رفضت المعارضة الغامبية الفائزة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في البلاد تراجع الرئيس المنتهية ولايته يحيى جامى عن الاعتراف بهزيمته في هذه الانتخابات، وأكدت تمسكها بالنتائج التي أعلنت فوز مرشحها الموحد آداما بارو.
وقال القيادي في تكتل أحزاب المعارضة خليفة صال إن تراجع جامي عن الاعتراف بنتائج الانتخابات لا يؤثر في حقيقة فوز بارو ولا يغير الواقع.
وأضاف للجزيرة نت أن لجنة الانتخابات هي وحدها المخولة بإعلان الفائز، وقد أعلنت الأسبوع الماضي فوز آداما بارو، وهو ما اعترف به جامى حينها واعتبره خيار الشعب وإرادة الله، حسبما قال.
ويشكل هذا التصريح أول رد فعل غامبي على خطاب جامي أمس الجمعة الذي تراجع فيه عن الاعتراف بفوز خصمه آداما بارو بحجة أن الانتخابات شابها الكثير مما يجعل من المستحيل الاعتراف بنتائجها، وفقا لما ورد في الخطاب الذي أعاد التلفزيون الرسمي بثه أكثر من مرة.
في السياق، وصف الاتحاد الأفريقي رفض جامي التخلي عن منصبه "بالباطل واللاغي" ودعاه إلى تسهيل عملية انتقال السلطة وتحييد قوات الأمن عن الأزمة السياسية الحالية، كما اعتبرت واشنطن إعلان جامي أنه محاولة للبقاء في السلطة بشكل غير قانوني.
وكان جامي قد رفض التخلي عن منصبه بعد أسبوع من اعترافه بهزيمته في الانتخابات الرئاسية، مشككا في نزاهة اللجنة المستقلة للانتخابات ومطالبا بتنظيم انتخابات جديدة.
واعتبر جامى أن الانتخابات التي جرت مطلع الشهر الجاري حرمت كثيرا من المواطنين الغامبيين من حقهم في التصويت لأسباب شكلية حسب وصفه، رغم وجود أسمائهم على اللوائح الانتخابية.
وتحدث جامى عما سماها المضايقات التي تعرض لها أنصاره منذ إعلان فوز بارو، في إشارة إلى حالة الانقسام داخل الغامبيين بين قوميتي الماندينغا وهي أكبر القوميات من حيث العدد، وجولا التي ينتمي إليها جامى، وهو الانقسام الذي ضاعفته تصريحاته العنيفة في الحملة ضد الماندينغيين.
وينتظر أن تعقد المعارضة الفائزة اجتماعا خلال الساعات القادمة لتحديد خطواتها القادمة، في ضوء الإعلان المفاجئ ليحيى جامى الذي أربك المشهد وخلف قلقا وترقبا ملحوظا في الشارع العام.
وكانت النتائج الرسمية للانتخابات قد أظهرت أن بارو حصل على 45.5% مقابل 36.7% لجامي الذي يحكم غامبيا منذ أن قاد انقلابا عسكريا عام 1994 على داودا كيرابا جاورا أول رئيس لغامبيا، وقد فاز في جميع الاستحقاقات الرئاسية، بدءا من عام 1996، مرورا بأعوام 2001 و2006 و2011.