تبنّى مجلس الأمن الدولي بكامل أعضائه لصالح مشروع قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي
في الأراضي الفلسطينية بغالبية 14 عضواً وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت.
وقد صفّق الحاضرون بشكل مطوّل بعد تبنّي مشروع القرار.
وقال مندوب ماليزيا قبيل التصويت إننا "كممثلين عن مجموعات وكتل سياسية ملزمون باتخاذ موقف من المستوطنات، وسمعنا نداءات كثيرة من كل الجهات لعمل سريع لوقف الإستيطان الذي يمنع قيام دولتين، لكن شرعنة المستوطنات العشوائية يرسل رسالة حول وجوب العمل السريع من قبل المجلس. ولمسنا قلقا من أعضاء المجلس".
القرار يدعو إلى وقف الإستيطان ووقف الأعمال التي تهدد حل الدولتين، ووقف أعمال العنف والإرهاب ضد المدنيين، والقرار يدعو إلى تقرير كل 3 أشهر.
وأضاف مندوب ماليزيا "إننا في أوضاع استثنائية تتطلب أفعالاً استثنائية، وحان الوقت للتأكيد على أنّ حل الدولتين لن يبقى حبراً على ورق".
المندوب المصري في الأمم المتحدة قال إنّ بلاده وجدت نفسها مضطرة لسحب مشروعها على خلفية المزايدات التي حصلت من بعض أعضاء مجلس الأمن وبعدما وصلت الأمور إلى إنذار من البعض.
سفير فلسطين بالأمم المتحدة: القرار في حينه ولو كان متأخراً
إلى ذلك قال سفير فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور إنّ إجراء المجلس في حينه ومهم وإنّ القرار المعتمد يؤكد أنّ المستوطنات لا أساس قانوني لها وتشكل عائقا رئيسيّاً للسلام.
واضاف أنّ القرار يعبّر عن توافق دولي في هذا المجال، والمجلس قرر أخيراً أن يتحرك بشكل ملحوظ.
وأوضح منصور إنّ ادعاءات إسرائيل بانحياز مجلس الأمن ليست مهينة فحسب بل إنّ القرار قد يكون متأخراً أو ربما هو محاولة أخيرة لفعل ما يجب فعله.
وكان مراسل الميادين في فلسطين نقل عن السفير الفلسطيني قوله قبيل جلسة التصويت إنّ "الشعب الفلسطيني ليس يتيماً "، وأكّد منصور أنّ "العالم بخير لأنه يؤيّد الحق والعدل".
المندوب الإسرائيلي: يوم أسود في تاريخ المجلس والقرار هو قمة النفاق
أما المندوب الإسرائيلي داني دانون فقال إنه "يوم أسود في تاريخ المجلس..القرار اليوم هو قمة النفاق..التصويت اليوم هو انتصار للإرهاب والعنف والكراهية".
وأضاف "صوتم لتحظروا بناءنا في مدينة القدس قلب وروح الشعب اليهودي..من يعطيكم الحق بإصدار مثل هذا المرسوم؟".
"ناشدنا المجلس ألا يصدق الأكاذيب التي يعبر عنها القرار.. لقد صوّت المجلس بـ لا للمفاوضات ولا إمكانية تحقيق السلام" بحسب المندوب الإسرائيلي.
وأكّد مندوب إسرائيل أنّ القرار يُضاف لقرارات "مشينة بحق إسرائيل" مذكّراً بقرار اليونيسكو وواصفاً إياه بـ "القرار السخيف".
وتوجّه للحاضرين بالقول "توجهون رسالة للفلسطينيين أنهم ينبغي أن يواصلوا الأعمال الإرهابية".
باور: تصويت اليوم لم يكن بسيطاً
من جهتها قالت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سامنثا باور إنّ الولايات المتحدة لن تؤيد استعمال أي أراضي جديدة لإقامة مستوطنات، وإنّ أنشطة الاستيطان الإضافية غير ضرورية إطلاقاً لأمن إسرائيل بل تقوّض السلام"، وقالت إنها تقول ذلك اقتباساً من كلام سابق للرئيس رونالد ريغان.
وأضافت باور إنّ الأراضي التي احتلت بعد عام 1967 تقوض مساعي حل الدولتين، وما من صلاحية لهذه المستوطنات بناء على القانون الذي تم إقراره والولايات المتحدة أرسلت رسالة واضحة وعلنية بهذا الخصوص، وأنّ تصويت اليوم لم يكن تصويتاً بسيطاً.
وأوضحت باور إنّ تصويتنا اليوم لا يقوض التزامنا بأمن إسرائيل، ولم نتخلى عن حل الدولتين.
مندوب فرنسا: اليوم هو يوم تاريخي
من جهته قال المندوب الفرنسي في الأمم المتحدة إنّ "اليوم هو يوم تاريخي بسبب اعتماد مشروع القرار، وإنّ المستوطنات الإسرائيلية تقوّض بشكل تدريجي إمكانية إقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جانب دولة إسرائيلية".
وبالنسبة لمندوب فرنسا فإنّ القرار يذكّر السلطات الفلسطينية بوجوب "تعطيل كل الأعمال الإرهابية".
وكشف أنّ فرنسا قررت تنظيم مؤتمر في 15 كانون الثاني/ يناير المقبل يساهم في إطلاق مفاوضات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
جملة من المواقف الداعمة للقرار وتأكيد على حلّ الدولتين
مندوب الصين في الأمم المتحدة أشار إلى أنّ قرار اليوم يبرز التطلعات المشتركة للمجتمع الدولي وقال "نشجع إسرائيل على تنفيذ مشروع القرار ووقف النشاط الاستيطاني والتوقف عن هدم البيوت... ندعم الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".
