وصلت رسالتكم أيها الرهط

أربعاء, 08/28/2019 - 00:06

معالي الوزير الدكتور سيد ولد سالم الناطق الرسمي باسم حكومة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.

 

كنت أحسن الظن بكم ولذا حسبت تصريحكم في أول خرجة لكم أمام الإعلام، زلة لسان وكبوة حصان يوم رهان ونبوة صارم أوسنان يوم طعان، وانتظرت خرجتكم الثانية الموالية فكانت القاضية، فبدل الاعتراف بالخطأ المشفوع بالاعتذار عما قمت به من اقتراف ذنب عظيم، في حق رئيس الجمهورية والشعب الموريتاني أخذتك العزة اغترارا بحلم وأناة الرئيس، وبررت ما كنا نحسبه زلة لسان، ودافعت عنه بما أوتيت من بيان، بأعذار واهية أوهى من بيت العنكبوت، هي في الحقيقة أقبح من زلتك ورب ضارة نافعة، فقد وصلت الرسالة إلى المقصود بها بالأصالة الذي هو رئيس الجمهورية، ووصلت أيضا إلى المقصود بها تبعا وهو مجموع الشعب الموريتاني، سواء من منح منه صوته لرئيس الجمهورية، أو من منح صوته لآخرين أو آثر المقاطعة فالرئيس رئيسا للجميع، ومن أساء عليه أساء عليهم جميعا، واعلم معالي الوزير أنت ورهطك علم يقين أن رئيس الجمهورية لا يقعقع له بالشنان ولا تقرع له العصا، ولا يستفزه طيش المناوي ولا ضوضاء جلاس، نعم لقد وصلت بالونات الاختبار التي أطلقتموها في كل اتجاه، لاختبار جدية الرئيس في الوفاء بتعهداته، والتي تقتضي فيما تقتضيه القطيعة التامة مع الطريقة التي كان يدار بها الشأن العام تلك الطريقة التي زعمت استمرارها، باعتبار أن "الرئيس الجديد"!!! حسب تعبيركم وحكومة وزيره الأول امتداد لنهج فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز!!! كما تتمنى أنت ورهطك، ولكن هيهات هيهات، فانتظر الإجابة من فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ محمد أحمد الغزواني، فإنها ستكون بما ترى لا بما تسمع، وستكون مدروسة وفي الوقت المناسب حسبما يراه هو، لا كما تريد أنت ورهطك وليس بإمكانكم التكهن أو استشراف شيء من ذلك، عكس ما عهدتم في العشرية المثمرة التي حققتم فيها آمالكم، التي عجزتم عن تحقيقها في العشريات التي سبقتها، إن احتفالكم واهتبالكم بالعشرية وتمجيدكم لها دوافعكم له معروفة عند الجميع، ولكن معالي الوزير هلا سألتم عن هاتيك العشرية القانع والمعتر فعند جهينة الخبر اليقين، وهم بلا شك الأغلبية من الشعب الموريتاني، عكس (الأغلبية) التي حكمتم بها طيلة العشرية، وها أنت يا معالي الوزير ورهطك ما زلتم تعتبرونها عصاكم السحرية، وتلوحون بها في وجه الحكومة لأول مرة، في مسيرتكم المظفرة التي طبعها الانحياز لمصالح الشعب والتفاني في خدمته، حتى عم أرجاء الوطن الرخاء ورخص المعيشة، وشهد نهضة عمرانية سمحت لكل مواطن بامتلاك سكن لائق، فضلا عن جودة التعليم ومدخلاته ومخرجاته، مع تعميم الخدمات الصحية ومجانيتها، حتى أصبحت مصحاتنا قبلة للدول المجاورة والإقليمية طلبا للاستشفاء، أما المياه والكهرباء فقد حققنا فائضا منهما يتم تصديره لدول الجوار، هذا بالإضافة إلى شبكة المجاري والصرف الصحي التي تغطي جميع المدن وجل القرى في الأرياف، كما هو الحال بالنسبة لشبكة الطرق المسفلت والمعبدة بآلاف الكيلوميترات، وهي كما تعلمون الأولى من نوعها في غرب إفريقيا إن لم نقل في القارة كلها، كما أن منظومتنا السياسية حققت الفصل التام بين السلطات، مما سمح لكل سلطة بالقيام بمهامها على أكمل وجه، فالعدالة كما تعلمون تضاهي نظيراتها في النظام الآنكلوسكسوني واللاتيني إن لم تكن تفوقهما، فالحريات العامة والخاصة مصانة مما جعل البلاد قبلة للاستثمارات الأجنبية، فأضحت البلاد جميعها وكأنها ورشة عمل لا تتوقف ليلا ولا نهارا، فتم القضاء على البطالة وحققنا نموا يفوق بالضعفين مما يحققه أقوى اقتصاد في القارة، وحولنا ذلك النمو إلى التنمية والرفاهية والنهضة الشاملة التي تشهدها جميع القطاعات في البلاد خير دليل عللا صدق ما نقوله... نعم معالي الوزير لاستمرار هذه الإنجازات التي تتحدث عن نفسها، ولكن يا معالي الوزير لا لا لا لن يرضى الشعب بعد اليوم باستمرار الارتجالية في القرارات المصيرية وعدم اعتمادها على أي دراسة أو حتى تصور مسبق من ذوي الاختصاص؟ معالي الوزير الشعب لم يعد بمقدوره تحمل استمرار الشهية المفتوحة حتى النهم لنهب المال العام، عن طريق شبكة من الأشخاص المقربين من رجال أعمال، كانوا بالأمس لا يجدون ما يطردون به ألم الجوع ولا ما يوارون به سوءاتهم أحرى أن يقيهم من الحر والبرد، وخلال العشرية أصبح الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، تصديقا لما جاء عن خير بني عدنان عليه الصلاة والسلام، ذلك النهب الذي شمل الدومين العام والخاص للدولة، حتى الذي لا يقبل التصرف منه تم نهبه، ولم يراعى في ذلك أبسط المساطر القانونية في هذا الشأن!!! وكأن أملاك الدولة (الدمين العام والخاص) أملاك شخصية يتصرف فيها مالكها كما يرى!!! بل إن التصرف فيها صار أيسر من تصرف الأشخاص المدنيين في أملاكهم الشخصية!!!

