قيادي بعثي: موريتانيا في وضع غير مرضي نتيجة تبذير وتخبط لا يصدق

خميس, 10/25/2018 - 09:35

وصف الكاتب والقيادي في التيار البعثي محمد يحظيه ولد ابريد الليل موريتانيا بأنها "في وضع غير مرضي نتيجة لتبذير وتخبط لايصدق"، مردفا أنه "زُجً به، في السنة الماضية في ارتباك جنوني بمفعول مسلسل لا يدركه العقل".

 

وقال ولد ابريد الليل الحلقة الثانية من مقال له تحت عنون: "السلم قبل الحرب" إن أولى طلقات المسلسل كانت ما وصفه بـ"صفعة التعديل الدستوري، الذي رفضه البرلمان ولكنه مع ذلك فُرض. ثم تلت ذلك تصرفات طائشة تبرهن ليس على التبصر وإنما على التوتر والانفراد والانعزال عن الواقع، وهي أمور حذر منها قبل 2400 سنة، توسيدود، ناهيك عن الخليفة معاوية بن أبي سفيان".

 

وأضاف ولد ابريد الليل "تمت متابعة شيوخ في البرلمان غير طيعين أمام المحاكم وزج بأحدهم دون أدنى حد من اللباقة، في ما يقال، في السجن لمدة عام، كما تمت متابعة صحفيين ونقابيين أمام المحاكم، ولكن إذا سجن البرلمانيون فإن أولئك عليهم أن يرضوا بمصيرهم. إذا ضرب الإمام خاف المؤذن".

 

ورأى ولد ابريد الليل في مقاله أنه تم تخصيص نصوص على مقاس رجل الأعمال محمد ولد بو عماتو كان هدفها – حسب الجميع – "تعطيل مؤسساته. ما يعاب عليه يصعب في الواقع إدراكه بالرغم من المضامير والتصاريح الهوجاء غير المقنعة. المهم أن أي أحد لا يصدق الأطروحة الرسمية".

 

وأردف: "عند ما تكون المسألة لا يصدقها أحد يصبح التمسك بها عديم الجدوى، بل حوشب أو ثقل إضافي معطِل يجره الإنسان".

 

ووصف ولد ابريد الليل سجن بيرام ولد الداه ولد اعبيدي بأنه "غريب مثل ما سبقه. اعتقل عشية انتخابات عامة هو مرشح فيها. كما أنه لم يحكم عليه فتم انتخابه كنائب في البرلمان كما كان متوقعا. إذاً هو الآن برلماني جديد في السجن وهو مؤشر سيئ للغاية بالنسبة لديمقراطية مازالت تبحث عن التزكية. السبب الحقيقي الكامن وراء سجن برام لا يعرفه أحد".

 

وتساءل ولد ابريد الليل: "هل سببه تعارض طبائع أم مجرد إصرار على الخطإ وتصلب في الرأي؟ هل برام يفسد لعبة أم مشروعا غير معلن؟ لم يبق للجميع إلا التكهنات في موضوع يرجع إلى "حاجة في نفس يعقوب".

 

واعتبر ولد ابريد الليل أن السكان ردوا "بسخرية رفيعة الذوق" بعد التعديل الدستوري الذي وصفه بالجبري، "عندما شُرع في الانتساب للحزب الحاكم، فانتسب إليه مليون ومائتا ألف مواطن بالغ يحملون بطاقات تعريفهم المؤمنة، في الوقت الذي يهاجم فيه النظام بشكل شبه جماعي بكلام مؤذٍ ومُحقر. كما أن السخرية لم تفهم بل فهمت على عكس معناها ـــ على أنها برهان ساطع على الشعبية - توجه النظام، على دق الطبول ونبرة الحماسة، للاقتراع يوم فاتح سبتمبر 2018، من أجل تعيين برلمان ومجالس بلدية وجهوية".

 

وأضاف ولد ابريل الليل: "بهذه المناسبة أوضح الشعب بسخرية أكثر وقاحة فعلته الأولى: فقط حوالي ثمُن المنتسبين إلى الحزب الحاكم صوتوا له، وهذا الثُمن متكون أساسا من مناصري المرشحين الشخصيين. السخرية لم تتوقف عند هذا الحد لأنه ليس هناك أحد يريد قراءة الرسالة المكتوبة بخط مدقة المهراس".

 

وأشار ولد ابريد الليل إلى أنه "في المهرجان الافتتاحي والمهرجان الختامي لحملة الحزب الحاكم في نواكشوط الإقبال كان يفوق مجموع الأصوات التي حصل عليها هذا الحزب في مجموع الولايات بما فيها نواكشوط"، مشددا على أنه "يجب الاعتراف أن فهم هذا الوضع غير سهل. فقط التجارب الماضية هي التي بوسعها أن تنيرنا".

 

وأردف: "هناك قاعدة: في بلد تدور فيه كل الأمور بما فيها الأعمال حول الدولة، والعاطلون لا يمكن حصرهم، و"الأذكياء" كثيرون، بلد الشفافية فيه نادرة، بل ومذمومة، هي أن المصفقين والسابحين في المياه العكرة، الذين يعدون بالآلاف، لا يمسكون برأس الموكب الرسمي إلا في وقت متأخر، عندما يكون الوضع صعبا وبعد ما درسوا بعناية فائقة عقلية وميول وشخصية ضحيتهم. في هذه المرحلة ينقضون عليه ويحولونه لعبة بأيديهم".

 

وواصل الحديث قائلا: "بالمقابل المسؤول السامي تحصل عنده القناعة أنه إذا تخلص من هذه الرفقة سيصبح معزولا، متوحدا، وبالعكس فإن معايشة جماعة مبتسمة على الدوام، حفية بإفراط، تداعب بكلام لطيف ينفذ إلى الحواس باستمرار، وإذا تطلب الأمر فإن أياديها سائلة بالهدايا الثمينة، لا شك أن جوا كهذا مريح لذيذ وجذاب".

 

وذكر ولد ابريل الليل بأن "المختار ولد داداه، نفسه، وهو رجل متزن وله تجربة واسعة في العلاقات البشرية، اقتيد إلى مأزق، ناهيك عن من خلفوه في المنصب. عندما يفلس معبودها بالأمس فان هذه الطبقة التي يصعب تمييزها و تصف نفسها بالسياسية، تنصرف بلباقة وتفقد وكأنها لم توجد. لا أحد من رؤسائنا المبجلين – وكانوا جميعا مبجلين إلى آخر لحظة – استحق أبسط تضامن، أبسط مظاهرة مساندة، بعد سقوطه".