

الباعة والمتسوقون وعربات اليدوية وتلك التي تجرها الحمير جانبا إلى جنب حيث يشق الجميع طرقه وسط معروضات الملابس على الارض وامام المحلات ومنافذ البيع، وعلى وقع مكبرات الصوت وهتافات الباعة.

 

ظاهرة"كل ش بمائة" التي كانت سوق السبخة موطنها الاول أثبتت قدرتها على البقاء وصمودها في وجه أي أساليب جديدة للتسويق والاعلان لكنها لم تقدر على مواجهة أنخفاض القوة الشرائية للاوقية الذي تجاوز كل الحدود فضن الباعة أن تباع سلعهم بمائة فاستحدثوا بالتالي وصلات إعلانية جديدة تخضع فيها السلع لتراتبية توصل أسعارها أحيانا إلى 200و500وحتى ألف اوقية لكن مع المحافظة على العبارة واحترام الاداء المميز للاعلان.

 

وبالإضافة إلى فوضى المرور وشغل ممرات الاسواق وباحاتها من طرف عشرات الباعة الذين يفدون إليها في هذه الايام فإن من أسباب الزحام ارتفاع الاسعار حيث يقضي المتسوقون وقتا أطول في المفاصلة والشراء، وقد يستدعي الامر التردد على السوق عدة أيام للظفر بالسلعة الاجود وبسعر مناسب كما يقول احد المتسوقين.

 

 

 

أسواق الأضاحي ومارتون الأسعار:

 

لا شك أن تلك الصورة السابقة لأسواق العاصمة أيام عيد الأضحى قد ألقت بظلالها القاتمة علي أسواق الأضاحي من الماعز والضأن والتي ترتبط بها اسم هذا العيد وتظل الوجهة الثانية إن لم تكن الأولي للمعيدين بحكم البعد التعبدي في الأضحية والجانب المظهري والدعائي لها.

 

وفي هذا العيد رغم أن الكل كان يتوقع أن تكون أسعار الأضاحي في حدود المعقول بسبب موسم الأمطار الجيد هذا العام ورصيد البلاد من الثرة الحيوانية إلا أن رياح الأسعار جرت بما لا تشتهي نفوس المضحين مسجلة ارتفاعات مارتونية بنسبة تعدت 30% حيث وصلت أسعار الأضاحي في حدودها الدنيا إلى 40الف أوقية أي بما يوازي نصف رواتب الوظيفة العمومية هذا زيادة علي ما يضاف إلي هذا المبلغ من أجرة التجهيز والنقل تجعل المبلغ يتجاوز ذلك

 

ولهذا السبب قد يعمد البعض إلى تأخير شراء الاضحية حتى ضحوة العيد عملا بقاعدة شبه مطردة وهي أن أسعار الأضاحي تتراجع بنسب ملموسة بعد انقضاء الاربع والعشرين ساعة التي تسبق يوم العيد.

 

تلكم إذا قراءنا الكرام هي الصورة الحية لأسواق العاصمة فى ظل استعداداتها لإستقبال عيد الأضحي المبارك.

عيد يأتي هذه السنة ولسان حال الكثير من أرباب الأسر الموريتانية ينشد"عيد بأية حال عدت يا عيد".