أعلن البرلمان الصومالي، اليوم الأربعاء، انتخاب رئيس الوزراء الأسبق محمد عبد الله فرماجو، رئيسا للبلاد، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، التي أجريت اليوم الأربعاء.
وأجريت، مساء اليوم، الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الصومالية بين ثلاثة مرشحين فقط، هم: الرئيس المنتهية ولايته حسن شيخ محمود، والذي حصل في الجولة الأولى على 88 صوتا، ورئيس الوزراء الأسبق محمد عبد الله فرماجو، 73 صوتا، والرئيس الأسبق شريف شيخ أحمد، 49 صوتا.
وقبيل انطلاق الجولة الثانية، انسحب المرشح الرابع عمر عبد الرشيد علي شرماركي، بعد حصوله على أصوات قليلة في الجولة الأولى، لم تتعد 37 صوتا، من إجمالي 328.
وكان المرشحون الأربعة، قد حازوا على بطاقة مرور للجولة الثانية، عقب تصدرهم نتائج الجولة الأولى، التي أجريت في وقت سابق من اليوم، وصوت فيها 328 نائب، من أصل 329 إجمالي عدد نواب البرلمان الصومالي، بغرفتيه مجلس الشعب ومجلس الشيوخ.
وتنافس في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الصومالية، التي تجري في العاصمة مقديشو- 21 مرشحا، بعد استقالة أحد المرشحين، قبيل انطلاق التصويت اليوم.
التعليم والميلاد
ولد فرماجو في العاصمة مقديشو عام 1962، وتلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مقديشو، وعين سكرتيرا أولا لسفير الصومال لدى الولايات المتحدة عام 1985.
ومنذ ذلك الحين، عاش فرماجو في الولايات المتحدة، وحصل على جنسيتها، وتخرج من كلية التاريخ بجامعة بافالو في نيويورك، وفي 14 أكتوبر عام 2010، عينه الرئيس الصومالي السابق شريف شيخ أحمد رئيسا للوزراء.
توقعات فوزه
توقع كثيرون فوزه، على الرغم من وجود عوائق وتحديات كبيرة، قادرة على وضع حد لطموحاته السياسية، في الانتخابات الرئاسية؛ للأسباب التالية:
1- تاريخه السياسي: شغل فرماجو منصب رئيس مجلس الوزراء فترة قليلة، لم تتجاوز عاما، لكنها عرفت بـ«فترة فرماجو»، باعتبار ما شهد البلاد في ذلك الحين من إنجازات، على الصعيدين؛ الأمني والسياسي، وما قام به من جهود لإرساء قواعد الدولة الرشيدة. وهذا الأمر أكسبه تعاطفا هاما في أوساط الجماهير، وصنع له عداوة، وأجبر فرماجو على الاستقالة من منصبه في 19 يونيو عام 2011؛ تنفيذا لاتفاقية «كمبالا» التي أنهت الخلاف بين الرئيس الصومالي السابق شيخ شريف، ورئيس البرلمان السابق شريف حسن.
2- التأييد الشعبي: يحظى قبولا واسعا لدى الشعب الصومالي، وخصوصا من الفئات المهمشة، والمتطلعة إلى تحسين الوضع المعيشي في البلاد. وهذه الفئات يمثلها في البرلمان عدد من النواب، وأغلبهم من الشباب.
3- علاقته القوية مع الزعماء التقليديين: يتمتع فرماجو بعلاقات قوية مع معظم زعماء العشائر، الذين لعبوا دورا كبيرا في انتخاب نواب البرلمان بغرفته العليا والسفلى. وهذه العشائر يمكن أن تساعده في كسب أصوات ممثلي عشائرهم في البرلمان.
4- برنامجه الانتخابي: طرح فرماجو برنامجا انتخابيا، يراه البعض بأنه برنامج شامل، يتضمن محاور مهمة، تمس حياة المواطن العادي، وتعالج قضايا تشغل باله، والمتمثلة في الأمن ووحدة البلاد، وتماسك المجتمع الصومالي.
العقبات
لكن في المقابل كانت هناك عقبات كبيرة، تعتري طريق المرشح الرئاسي فرماجو نحو الكرسي الرئاسي، وتقلل من فرص فوزه في الانتخابات، ومن أبرز هذه العقبات:
1- انتمائه القبلي: ينتمي فرماجو إلى قبيلة غير مدرجة في قائمة القبائل المرشحة لتولي منصب الرئيس؛ نظرا للعرف السياسي السائد في الصومال، ما بعد الحرب الأهلية.
2- علاقاته المتوترة مع المجتمع الدولي: يصنف فرماجو من القيادات ذات المواقف المتشددة، حيال دور المجتمع الدولي في المشهد السياسي في البلاد، وخصوصا دول التماس؛ إثيوبيا وكينيا، ولا يتمتع بعلاقات قوية مع الدول الأخرى المعنية بالشأن الصومالي، سواء أكانت دولية أو إقليمية.
3- علاقته مع الإدارات الإقليمية: يلعب حكام الإدارات الإقليمية في الصومال، بونت لاند، وجوبا لاند، وغلمد، وهرشبيلي، وجنوب غرب الصومال دورا محوريا في حسم المعركة الرئاسية، كما حدث في الانتخابات النيابية، وأن علاقة الرجل مع حاكم هذه الإدارات ليست قوية، ولا يمكن أن يحظى بتأييدهم إلا في حالة تمكنه من الوصول إلى الجولة الثانية في الانتخابات، وهذا أمر استبعده المراقبون.
4- غياب الدعم المالي: يفتقر الرجل إلى جبهة قوية تقف خلفه وتساعده في تمويل حملاته الانتخابية، وخصوصا في ظل وجود منافسين، إما أنهم من رجال أعمال، أو مدعومين ماليا.