 

معالي الوزير،

بما أن الدين النصيحة، أنصحكم يا رهط العشرية الميمونة أن تتفرغوا لإدارة شركاتكم واستثمار ما حصلتم عليه من أموال خلال العشرية المباركة، وتتركوا غيركم يخدم هذا الشعب فأنتم قد قدمتم بما بوسعكم من خدمة الوطن والمواطن، ويتطلع الآن إلى رؤية وجوه غير وجوهكم الناضرة، وأرى أنكم كنتم تعدون العدة لهذا القرار، بدليل أنكم حصلتم على الترخيص لشركة باسمكم الشخصي تخولكم مزاولة الأنشطة التجارية، وكان ذلك قبل انصرام العشرية المباركة بأيام معدودة، حسب ما تم تداوله واعترفتم أنتم به في خرجتكم الثانية وعسى أن تكون الأخير، ويبدو أنكم معالي الوزير تفاجأتم بقرار الإبقاء عليكم ضمن تشكيلة الحكومة الجديدة، مما أفقدكم التوازن فصرحتم بذاك التصريح، والذي جعل الرأي العام يتوقع أنه كفيل بتفريغكم لمزاولة أنشطتكم التجارية في بلاد نائية، أما أنا فأحسنت الظن بكم في انتظار أن تعترفوا وتعتذروا من زلتكم في فرصة يتاح لكم بها التواصل مع وسائل الإعلام، بيد أنكم خيبتم ظني فيكم، بل أصبتموني بالغثيان إلى حد التقيئ، ولكن لا بأس فقد استفدت من فعلكم ذك صحة معلومة كنت قرأتها مذ أمد، وكانت قراءتي لها طبعا قبل العشرية المباركة، ولعلك أنت والرهط أو بعضهم على الأقل كنتم قد قرأتموها قبل العشرية مثلي، والتي تقول إن النتيجة تأتي مع الأسباب لا بها، أي أنها قد تتخلف النتيجة عن الأسباب، ألا ترى معي أن هذه المقولة صحيحة أكدها تصريحكم في أول خرجة لكم، بعد تشريفكم بمهمة الناطق الرسمي باسم الحكومة من قبل رئيس الجمهورية، فقد كان ذلك التصريح وحده كافيا لتجريدكم من مهامكم فكيف وقد حاولتم تبريره في الخرجة التالية، فلو كانت النتيجة مربوطة بالأسباب كما يقول الفلاسفة، لكنت أنت الآن ورهطك في خبر كان، ولكن يبدو أنما يقوله الفلاسفة غير صحيح، وما يقوله خصومهم هو الصحيح، بأن النتيجة تأتي مع الأسباب لا بها، فشكرا معالي الوزير لقد شرحت لنا درسا قرأناه مذ أمد، ولم يقدم لنا الأستاذ مثاله بطريقة مباشرة، بل جاءنا بأمثلة غابرة كعدم إحراق النار لإبراهيم عليه وعلى نبينا أزكى الصلاة والتسليم، معالي الوزير آمل أن تتفهموا الشعب وتطلعاته قبل فوات الأوان، وأرى أن الوقت المناسب لذلك هذه اللحظة من دون تأخير، ويتأكد ذلك على وجه الخصوص في حقكم أنتم الخمسة المتخلفون عن أصحابكم، فإني أخشى إن طال الأمد أشهرا أن ينزل عليكم الشعب حكم الخمسة التي تقتل في الحل والحرم كما يرى إمامنا مالك رحمه الله تعالى، أو يطالب باسترجاع ما بحوزتكم من أموال ربما تكون من المال العام،

