كثف الجيش الموريتاني عمليات البحث عن أجانب تسللوا داخل أراضي البلاد خلال الأيام الماضية، ويُعتقد انتماؤهم لأحد التنظيمات الإسلامية المسلحة في شمال مالي.
وحسب مصادر مطلعة تحدثت للأخبار، فإن الأمن الموريتاني يشتبه في انتماء المجموعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
كما يُخشى أن يكون تسلل المجموعة التي تحمل جنسيات جزائرية وتونسية وليبية، ذا صلة بالتحضير لعملية تمس الاستقرار الأمني بالمنطقة، وفق مصادر الأخبار.
داخل الأراضي
وكان آخر العمليات التي نفذتها التنظيمات الإسلامية المسلحة داخل الأراضي الموريتانية اختطاف دركي بمدينة عدل بكرو في 21 ديسمبر عام 2011، قبل أن يفرج عنه بموجب صفقة في 2012.
فقد نفذت هذه التنظيمات عدة عمليات داخل موريتانيا ابتداء من منتصف العقد الماضي، ومن بينها قتل جنود في حامية لمغيطي 2005 وقتل سياح فرنسيين قرب ألاك 2007 وقتل جنود في تورين 2008.
وبلغ معدل العمليات التي نفذها منتمون للجماعات المسلحة ذروته عام 2009 الذي شهد مقتل قس أمريكي بنواكشوط، وتفجير انتحاري نفسه قرب السفارة الفرنسية، واختطاف ثلاثة إسبان على طريق نواذيبو.
وسبق لوكالة الأخبار أن كشفت عن وساطات أفضت للتوصل إلى هدنة بين موريتانيا وتنظيم القاعدة ابتداء من 2012، حيث التقى الوسطاء كلا من مدير الأمن السياسي المفوض الإقليمي سيدي ولد باب حسن ومدير الديوان الرئاسي سابقا إسلك ولد أحمد إزيد بيه، كما التقوا قادة في تنظيم القاعدة.
معارك واشتباكات
وسجلت الفترة ذاتها صراعا مسلحا بين الجيش الموريتاني والتنظيمات الإسلامية المسلحة، وكانت العاصمة نواكشوط مسرحا لإحدى هذه الاشتباكات في شهر إبريل عام 2008.
كما امتدت معارك الجيش الموريتاني وتنظيم القاعدة خارج الحدود، وتحديدا داخل أراضي جمهورية مالي في كل من حاسي سيدي سبتمبر 2010 وغابة واغادو منتصف 2011.
وأعلنت الحكومة الموريتانية حينها عن إلحاق الجيش خسائر بشرية ومادية كبيرة بصفوف تنظيم القاعدة الذي بلغ عدد قتلاه في إحدى المعارك 20 شخصا، بحسب ما أعلن الجيش الموريتاني.
تراجع السياحة
وأدى تسجيل مناطق واسعة من الداخل الموريتاني منطقة حمراء من قبل فرنسا التي تبعتها دول أخرى في هذا التصنيف، إلى تراجع أعداد السياح الوافدين وركود الأنشطة المدرة للدخل التي يعتمد عليها السكان بالمناطق السياحية في موريتانيا.
فقد حذرت دول أوروبية إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية رعاياها في موريتانيا من زيارة معظم الولايات الداخلية، كما أصدرت هذه الدول عدة تحذيرات للرعايا بالتزام الحذر حتى داخل العاصمة نواكشوط.
وتوجد أبرز المدن والمواقع الأثرية الموريتانية التي تجلب السياح الأجانب في عمق المناطق المصنفة أشد خطورة وفق التحذيرات الصادرة لهؤلاء الرعايا.
وخلال عام 2017 وصل فوج من السياح في رحلة مباشرة من باريس إلى مدينة أطار، وهي أول رحلة من نوعها منذ عشر سنوات، وتزامنت مع تقليص المنطقة الحمراء جراء عدم تسجيل تهديدات أمنية داخل الأراضي الموريتانية لعدة سنوات متتالية.