يحيى جامي، رئيس جامبيا، هزم في الانتخابات الرئاسية، وفقا للنتائج التي نشرت الجمعة، وتعتبر تحولا مذهلا للأمة التي عاشت لأكثر من عقدين من الزمان في ظل ما وصفته جماعات حقوق الإنسان بأنه "نظام قمعي".
أداما بارو، صاحب شركة عقارية، أعلن فوزه في انتصار أذهل المراقبين، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" اﻷمريكية، التي وصفت النتيجة بأنها "عهد جديد للدولة الواقعة في غرب أفريقيا، وولادة جديدة للقارة السمراء".
وفي خطاب تنازل بثه التلفزيون الرسمي مساء الجمعة، قال جامي الذي يعتبر واحد من أكثر القادة أفريقيا غرابة، قد قبلت الخسارة.
وأوضحت الصحيفة أن مكان جامي الجمعة كان غير معروف، وانتشرت أخبار بأنه فر من البلاد.
وعقب إعلان النتيجة احتفل الناس في الشوارع، واصفين ذلك بأنه "عهد جديد للدولة الواقعة في غرب أفريقيا".
هزيمة جامي التي تعتبر نادرة المحصول بين قادة أفريقيا، الذين يسعون للبقاء في مناصبهم مدى الحياة، بمثابة مفاجأة حيث تمكن الناخبين من الإطاحة بالرجل القوي الذي حكم لمدة 22 عاما، وسجن وشرد وقتل الآلاف من المواطنين.
وبعد أكثر من 24 ساعة من التعتيم، انتشرت اﻷخبار في البلاد -التي يبلغ عدد سكانها أقل قليلا من مليوني نسمة- بأن جامي هزم، وعمت الشوارع احتفالات كبيرة، وعلت أصوات السيارات، وصاح أحد اﻷشخاص مرارا وتكرارا، "اليوم نحن أحرار ".
وقال "شريف بوجانغ" الصحفي الغامبي الذي يعيش في المنفى بداكار:" يجب علينا مواجهة الدكتاتورية.. في جامبيا ولدنا من جديد".
محللون يقولون إن فوز بارو كان بسبب التصويت ضد جامي.
وفي الأشهر الماضية، كانت إدارة جامي تحت مراقبة قوية من القادة الغربيين بسبب قمع حقوق الإنسان، وهدد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على الحكومة، وأصدرت الولايات المتحدة تصريحات تنتقد بشدة قمع جامي لخصومه، وأصدرت منظمات مثل منظمة العفو الدولية تقارير لاذعة ضد أساليبه.
وفي السنوات الأخيرة، أحرزت الديمقراطية نتائج متباينة في القارة، ففي أواخر العام الماضي، أجرى في ساحل العاج أول انتخابات سلمية منذ عقدين من الزمن، وفي نيجيريا، خسر الحزب المهيمن الانتخابات واعترف محمدو بوخاري، الرئيس الحالي بالتداول السلمي للسلطة التي ترددت أصداؤها في جميع أنحاء أفريقيا.
وفي بعض الدول والرؤساء الذين حاولوا الحفاظ على السلطة اطاحت بهم انتفاضات شعبية، حيث تم الإطاحة بحكومة "بليز كومباوري" في بوركينا فاسو عام 2014 بعد احتجاجات واسعة ضد محاولاته تغيير الدستور، وتمديد ولايته بعد أن كان في منصبه لمدة 27 عاما.
ولكن في أماكن أخرى، قادة آخرين متمسكين بالسلطة، كما هو الحال في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث الرئيس جوزيف كابيلا ومن غير الواضح متى سوف تجري الانتخابات.
وبعض الدول في القارة لا تزال تحافظ على ما يسمى رئيس مدى الحياة، وفي الكاميرون، كان "بول بيا" في السلطة منذ عام 1982.
وفي خطاب تنازله حث جامي على ضرورة العمل من أجل السلام والاستقرار.