قال رئيس "معهد الباب" للدراسات الاستراتيجية في باكستان، جاسم تقي، إن هناك تسريبات تشير إلى نية بلاده إرسال قوات إلى دولة قطر،على خلفية ما تعرضت له الأخيرة من مقاطعة دبلوماسية واقتصادية من قبل عدة دول.
وأشار تقي في تصريحات صحفية اليوم إلى أنه لم تخرج بيانات رسمية إلى الآن تؤكد ذلك، لكن السيناريو الأقرب هو أن هذا القرار ستتخذه باكستان قريبا، رغم أن مثل هذه الخطوة لن تقبلها المملكة العربية السعودية.
وأرجع ذلك لسببين : أولهما، فتور وسوء العلاقات الآن بين السعودية وباكستان، على خلفية تجاهل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، للرئيس الباكستاني نواز شريف، أثناء عقد القمة الإسلامية بالرياض.
ولفت تقي إلى أن العلاقات الباكستانية الأمريكية يشوبها أيضا هذا التوتر، لرفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عقد لقاء مع نظيره الباكستاني على هامش قمة الرياض.
وأرجع رئيس "معهد الباب" للدراسات الاستراتيجية، احتمال اتخاذ باكستان هذا القرار، لسبب ثالث، وهو قوة العلاقة الشخصية بين الرئيس الباكستاني والأسرة الحاكمة في قطر، مشيرا إلى أن هناك مصالح اقتصادية كبرى تجمع باكستان وقطر، مثل استيراد باكستان لكميات كبيرة من الغاز القطري، الأمر الذي يمكنها من دفع عجلة الاقتصاد والتنمية للاقتصاد الباكستاني.
وكانت صحيفة "يني شفق" المقربة من الحكومة التركية، كشفت اليوم عن أن باكستان تعتزم إرسال أكثر من 20 ألف جندي إلى قطر بناءً على الاتفاقية العسكرية بين أنقرة وإسلام آباد، ويأتي ما أعلنته الصحيفة التركية بالتزامن مع قيام البرلمان التركي بتمرير قرار يسمح بإرسال تشكيلات عسكرية إلى قطر، بناء على الاتفاقية الموقعة بين البلدين عام 2014 للتمركز في القاعدة التركية هناك.
يشار إلى أن قطر فيها حاليا 200 عسكري في القاعدة التركية يعملون كمستشارين، وسط توقعات بأن ترسل أنقرة من 3 — 5 آلاف جندي.
وتوترت العلاقة الباكستانية السعودية منذ عام 2015، بعد إطلاق السعودية تحالفا لمحاربة جماعة "أنصار الله" الحوثي في اليمن، حيث رفضت باكستان الانضمام للتحالف الذي تقوده السعودية، وبدد الرفض الباكستاني وقتها آمال السعودية في الحصول على دعم عسكري كبير من خارج المنطقة لخوض الحرب ضد الحوثيين.
وكانت السعودية طلبت من باكستان إمدادها بسفن وطائرات وقوات في حملتها، لكن البرلمان أقر قانونا يرفض المشاركة ودعا الأطراف في اليمن لحل خلافاتهم سلميا، مشددا على التزام إسلام آباد بالحيادية لتتمكن من تأدية دور دبلوماسي وقائي لإنهاء الأزمة.