شهادة في حق فقيد الأمة الجنرال ببكر وان

أحد, 10/22/2017 - 12:52

بقلم الدكتور محمد الحنفي دهاه
رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب / جامعة انواكشوط العصرية. إمام الزاوية التجانية بانفني.
ترجل عن صهوة جواد الشهامة والقيم الفاضلة والأخلاق الحميدة أخي وصديقي الجنرال بوكر وان الذي كان فارسا من طينة نادرة.
غادر في صمت ضحوة يوم الاثنين ملتحقا بشيخنا ووالدنا محمد مختار ولددهاه الذي أحبه في الله تعالى ورحل قريبا من تاريخ رحيله في اليوم والشهر والساعة مع فارق من الأعوام منحه الله لأخينا بوكر وان ليزداد إيمانا مع إيمانه ويقينا على يقينه والله يضاعف لمن يشاء والله ذو الفضل العظيم.
كثيرة هي الخصال الحميدة للفقيد، ولا أعرف بأيها سأبدأ ﻷن كل صفة منها تستحق وحدها أن تكون عنوان كتاب يقدم للأجيال درسا في الإخلاص ونموذجا من علو الهمة وحب الخير وإطعام الطعام وإفشاء السلام ومحبة الخير والأمن للإسلام والمسلمين.
تعرفت على الجنرال بوبكر وان نهاية العقد الأخير من الألفية الثانية حين قادته العناية الربانية رفقة أخينا الموفق ووالدنا الحنون الدكتور الشيخ المختار ولد حرمة ولد ببانا شفاه الله وعافاه؛ في رحلة ميمونة إلى قرية انفني لزيارة الشيخ محمد الحافظ العلوي رضي الله عنه والسلام على شيخنا ووالدنا محمد مختار بن دهاه قدس الله سره العزيز.
كان لهذه الرحلة أثر بالغ في مسيرة قرية انفني وإخراج مسجدها العتيق من عالم الغيب إلى عالم الشهادة تحقيقا لرغبة شيخنا ووالدنا محمد مختار الذي حمل متاعه ونزل عند ضريح الشيخ عاقدا العزم على تأسيس قرية عنده
ومن سعادة الحاج ببكر وان، أن جعل الله له من هذا الفضل نصيبا؛ وجعله للصالحين صاحبا وحبيبا، فبادر إلى تحمل تكاليف بنيان الزاوية على نفقته الخاصة،وبقي على صلة دائمة بوالدنا وشيخنا محمد مختار رضي الله عنه مدة حياته فكان يعد نفسه من أبنائه ويعامله معاملة الآباء ويستجيب له متى دعاه لأي أمر كان. وواصل رحمه الله تعالى على نفس المنهج في المعاملة مع الخليفة سيدي محمد الكبير حفظه الله تعالى.
ومن خصوصيته عنده أن منحه تقديما في الطريقة التجانية يجوز له أن يلقن بموجبه الطريقة لكل من طلبها منه من المسلمين، رغم كون شيخنا كان مقلا من التقديم ولَم يعط الإجازة طيلة حياته إلا لعدد محدود جدا من الرجال.
ولا يسعني قبل أن أختم هذه الحروف إلا أن أتقدم بخالص التعازي أصالة عن نفسي ونيابة عن الخليفة محمد الكبير بن دهاه إلى كافة أفراد أسرة الفقيد أبناء وإخوانا ومحبين وأخص بالذكر زوجته الفاضلة السيدة (لالة باه) التي كانت إلى جانبه في حال شدته تماما مثلما قامت له في حال رخائه.
كما أعزي الشعب السنغالي العظيم والأمة الإسلامية جمعاء في رحيل هذا القائد الفذ الذي خدم وطنه إلى آخر لحظات حياته، كما خدم الإسلام والمسلمين بتشييد المساجد، وضرب في نفسه المثال الحسن للمسلم المسالم. نسأل الله جلت قدرته وتعالى عزه وتقدس مجده وكرمه أن يتقبل منا ومن الفقيد صالح الأعمال، ويجعل أعماله الصالحة في ميزان حسناته ويحقق له المبتغى في ذريته ويعيننا وإياهم على رعاية ودائع الله وحفظ شرائعه ؛ ويوفقهم للسير على خطى والدهم الذي لم تشغله زخارف الدنيا الدنية عن السعي لدخول جنات علية
رحم الله رجل الأمة الإسلامية الشجاع ، صاحب الأخلاق الفاضلة، والمحبة الصادقة، الحاج بوبكر وان وألهمنا وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.