تأكيدا للتطور المستمر الذي تعرفه العلاقات بين البلدين، أعلن سفير دولة الإمارات العربية المتحدة المعتمد لدى المملكة المغربية، سهيل مطر الكتبي، أنَّ بلاده جعلتْ من المغرب أولوية استراتيجية في علاقاتها مع بُلدان العالم. جاء ذلك في كلمة ألقاها في حفل نُظم بالعاصمة الرباط، مساء الخميس، بمناسبة اليوم الوطني الخامس والأربعين لدولة الإمارات.
السفير الإماراتي أشارَ إلى أنَّ البلديْن "دخلا عهدا جديدا من التعاون المَتين في القطاعات الاقتصادية والطاقية والأمنية والعسكرية والتعليمية"، مضيفا أنَّ مسار التعاون المُثمر بين المغرب ودولة الإمارات تمَّ تتويجه بالتوقيع على 21 اتفاقية بين الجانبين، بمناسبة زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى المغرب في 17 مارس 2015.
واستطردَ سهيل مطر الكتبي، في كلمته خلال الحفل الذي حضره ثلّة من المسؤولين السامين والحكوميين المغاربة، وممثلي الهيئات الدبلوماسية المعتمدة بالمغرب، أنَّ الإمارات العربية المتحدثة تطمح إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين مستقبلا، وقال: "نتطلع إلى أن تشهد المرحلة القادمة توسّعا كبيرا في مجالات التعاون المشتركة وإطلاق مشروعات استثمارية إماراتية جديدة في مختلف القطاعات، وفي مختلف المناطق المغربية".
السفير الإماراتي المعتمد لدى المغرب عبّر، في معرض حديثه، عن إعجابه وتقديره للتطور الذي يشهده المغرب، بفضل الإصلاحات التي يقودها الملك محمد السادس، معتبرا أنّها "جعلت من المملكة المغربية بيئة آمنة مستقرة، وقُطبا اقتصاديا وتجاريا وصناعيا رائدا على صعيد القارة الإفريقية، وشريكا إستراتيجيا لدول مجلس التعاون الخليجي العربية".
وفي وقت تموج فيه منطقة الشرق الأوسط والعالم وسطَ تغيّرات وتحوّلات جذرية، منذ السنوات الماضية وإلى الآن، قال السفير الإماراتي بالرباط إنَّ السياسة الخارجية لبلاده "ظلّت ثابتة، وتسير وفقا لقواعدَ ثابتةٍ ومبنية على الالتزام بالمواثيق والقوانين الدولية وحماية حقوق الإنسان".
وأضاف أنّ دولة الإمارات العربية المتحدثة "تبنّت، منذ تأسيسها، سياسة خارجية ناجحة ونشطة قوامها التوازن والاعتدال، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى؛ وذلك من منطلق إدراكها أنّ لها موقعا مسؤولا على الصُّعد العربية والإقليمية والدولية كافة".
وفي هذا الإطار، أشار السفير الإماراتي إلى أنَّ بلاده كان لها دور إنساني رائد، على مدى السنوات الخمس والأربعين الماضية، على الساحتيْن الإقليمية والدولية، كاشفا أنَّها قامت، خلال العام 2016، بتقديم مُساعدات تنموية وإنسانية وخيرية إلى مختلف مناطق العالم وشعوبها، في ظل ما تتعرض له كثير من المناطق من أزمات وكوارث طبيعية أو نزاعات.
ووصل إجمالي عدد الدول التي استفادت من المشاريع والبرامج التي قدمتها المؤسسات الإماراتية المانحة منذ تأسيس الدولة عام 1971 إلى اليوم، بحسب السفير الإماراتي، إلى أكثر من 178 دولة، مشيرا إلى أنَّ هذه المساعدات في مجملها "تركّز على سبُل تحسين حياة البشر، وهو ما جعل دولة الإمارات تتربع على رأس قائمة الدول الأكثر سخاء على مستوى العالم".