يوسف ولد عبد الرحمن ولد حرمة بابانا أحد الأوجه السياسية الشبابية المعروفة على الساحة الموريتانية برز نجمه مؤخرا كأبرز سياسي شاب بعد أن اختاره أعضاء المكتب التنفيذي لحزب التجمع من أجل موريتانيا (تمام) رئيسا للحزب بعد الاستقالة المفاجئة لزعيمه السابق الدكتور الشيخ المختار ولد حرمة
تولى الرئيس الشاب قيادة الحزب في مرحلة تشهد فيها الساحة السياسية حالة من الغليان وشد الحبل بين طرفي المشهد السياسي في البلد
أسس مع رفاقه في المعارضة الموريتانية المنتدى الوطني للديمقراطية كوسيلة للضغط على النظام من اجل الدخول في حوار معها آنذاك
استجاب الحزب رفقة بعض الأطياف المعارضة الأخرى لدعوة الحكومة للمشاركة في اللقاء التشاوري الممهد للحوار الوطني وهي الدعوة التي لم يستجب لها أغلب رفاق الأمس في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة
اسس الحزب الى جانب بعض الأحزاب أاللتي شاركت في اللقاء التشاوري حينها كتلة الوفاق الوطنية اللتي ظلت ببعض الأنشطة السياسية تمهيدا لإجراء حوار وطني شامل وهو ماتم مؤخرا ودام ثلاثة أسابيع
جريدتي الصحيفة والمشعل التقتا برئيس حزب تمام يوسف ولد حرمة فكان لهما مع الحوار التالي
س انتهي قبل ايام الحوار الوطني الذي شارك فيه حزبكم الى جانب بعض القوى المعارضة الأخرى ما هو تقييمكم بشكل عام لمخرجات هذا الحوار؟
ج نحن في حزب تمام نعتقد أن الحوار الذي جرت فعالياته في الأسابيع الماضية في نواكشوط بين الأغلبية الداعمة للرئيس محمد ولد عبد العزيز وجل الأحزاب والكتل السياسية المعارضة شكل خطوة مهمة في طريق إعادة التأسيس للدولة الموريتانية المتصالحة مع ذاتها والتي يمكن ان تتسع لكافة أبنائها على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم، وذلك من خلال التركيز في مخرجاته على تسوية كل الملفات الحقوقية، والحث على إشراك الجميع في التخطيط لمستقبل البلاد، كما نصت وثيقة الاتفاق السياسي على تعزيز الوحدة الوطنية والعمل إعداد هيئات إشراف توافقية يشارك الجميع في اقتراحها٠
س ماهي الضمانات التي حصلتم عليها بشأن تنفذ هذه المخرجات ألا تخشون بأن يكون مصيرها مثل مصير الكثير من مخرجات حوار 2011 والتي اعتبر بعض المشاركين فيه أنها مازالت حبرا على ورق؟
ج نحن لم نطلب أية ضمانات قبل الدخول في الحوار الوطني، وشاركنا فيه انطلاقا من قناعتنا ان الحوار هو الوسيلة المثلى لتسوية كافة الخلافات وتجاوز كل الأزمات التي تضر بالمصلحة العليا للوطن وتعيق مسيرته التنموية، ومع ذلك فإن الضمانات التي توفرت في هذا الحوار هي الأكثر قوة في تاريخ البلد وذلك لتقديم مخرجاته للاستفتاء الشعبي حتى يقول فيها الشعب الموريتاني كلمته الفصل٠
س طالبتم في بيان لكم مؤخرا بضرورة تجنب التطرق في هذا الحوار لقضايا مرتبطة بنشأة الدولة ولا علاقة لها بتوزيع السلطة أو الثروة. وقد تضمنت الوثيقة النهائية للمخرجات الدعوة الى تعديل بعض الرموز الوطنية كالعلم والنشيد هل يعني هذا أنكم تراجعتم عن هذه النقطة من بيانكم ؟
ج نحن قدمنا تصورنا للأمور التي نعتقد أنها تمثل أولوية المصلحة العليا ويجب التركيز عليها في الحوار الوطني الشامل واستطعنا تضمين النص عليها في الوثيقة النهائية للحوار الوطني، وبالنسبة لقضية العلم والنشيد، لم نصنفها ضمن هذه الاولويات ولم نطرحها ولكننا لم نعارض وجودها في وثيقة الحوار ضمن مقترحات كتل وأحزاب سياسية أخرى لها الحق في اقتراح ما تراه مناسبا، وفي النهاية سيكون الحكم للشعب الموريتاني الذي سيصوت على هذه المخرجات٠
س صرح الرئيس أثناء خطابه بمناسبة اختتام الحوار بأنه لا يريد الترشح لمأمورية ثالثة وهو تصريح اعتبرته بعض الأحزاب المقاطعة للحوار بأنه تضليلي ما هو موقف حزب تمام من تصريح الرئيس هذا؟
ج نحن نثمن خطاب رئيس الجمهورية ونعتبره أكبر إنجاز حققناه كأحزاب معارضة شاركت في هذا الحوار الوطني حيث تعهد الرئيس وعلى مسمع ومرأى من العالم باحترام المواد المحصنة من الدستور وقطع الشك باليقين ، وأغلق الباب أمام تلك الاتهامات الجزافية التي كان البعض يوجهها لنا، وتبين من خلال وثيقة الاتفاق أن الحوار كان ناجحا بكل المقاييس واستطاع تقديم وجهة نظر المعارضة بكافة أطرافها المحاورة والممانعة وركز على مصلحة الشعب الموريتاني ولم يطرح أي قضية شخصية لمصلحة اَي كان٠
