قراءة القرءان العظيم بأي من القراءات المتواترة لا إشكال فيه من حيث المبدأ، إلا أن القراءات توزعت على مختلف مناطق العالم الإسلامي فتشتهر قراءة أو قراءات في بلد دون أخرى، كما هو حال قراءة نافع بروايتي ورش وقالون، في بلادنا وأغلب مناطق المغرب العربي..
كانت القراءات الأخرى تدرسُ في بعض المحاظر، ويقرأ بها تَعَلُّمًا، وفي أوساط كبار العلماء فقط، وفي السنوات الأخيرة توسع الشباب في دراسة القراءات، خاصة رواية حفص عن عاصم، وأعجب بها البعض دون دراسة كبيرة تأثرا بِقُرَّاء من المشرق بعد انتشار الإعلام، أو نتيجة الدراسة في بعض المعاهد..
أصبحنا نسمع في بعض المساجد أئمة شبابا يقرأون على الناس برواية حفص، تارة بإتقان، وتارة دون ذلك، وفي شهر رمضان يُسمعُ ذلك أكثر، وأراهُ يشوشُ على عوام المصلين، ويحرمهم من تصحيح ما يحفظون من القرءان بالقراءة التي تعودوها، وألِفُوها، ويخلق لديهم بلبلة..
لا أعرف دوافع القراءة برواية حفص في مجامع الناس هنا، خلافا لما ألفوه (ورش - قالون) لكني أخاف من بواعث الرياء والسمعة في ذلك..
مسألة القراءة بقراءة متواترة مخالفة للمألوف في البلد، طرحت في المملكة العربية السعودية على اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عدة مرات، إحداها بشكل رسمي من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة إثر قراءة إمام في مسجد الجامعة بقراءة ورش، ومن فتاوي اللجنة حول الموضوع، الفتوى رقم 18689، وفيها: <<ليس لإمام المسجد أو القارئ أن يقرأ القرآن الكريم في الصلاة وفي مجامع الناس إلا بالقراءة المعروفة المشهورة في البلد الذي هو فيه وسواء كانت قراءة أهل ذلك البلد بحفص أو ورش أو غيرها من القراءات المتواترة، وذلك دفعا للتشويش أو إثارة البلبلة عند العامة..>>..(موقع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء)..
في كتاب تفسير آيات الأحكام للشيخ محمد بن صالح العثيمين/ الجزء الأول/ تفسير سورة الفاتحة/ الصفحة رقم 48، قال المؤلف: <<...كما تدل عليه القراءة الثانية الصحيحة السبعية، وهي (مَلِكِ يوم الدين) فهي قراءة صحيحة سبعية فينبغي للإنسان أن يقرأ بها أحيانا لكن لا بحضور العامة، لئلا يشوش عليهم...>>..