 

معالي الوزير،

لا أفهم لماذا أنتم أيها الرهط تمنون على رئيس الجمهورية بأنكم رشحتموه؟ وتتشدقون عليه في كل مناسبة وبدونها بأغلبيتكم المنتهية الصلاحية، إن كانت قد اتصفت بالصلاحية ثانية من دقيقة سلفت؟ والحقيقة أن رئيس الجمهورية هو الذي يحق له أن يمن عليكم بأن قبل دعمكم بعدما ترشح مستقلا، وكان لترشحه ذك وقعه المجلل المزلزل لحزبكم المنتهي الصلاحية،

 

معالي الوزير،

لا شك أنك أنت والرهط تعلمون قبل غيركم، أن الضرر الذي لحق برئيس الجمهورية نتيجة قبوله لدعمكم لا يمكن أن يقارن بحال من الأحوال، بما استفاده من دعمكم، فبسبب دعمكم كاد أن يخسر الرهان لولا أن الله سلم،

 

معالي الوزير،

أنت والرهط تعلمون أن دعمكم لترشح رئيس الجمهورية لم يكن اختيارا بل كان اضطرارا، ولذا كان أداؤكم في الحملة متخاذلا ومتهافتا وباهتا بدون رائحة أو طعم، ولسان حالكم أبلغ وأصدق من لسان مقالكم يقول إنكم كنتم تتمنون أن تكون عليه دائرة السوء،

 

معالي الوزير،

أنت والرهط تعلمون أنكم مدينون لرئيس الجمهورية لدوره المحوري في نيلكم للشرعية في الداخل والخارج، فقد كان الجندي المجهول في تلك المرحلة التي كان الرئيس السابق هو والمعارضة كل واحد منهم مستعد فيها لأن يكون نيرون، {... فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} الملك الآيتين: (3) (4)

 