س المعارضة المقاطعة للحوار سيرت مسيرة يوم 29 اكتوبر للتعبير عن رفض ما تصفه بالمخرجات الهزيلة للحوار لماذا غابت المعارضة المشاركة عن الشارع للدفاع عن ما تصفه هي الأخرى بالمكاسب الكبيرة التي حققتها للشعب الموريتاني؟
ج نحن طالبنا في وثيقة الاتفاق السياسي بتنظيم استفتاء شعبي على مخرجات الحوار في آجال محددة، وقد بدأت الجهات المعنية الترتيبات اللازمة لتنظيمه وبعد تحديد موعده سنباشر قواعدنا الشعبية من اجل التعبئة له وشرح آلياته، وفي هذا الإطار أيضا نثمن التصريحات التي صدرت عن بعض الأحزاب الوازنة في المعارضة الممانعة والتي ثمّنت مخرجات الحوار، وأرسلت إشارات باستعدادها للمشاركة في مخرجاته، والاستفادة من الإصلاحات الهامة التي تمخضت عنه٠
س ما مصير كتلة الوفاق الوطني بعد انسحاب حزب المستقبل ؟
ج كتلة الوفاق الوطني هي كتلة سياسية تأسست في بداية أمرها من ثلاثة أحزاب هي تمام والجيل الجديد والمستقبل وتعززت برابع هو حزب الحوار والديمقراطية وبعد اكتمال الحوار الوطني ظهر لأحد الأحزاب أن مصلحته تقتضي الانسحاب من الكتلة وانسحب منها، ونحن نحترم قراره الذي بناه على قناعته، وسنواصل بعد انسحابه العمل والتنسيق من أجل الوصول لأهدافنا حسب البرنامج الذي حددناه في النظام الداخلي للكتلة٠
س يدور في بعض الأوساط الإعلامية حديث عن سعيكم للانضمام للليبرالية الدولية ماحقيقة هذا الخبر ؟
ج فعلا نحن قطعنا أشواطا مهمة فيما يتعلق بالانضمام لليبرالية الدولية وشاركنا في عدة مؤتمرات دولية تتعلق بهذا الامر إضافة إلى جامعة صيفية احتضنتها العاصمة التونسية خلال الأشهر الماضية، وسنشارك خلال هذا الشهر في مؤتمر لليبرالية العربية تشارك فيه كافة الأحزاب العربية التي تتبني الفكر الليبرالي ويستضيف ضيوف شرف من بريطانيا وهولندا، وسيتضمن دورات تكوينية يشرف عليها أكاديميون وباحثون متخصصون في العلوم السياسية، وآليات العمل الديمقراطي٠
س داولت وسائل إعلام محلية الحديث عن تعديل وزاري وشيك وتعيين حكومة للإشراف على تنفيذ مخرجات الحوار هل سيشارك حزب تمام في هذه الحكومة إن طلب منه ذلك؟
نحن كحزب معارض لدينا مشروع لخدمة الوطن بكل الطرق المتاحة، ولكننا في الوقت الحالي لا نفكر في دخول أي تحالف حكومي تطلب منا المشاركة فيه بل نركز على ترتيب البيت الداخلي والتهيئة للانتخابات المقبلة، ولكننا سنتستجيب لكل مبادرة من شأنها الإسهام في تخفيف الاحتقان السائد والدفع بعجلة التنمية الى الأمام٠
س هل تنوون الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة أم أنكم ستكتفون بدعم أحد المرشحين؟
نحن في حزب تمام نعاتمد على مبدأ التشاور في كافة الأمور المتعلقة بموقف الحزب، ولكل مقام مقال٠
س يوجد في السجون الموريتانية العديد من سجناء الرأي مثل معتقلي حركتي 25 فبراير (وإيرا) لماذا لم نشاهد بيانات من حزبكم للتضامن مع هؤلاء المعتقلين خصوصا وأن الحزب كان من حملة لواء المطالبين بإطلاق سراح بيرم ونائبه أيام كان معتقلا؟
ج نحن نعتبر أن الوضع يختلف بالنسبة للسجناء الحاليين ولوضعية بيرام ونائبه اللذين نعتبر أنهما كانا سجيني رأي بامتياز ولذلك دافعنا عنهما وطالبنا بإطلاق سراحهما، أما هؤلاء فقد سعوا لتهديد الأمن العام من خلال الاعتداء على رموز الدولة أثناء تأدية المهام العمومية٠
س أصدرت بعض السفارات الغربية في نواكشوط مؤخرا تحذيرات لبعض رعاياها بسبب ما قالت إنه الأوضاع غير الآمنة في البلد ماهو ردكم على هذه التحذيرات وهل تعتبرونها بريئة خصوصا وأنها جاءت متزامنة؟
ج جميع السفارات الأجنبية في أي مكان هي متابعة رعاياها وتوجيههم للحذر من أي مخاطر محتملة وهذا حقهم الطبيعي، وبالنسبة لماحدث في موريتانيا فنحن لا نرى فيه تهديدا للأمن الوطني الذي نرى أنه بحالة جيدة ويقوم بمهامه الاعتيادية ولذلك نفضل عدم اعطائه أي اهتمام زائد٠