بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيد المرسلين النبي الأمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. بادئ ذي بدء أرحب باسم أسرة الزعيم المجاهد أحمدو بن حرمة بن ببانا بضيف موريتانيا العزيز الخليفة الشيخ أحمد التجاني بن شيخ الإسلام الشيخ إبراهيم بن الحاج عبد الله انياس، كما أرحب بالمرافقين له من إخوة ومقدمين وأتباع ومحبين، وأقول لهم جميعا حللتم أهلا ونزلتم سهلا. وأود من خلال هذه السطور أن أنبه إلى جانب من العلاقة الوطيدة التي ربطت بين الوالد الزعيم أحمدو رحمه الله تعالى وبين شيخ الإسلام الشيخ إبراهيم انياس، وهي علاقة أساسها الإيمان بالحق، واتحاد المنهج في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فقد كانا رحمهما الله تعالى من الأعضاء المؤسسين لرابطة العالم الإسلامي، وكانت لهما رؤية مشتركة حول الكثير من قضايا الأمة الإسلامية، تتضح من خلال الرسائل التي كانا يتبادلانها والتي ربما أعرض في سانحة أخرى جانبا منها. ومما أتذكره من اللقاءات التي كانت تجمعهما لقاءاتهما في منزل الأسرة بالعاصمة المغربية الرباط، حيث كانا يتبادلان زيارات المحبة والمودة فكان الوالد يزور الشيخ في مقر إقامته، وكان الشيخ يزوره في المنزل أحيانا أخرى، وكذلك كانا يلتقيان في مكة الكرمة بعد هجرة الوالد رحمه تعالى ومجاورته لبيت الله الحرام حيث كان يقيم مأدبة لكافة ضيوف الرابطة خلال كل اجتماع سنوي. وقد كان الشيخ ابراهيم رضي الله عنه من أكابر الداعمين للزعيم رحمه الله تعالى في مشواره السياسي ونضاله ضد المستعمر الفرنسي في الفترة الممتدة بين عامي 1946 إلى 1965م وهي السنة التي اعتزل فيها الوالد العمل السياسى. كما كان الوالد يكن محبة وتقديرا خاصين للشيخ إبراهيم ويثمن صدقه وإخلاصه ويثني على منهجه الدعوي. وقد زاره آخر مرة إبان مرضه عام 1975 للسلام عليه والاطمئنان على صحته. وبعد انتقال الشيخ إبراهيم رضي الله عنه إلى دار البقاء تواصلت الصلة بين الوالد رحمه الله تعالى وبين الخليفة الحاج عبد الله على نفس القدر من المحبة والتقدير. ومما حدثني به الخليفة الحاج عبد الله نفسه أن الشيخ إبراهيم بعثه هو وبعض الطلاب إلى الوالد إبان وجوده في المغرب من أجل تسجيلهم في جامع القرويين بمدينة فاس المحروسة، وهو ماتم بالفعل قبل أن يقتضي نظر الشيخ بعد ذلك تحويلهم إلى جامع الأزهر بالقاهرة. وقد زرت رفقة أخي الدكتور الشيخ المختار شفاه الله وعافاه مدينة كولخ في حياة الخليفة الحاج عبد الله فاستقبلنا بحفاوة قل نظيرها واستضافنا في منزله الخاص وأكرمنا أيما إكرام. وظلت الصلة متواصلة بين الأسرتين على أسس مكينة من المحبة الخاصة الخالصة في الله تعالى والتقدير والاحترام المتبادل . ونغتنم هذه الفرصة للترحيب بالخليفة الشيخ أحمد التجاني انياس وتأكيد حرصنا على التمسك بتلك العلاقات وتعميقها عملا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"إن من بر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه" فأهلا وسهلا ومرحبا بهم في بلدهم ونتمنى لهم مقاما سعيدا بين أهل وذويهم. د. عبد الرحمن ولد أحمدو ولد حرمة ببانا