أما مندوب بريطانيا فقال إنّ "حل الدولتين هو السبيل الوحيد للسلام العربي الإسرائيلي" مضيفاً أنّ السلام يتقوّض بسبب العنف والاستيطان وتهديم البيوت.
وأوضح أنّ القرار أشار إلى خطورة تباعد آفاق حل الدولتين..فالاستيطان تضاعف منذ أوسلو.
وأشار المندوب البريطاني إلى أنّه ينبغي "استبعاد لغة التحريض" مؤكداً أنّ بلاده ستواصل الدعم للسلطة الفلسطينية ومؤسساتها الأمنية، وأنّ لندن صديق قريب من إسرائيل على حدّ تعبيره.
أما مندوب روسيا فقال إنّ "القرار يدين الإرهاب ويدعو الطرفين لوضع حد للعنف...سنواصل المساعي لتحقيق الوحدة الفلسطينية وتنفيذ التوصيات الواردة في القرار ستؤدي لاستعادة العملية السياسية".
مسؤول إسرائيلي: أميركا نسّقت مع الفلسطنييين سراً بشأن قرار متطرف ضد إسرائيل
وقبل التصويت صرح مسؤول إسرائيلي الجمعة "أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير الخارجية الأميركية جون كيري دعما مشروع قرار معيب ضدّ الاستيطان الإسرائيلي".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنّ "الإدارة الأميركية أعدّت بشكل سرّي مع الفلسطينيين قراراً متطرّفاً وعادياً لإسرائيل ومن خلف ظهرها وسيستفيد منه الإرهاب وحملة المقاطعة".
وقد دعا مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة الأميركيين لاستخدام الفيتو بمجلس الأمن ضد مشروع قرار بشأن الاستيطان.
مسؤول أميركي كبير ينفي الاتهامات الإسرائيلية
ورداً على الاتهامات الإسرائيلية قال مسؤول أمريكي كبير الجمعة إن إدارة الرئيس باراك أوباما ليست مشاركة في إعداد أو الترويج لقرار بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية ونفى الاتهامات بوقوف واشنطن وراء تلك الجهود.
وقال المسؤول إن الولايات المتحدة لم تتحدث مع أي عضو آخر في المجلس بخصوص كيف تنوي التصويت.
وكان دبلوماسيون غربيون ومسؤولون إسرائيليون قالوا إن الولايات المتحدة تعتزم السماح بتمرير مشروع القرار الذي أعدته مصر فيما كان سيشكل تحولا كبير في سياسة الولايات المتحدة القائمة على حماية إسرائيل من أي إجراءات بالمجلس.
وقال المسؤول الأمريكي لرويترز مشترطاً عدم الكشف عن اسمه "على النقيض من بعض المزاعم .. لم تشارك الإدارة في إعداد القرار كما أننا لم نروج له."
وزير خارجية فلسطين للميادين: 4 دول غير عربية هبّت لنجدة فلسطين
وكان قد كشف وزير خارجية فلسطين رياض المالكي للميادين أنّ مجلس الأمن الدولي سيصوت ليلة الجمعة على مشروع قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية.
وأوضح وزير الخارجية الفلسطينية أنّ التصويت يأتي بناءً على طلب الرباعية الإنسانية التضامنية وسيكون بنفس توقيت يوم الخميس، للتعبير عن رمزية التوقيت وتضامنها غير المحدود.
المالكي أشار إلى أنّ "مصر سحبت المشروع من مجلس الأمن و4 دول هبّت لنجدة فلسطين وأصرّت على تقديمه رغم أنها ليست دولاً عربية، لكن تقف مع قضية فلسطين العادلة، ونيوزيلندا الدولة الغربية التي تبعد عن فلسطين الآلاف الأميال"
كما صرح مصدر كبير في رام الله للميادين "أن أمام هذه الحالة الشاذة التي لم تحدث في السابق نأمل أن نحصل على الأقل على صوت مصر الإيجابي خلال عملية التصويت"
مراسل الميادين في نيويورك قال إنه من المرجح أن يصوّت مجلس الأمن على مشروع القرار مع إمكانية إمتناع الولايات المتحدة عن التصويت وعدم استخدامها للفيتو.
وفي وقت سابق قال دبلوماسيون إن نيوزيلندا وماليزيا وفنزويلا والسنغال دعت للتصويت في مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية.
كما قال مسؤولون غربيون "إنّ الولايات المتحدة كانت تنوي السماح بتبني مشروع القرار في تحول كبير عن السياسة الأمريكية القائمة على حماية إسرائيل من أي إجراءات بالمجلس".
وكان من المقرر أن يصوّت المجلس الذي يضم 15 عضواً على المسودة مساء الخميس، لكن مصر سحبت المسودة تحت ضغط من إسرائيل والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
صحيفة هآرتس الإسرائيلية كشفت الخميس نقلاً عن دبلوماسيين غربيين أنّ تأجيل التصويت على مشروع القرار المصري ضد المستوطنات الإسرائيلية جاء بعد ضغط شديد مارسه رئيس الحكومة الإسرائيلية على الرئيس المصري.
من جهته قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد إنّ مصر اتخذت قراراً منفرداً بشأن مشروع القرار الأممي حول الاستيطان.
وأوضح خالد أنّ مصر لم تقدم تفسيراً مقنعاً للرأي العام لتأجيلها التصويت على مشروع القرار، وأنّ الشعب الفلسطيني أصيب بخيبة أمل جراء ما حدث.