معالي الوزير،

بما أن جل ما ذكر كان يدور من وراء حجاب، هذا بالإضافة إلى أن رئيس الجمهورية لا يحب إظهار ما يقوم به أحرى أن يرائي به كما دأب عليه آخرون بل يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا وهو كذلك، وبالتالي فإنك يا صاحب المعالي أنت والرهط قد تستنكفون مما تقدم بل قد تجادلون فيه وتنفونه وقد فعلتم، فإنكم يا صاحب المعالي لا تستطيعون أن تجحدوا أنكم مدينون لرئيس الجمهورية بست سنوات من عشريتكم المباركة، استسمحكم معالي الوزير لنرجع معا قليلا إلى الورى، لنتأكد من صحة ما تقدمنا به بين أيديكم أتوقع منكم جميعا أن تبصموا بالعشر على أنكم مدينين لرئيس الجمهورية، ويحق له أن يمن عليكم مع كامل الاحترام لكم أيها الرهط، من منا لا يعرف حادثة رصاصة اطويلة التي استهدفت الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز، بتاريخ: 13- 10 – 2012 م. والتي لا تزال حتى اليوم تلهج بها الألسنة ويلفها الغموض، رغم الكم الهائل من المقالات والتحليلات... التي تناولتها من جوانب مختلفة بغية كشف النقاب عنها ولم توفق في ذلك، بل ربما زادتها غموضا على غموضها، ومما زاد الطين بلة أنها وقعت في غمرة أزمة متصاعدة بين نظامه والمعارضة حينها، وما يهمنا هنا هو كيف تعامل الرئيس الحالي مع الحادثة، من موقعه في النظام حينها كقائد عام للجيوش الموريتانية (الأركان) حيث وقف بجنب الرئيس المصاب والذي أجريت له عملية مستعجلة من قبل طاقم طبي في المستشفى العسكري بنواكشوط، ليتم نقله بعد ذلك إلى فرنسا لتلقي العلاج، ومكثت هناك عدة أشهر بتكتم شديد من لدن السلطات الرسمية، مما جعل الشكوك تثور حول حالته الصحية وظلت الشائعات تنمو وتكبر بأن حياته في خطر، وأنه حتى وإن تماثل للشفاء فلن يكون بمقدوره بعد القيام بمهامه كرئيس للدولة، حتى إن بعض السياسيين البارزين أقسم على ذلك أمام الملأ ومن الشاشات التلفزيونية، وبما أن الرئيس الحالي أخذ زمام المبادرة واجتمع برئيس الوزراء وحكومته، وأطلعهم على ما يجب أن تسير عليه الأمور في المرحلة الطارئة، فإن النظام بقي متماسكا وظل يسير كما لو أن الرئيس لا يزال يمارس صلاحياته كما كان، ورغم ذلك فإن الأغلبية الحاكمة والمعارضة على حد سواء طلبوا من قائد الأركان (الرئيس الحالي) أن يعلن شغور منصب الرئاسة وما يقتضيه ذلك من إجراءات دستورية، بل إن جلهم إن لم يكن كلهم طالبوه بإلحاح بخلع الرئيس وتولي مهامه، نظرا لمرضه الذي لم يعد يستطيع معه مزاولة مهامه، ولأن إجراء كهذا ضروري لإخراج البلاد من الأزمة الحادة التي تعيشها، منذ الإطاحة بالرئيس المنتخب السابق سيد ولد الشيخ عبد الله، بيد أن قائد الأركان حينها (الرئيس الحال) لم يعرهم أي اهتمام بل شاع أنه خاطبهم بقوله: إن هذا الأمر لا يمكن التفكير فيه إلا بعد أن يتوفى الرئيس ويتم بالفعل دفنه، فحينها سنفكر في الموضوع، وبالفعل أنجز حر ما وعد، حيث أنه وإن كان الرئيس الفعلي بحكم منصبه ظل بعيدا عن الأضواء، وترك الحكومة تسير الشأن العام كما لو أن رئيس الدولة يقوم بمهامه الاعتيادية، حتى إن الشائعات ظلت تروج أن الرئيس يزاول مهامه من على سريره الأبيض بمشفاه في فرنسا، رغم حالته الحرجة التي استمرت عدة شهور.

 

ومهما يكن من أمر فإنه لولا حزم وحسم ووفاء الرئيس الحالي في تلك الحادثة، لكان الرئيس السابق فقد سلطته من ذلك الحين، بل لكان الآن في غياهب السجون إن لم يكن ظلمة القبور غير مأسوف عليه ولا مذكور هو وأزلام نظامه، بل قد تكون موريتانيا الآن – لا قدر الله – مسرحا للجماعات المتطرفة المسلحة وعصابات التهريب والإجرام العابر للحدود والقارات، مما يجعل الرئيس الحالي هو الذي يعود له الفضل بعد الله تعالى فيما تنعم به البلاد من استقرار، في محيط إقليمي وقاري ودولي تعصف به النزاعات والحروب الأهلية والكوارث الطبيعية والأطماع الإمبريالية، هذا ما أعتقد أن أي شخص يتحلى بذرة من الإنصاف والموضوعية يقر به ويعلمه علم يقين، لأن المعطيات التاريخية والموضوعية التي تثبت هذا الأمر في متناول الجميع وقد عاشوها، وإن كان بعض بتفاصيلها لا يزال أكثرنا يجهلها، لأن الرجل لا يحب الظهور أحرى التظاهر بنشر تلك التفاصيل التي لا يمكن الاطلاع عليها إلا من قبله، وإن كان أعضاء الحكومة حينها مطلعين على بعضها بحكم وظائفهم كل واحد حسب محورية قطاعه، وبما أن من حق المواطن أن يطلع على تلك الأحداث فإنه يجب على من شارك فيها من قريب أو بعيد، أن ينشر ما بحوزته منها مما لا يتعارض مع واجب التحفظ المفروض على شاغلي الوظائف العامة في الدولة، لأن نشر تلك المعلومات فيه مصلحة عامة للوطن والمواطن لما لها من دور بارز، في خلق الوعي عند المواطنين والشعور بالانتماء للوطن وتغليب مصالحه على المصالح الشخصية والخاصة، فعدم قيام (قائد الأركان) الرئيس الحالي بعزل الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز حين كان طريح الفراش يحسب له بكل فخر واعتزاز، فأيكم يمكن أن يتصور أن أحدا غيره كان سيتصرف مثله لو أنه في مكانه وسنحت له هذه الفرصة ليصبح رئيسا؟؟؟ بغض النظر إن كان فعل ذلك وفاء لصديقه ورفيق دربه أو أنه فعله من أجل مصلحة البلاد والعباد!!! فكم قرأنا وشاهدنا من قتل وتشريد للأصول والفروع من الدرجة الأولى... أحرى خيانة لصديق أو رفيق، من أجل الوصول للسلطة؟؟؟ ماذا كان سيقول العرب عن الرئيس الحالي لو أنه كان بين ظهرانيهم؟ وشاهدوا هذا النمط من الوفاء والإيثار في عصر تسوده النظرية الميكافيلية؟ وهم الذين ضربوا المثل بوفاء السموأل بن عاديا مع أدرع امرئ القيس بعد وفاته حتى صار اسمه رمزا للوفاء!!! وخلدوه في نثرهم وشعرهم إلى الأبد، وماذا لو أنه كان ينتمي إلى أمة غير أمة ضحكت من جهلها الأمم؟ فهل سيكتفون بتخليده بنحت أضخم التماثيل ونصبها في الميادين العامة وتأليف الكتب والقصص عنه؟ أم ماذا؟ أما نحن فإننا نقابل ما قام به بطمره في عتمة ماضي العشرية الماضية!!! قد يقول قائل وهو محق في ذلك، لا غرو إذا ما آثر أنصاري على نفسه فإيثارهم على أنفسهم خلده القرءان والسنة.

