عرضت إحدى القنوات العربية برنامجا أسمته رامز تحت الارض، يتم فيه إخافة الضيوف من المشاهير بسحلية كومودو او تنين كومودو، وبرمال تبتلع السيارات، وقد اصيب الضيوف بفزع شديد، وما يهمنا في الموضوع هو تسليط الضوء على بعض الحقائق العلمية استغلالا لشهرة البرنامج املا في زيادة الوعي ببيئتنا العربية والتي اظهر البرنامج مدي جهلنا لها. خدعة التنين تنين كومودو اوسحلية كومودو Varanus komodoensis، من الزواحف، وهي كائنات حية حيوانية فقارية من ذوات الدم البارد، يُغطي جسمها بحراشف قرنية، وتتنفس الهواء من خلال الرئتين، وتتكاثر عن طريق البيض، وتلعب الزواحف أدوارا هامة في التوازن البيئي، وأنواع منها مرغوبة كغذاء غني بالبروتين، كما أنها تُعد جاذبة للسياحة بشكل كبير، لذلك تسعي معظم دول العالم للمحافظة عليها من الانقراض ويكون ذلك بدراستها لمعرفة سلوكها وتحديد المخاطر التي قد تلحق بموائلها. تنتشر الزواحف بشكل واسع في المنطقة العربية، حيث تُمثل في موريتانيا ب 89 نوعا تشكل نسبة 1.41% من تنوع العالم والبالغ 6300 نوعا، بينما يصل عددها في السعودية 167 نوعا والامارات 41 نوعا والمغرب 108 بينما لا يتجاوز عددها في فرنسا 39 نوعا. تُقسم الزواحف بشكل عام إلى أربع رتب إحداها وهي رتبة السفندن Rhynchocephalia ينحصر وجودها في نيوزلندا أما الثلاث المتبقية فتمثل في بلادنا وفي معظم الاقطار العربية بشكل جيد بينما تغيب رتبة التماسيح في الامارات.اكثر الرتب تمثيلا هي رتبة الحرشفيات Squamata والتي تضم عائلة الورليات Varanidae والممثلة في موريتانيا والامارات بأربعة انواع نذكر منها الكوتي Varanus varanus والظب Varanus griseus وليس من ضمنها طبعا تنين كومودو Varanus komodoensis فهذا التنين يقتصر وجوده علي اندنوسيا ،وهو حيوان كبير يصل طوله للمترين ووزنه في حدود 70 كغ، مما يعني انه يحتاج الي بيئة ذات انتاجية عالية لتوفير الغذاء وليس من المنطقي ان يتوقع احد وجوده في صحاري الامارات، ويُعد هذا الحيوان احد الاستثناءات في رتبة السحالي ونظامه الغذائي يعتمد اساسا علي الجيف ،وان كانت له القدرة علي افتراس بعض الحيوانات، والأنثى قادرة علي اعطاء ذكور من دون تخصيب في تكيف للمحافظة علي النوع.الرمال المبتلعةتضم خدعة البرنامج اخافة الضيف من ابتلاع رمال الصحراء له، وبالرغم من الرمال ليست غريبة علينا نحن العرب، كما ان تراثنا العربي يحمل كمًا لا يحصي من المعارف والتجارب حول الرمال والصحراء، لكن كل ذلك يبدون انه لم يشفع للضيوف. اُجريت دراسات علمية عديدة لمعرفة إمكانية ابتلاع الرمال للناس، لكن لم توجد دلائل على ذلك، وان كانت الرمال المشبعة بالماء والاملاح، قد تبتلع في حالات معينة نصف جسم الانسان، كما ان الغلال في الصوامع قد تبتلع البشر في حالة السقوط فيها، لكن الرمال الجافة لم يثبت ان ابتلعت بشرا، كما ان تجارب المحاكاة في المخابر فشلت في تأكيد تلك المخاوف، ومن الغريب حقا ان يخاف العرب من الرمال. قد نتقبل خوف الاعاجم من البيئة العربية لجهلهم بحيواناتها وصحرائها، لكن من الغريب ان يخاف العرب في صحراء الإمارات من سحالي إندونيسيا، ومن ان تبتلعهم حبيبات الرمال الذهبية، اعتقد ان هذا البرنامج يجب ان يفتح اعيننا على مدي جهلنا لتراثنا وتنوعنا البيولوجي وضعف ثقافتنا العلمية بشكل عام.ربما تكون الحلقة القادمة من البرنامج حول الخفافيش المصاصة للدماء، لذلك انبهكم مسبقا انها لا تنتشر في البيئة العربية وان تنوعنا في موريتانيا منها يضم 17 نوعا لا يوجد من ضمنها خفاش ماص