عبدي ولد لقطف الرجل الخمسيني وأحد مواليد حي لعديله بمدينة لعيون والعامل في مجال البناء في مدينة ازويرات التقته ازويرات ميديا بعد عودته إلى المدينة في آخر فوج تم ترحيله الجيش له من مواقع التنقيب عن الذهب بتنومر إلى مدينة ازويرات رفقة أكثر من 400 منقب وحاولت معرفة حقيقة ما جرى في مواقع التقيب وتفاصيل رحلة العودة إلى مدينة ازويرات وكيفية تعاطي الجيش معهم طيلة الرحلة فقال إنه يدرك أن ما كان يقوم به من تنقيب هو مجرد سرقة لأنه لا يمتلك إذنا من الدولة للقيام به ولذلك فلا يمكن إلا أن يحمد الله على رجوعه سالما مؤكدا أنه كان يعمل مع مجموعة لصالح أحد المنقبين في منطقة تنومر مقابل تناصف في الانتاج وفي يوم 18 من الشهر الحالي وصلت سيارات للجيش كانت تطارد سيارات هاربة من مناطق التنقيب في المنطقة العسكرية المغلقة لتتفاجأ عناصر الجيش بالعدد الكبير من المنقبين فطلبوا منهم مواصلة الحفر في انتظار أن تصلهم التعليمات مضيفا أن كل الأحاديث التي جرت بيهم مع عناصر الجيش كانت ودية بل وحميمية أحيانا حيث كانت الدعابة هي السائدة في حديث أفراد الجيش مع المنقبين وقال لما وصلت الأوامر بالترحيل أخبرنا الجيش بذلك فقام بترحيل 230 أولا ومكثت المجموعة المتبقية أياما أخرى في انتظار شاحنات أخرى تنقلهم. وخلال تلك الأيام كان التجاوب والتعاطف واضحا بين أفراد الجيش والمنقبين بحيث كان الجميع يبادلون ما تيسر من مواد غذائية وكان الجيش يشرف على أدق التفاصيل وفي أحد الأيام أوشك الماء على النفاذ بشكل كامل فقامت سيارات للجيش حوالي الساعة الخامسة مساء تبحث عن نقاط مياه وكان الكثير منا يعارض ذلك رغم أهميته باعتبار أن الجيش من الناحية الأمنية لا يستحب أن يتحرك ليلا إلا أنه أصر على ذلك حتى لا تحدث كارثة في المنطقة بسبب نقص المياه الخاصة بالشرب، ولمن نستطع المنام في تلك الليله يقول لقطف بسبب خوفنا على الدورية التي غادرتنا مساء لاستجلاب المياه حتى اصبحت الساعة الواحدة فجرا وصلت الدورية حاملة معها براميل مليئة بالمياه فارتاح الجميع ثم ناموا.
وعندما وصلت الشاحنات التسع بدأت رحلتنا إلى ازويرات وبالرغم أن المدينة لا تفصلنا عنها سوى 200 كلم إلا أن الشاحنات ليس بمقدورها سلك تلك الطريق المعهودة للسيارات رباعية الدفع الخفيفة فسلكت طريقا آخر يبعد عن المدينة بأكثر من 600 كلم وهو ما جعل الرحلة تستغرق حوالي يومين موضحا أن تعامل الجيش خلال طول الرحلة كان مرضيا حيث كان يوزع الماء على المنقبين وعلب السردين والتمر والبسكويت وحتى أن بعض أفراده الذين كانوا يدخنون كانوا يتقاسمون السجائر مع إخوتهم المنقبين طيلة الرحلة وحتى ساعة الوصول إلى مدينة افديرك فتم تسليمنا للدرك.
وحول تذمر البعض من الإجراءات التي قامت بها فرقة الدرك المتعلقة بسحب بطاقات التعريف وتصوير المنقبين قال إنها إجراءات طبيعية فهذه الجموع قد يكون فيها إرهابيون ومن الطبيعي أن تتم هذه الإجراءات من أجل تأمين المواطن أولا معتبرا أنه إجراء طبيعي بل ومطلوب.
وشدد على الثناء على أخلاق ونبل قائد دورية الجيش التي كانت ترافق المنقبين ومساعده مؤكدا أنهما أظهرا وطنية كبيرة قل نظيرهما داعيا إلى تكريمهم.
عامل البناء و المنقب قال إن ازويرات رغم أنها تزخر بالمعادن لم يكن الكثير من الناس يعرفها وخاصة من المناطق الشرقية للبلاد والآن وبفضل التنقيب عن الذهب أصبحت قبلة للمنقبين من كل أنحاء الوطن، وتستفيد شرائح كبيرة منها من هذه العمليات و أن الجميع يعملون في مناطق التنقيب كرجل واحد حيث تختفي الحواجز ولم يعد يميز بين الأبيض والأسمر موجها الدعوة للحكومة بترخيص التنقيب في المنطقة الغير محظورة عسكريا لتمكين المواطنين القادمين من كل أنحاء الوطن من الاستفادة من ثرواتهم الطبيعية.