 

معالي الوزير،

أيها الرهط لا مفر لكم من أن تبصموا بالعشر وتكفوا عن ذكر العشرية المرضية، وإلا فانسبوا ما كان فيها من إنجاز لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ محمد أحمد، واشكروه وانصروه وعزروه ووقروه على تحمله لكم طيلة العشرية، وقد كان بإمكانه أن يسلط عليكم الغاشية ويجعلكم طعما للعوافي الطاوية، وبإمكانه الآن أن يجعل أغلبيتكم المنتهية الصلاحية شذر مذر تذروها الرياح العاتية وذلك بجرة قلم، فاحمدوا الله والهجوا بذكره على العافية، وأعلموا أن الرئيس السابق الذي لا زلتم تتوهمون أنه يحكم البلاد بالريموت كونترول، لم يعد له من الأمر شيء فهو الآن كأي مواطن، وهو ما يبدو أنكم أيها الرهط لم تستوعبوه بعد، وهذا هو السر في حرص صاحب المعالي الناطق الرسمي... على عدم الوقيعة بينه وبين رئيس الجمهورية، في حين يسعى معاليه هو والرهط بكل مناسبة وبغير مناسبة، لدق إسفين بل عطر منشم بين رئيس الجمهورية وشعبه!!! فهل يمكن يا صاحب المعالي أنت والرهط أن تشرحوا لنا سر هذا العداء الجلي لرئيس الجمهورية؟ وأرى أن سر هذا العداء هو علمكم بأنه لن يرضى لكم ولا لغيركم بالاستمرار على نهجكم القديم، والذي يبدو أن الحيلولة بينكم وبينه تحتاج إلى ضربة قاصمة للظهر، بحيث يرجع كل واحد منكم إلى حاله قبل العشرية المباركة، إن لم يكن إلى الحال التي ولدته أمه عليها، فالمال الذي بأيديكم الطارئ لها ونالته دون عناء قد يكون هو السبب في هذا الاضطراب الذي يعاني منه أفراد رهط العشرية المباركة، قال تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَىٰ } العلق الآيتين:(6) (7) وقال أبو العتاهية:

عَلِمتَ يا مُجاشِعُ بنَ مَسعَدَة... أَنَّ الشَبابَ وَالفَراغَ وَ الجِدَة... مَفسَدَةٌ لِلمَرءِ أَيُّ مَفسَدَة.

لا تَذْهَبَنَّ في الأُمورِ فَرَطا... لا تَسْأَلَنَّ إِنْ سَأَلْتَ شَطَطا... وَ كُنْ مِنَ النَّاسِ جَميعاً وَسَطا...

لَيسَ عَلى ذي النُصحِ إِلّا الجَهدُ... الشَيبُ زَرعٌ حانَ مِنهُ الحَصدُ... الغَدرُ نَحسٌ وَالوَفاءُ سَعدُ

هِيَ المَقاديرُ فَلُمني أَو فَذَر... تَجري المَقاديرُ عَلى غَرْزِ الإِبَر... إِن كُنتُ أَخطَأتُ فَما أَخطا القَدَر.