قالت مصادر مقربة من حركة حماس التي تدير قطاع غزة إن الحركة اختارت يحيى السنوار الذي تم الإفراج عنه عام 2011 في تبادل للأسرى مع إسرائيل بعد أن قضى أكثر من 20 عاما في السجن ليكون رئيسا جديدا للمكتب السياسي لحماس في القطاع بعد انتخابات داخلية.
وسيلعب السنوار دورا رئيسيا في عملية اتخاذ القرار داخل حماس وسيكون عضوا في القيادة التنفيذية التي تضع السياسات بما في ذلك تلك الخاصة بإسرائيل.
وفي ظل إقامة رئيس المكتب السياسي للحركة في الخارج اكتسب المسؤولون المقيمون في غزة المزيد من النفوذ في السنوات العشر الماضية.
وقال هاني حبيب المحلل السياسي في غزة إن اختيار السنوار يبعث برسالة تحد لإسرائيل ويرجح أيضا أن يعقد الجهود الرامية لعقد مصالحة مع حركة فتح المنافسة التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وأصدرت إسرائيل أربعة أحكام بالسجن على السنوار في الثمانينات.
وقضى عقوبة مدتها 23 عاما لقيادته أول جهاز أمني للحركة وكان مسؤولا عن ملاحقة وقتل الفلسطينيين المتهمين بالتعاون مع إسرائيل.
وأفرجت عنه إسرائيل قبل ستة أعوام في صفقة جرت خلالها مبادلة 1047 سجينا فلسطينيا بالجندي الإسرائيلي جلعاد شليط الذي خطفه نشطاء من غزة في غارة عبر الحدود عام 2006.
وقال المحلل السياسي حبيب "فوز السنوار هو اشارة واضحة أن العسكر لهم اليد الطولى في حماس. فوزه يجعل من ذلك أكثر وضوحا."
وأضاف "هي رسالة للجانب الإسرائيلي أن على إسرائيل ألا تختبر قدرة المقاومة وقراراتها. فوزه أيضا يرسل إشارة بأن المصالحة الوطنية ربما ستصبح أكثر صعوبة."
لكن حمزة أبو شنب الخبير في شؤون الحركات الإسلامية يتوقع أن يكون السنوار أكثر انفتاحا على المصالحة الفلسطينية.
وقال "هدف السنوار هو تحرير كل فلسطين وهو سيكون منفتحا على الحوار مع العالمين العربي والإسلامي وسيدعم أيضا مجهودات استكمال الوحدة الوطنية."
وفي عام 2014 دعم السنوار تشكيل حكومة وحدة فلسطينية مع فتح لكن المحادثات انهارت مرارا.
وقال يارون بلوم المحلل والموظف السابق بجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) لراديو إسرائيل إن السنوار سيؤيد تبني موقف أكثر تشددا من إسرائيل.
وأضاف "هذا رجل نهجه متشدد جدا... وسيفعل كل شيء لتنفيذ المزيد من الهجمات وخطف جنود ومدنيين إسرائيليين لإجراء المزيد من عمليات تبادل الأسرى."
ومن المقرر أن يصبح السنوار خليفة لإسماعيل هنية في الانتخابات التي كانت آخر مرة أجريت فيها عام 2012.
وقالت المصادر إن السنوار كان الأفضل أداء في الاقتراع الذي لم يشارك فيه سوى أعضاء حماس بما في ذلك المحتجزون في السجون الإسرائيلية.
واختير المسؤول السياسي خليل الحية نائبا للسنوار.
وسيتطلب شغل منصب رئيس المكتب السياسي للحركة الذي يمثل أيضا جناحها العسكري المزيد من الوقت. ويبدو أن هنية وموسى أبو مرزوق هما أبرز المرشحين للمنصب. وهنية وأبو مرزوق حاليا نائبان لزعيم الحركة خالد مشعل.