طيار روسي، اسمه Damir Yusupov وعمره 41 سنة، خطف الأضواء الإعلامية طوال أمس الخميس، ولا يزال، لأنه أنقذ 226 راكبا وطاقما من 7 أفراد، بهبوطه في حقل ذرة بعد تعطل محركي طائرته قرب مطار أقلع منه بضواحي موسكو فجر أمس الخميس، ولو لم يتخذ قراره الصائب بتنفيذ ذلك الهبوط، لكانت الطائرة، وهي Airbus 321 تابعة لشركة Ural Airlines الروسية، تحطمت وقضى من كان على متنها، وهي في رحلة من مطار Zhukovsky بموسكو إلى نظيره في مدينة Simferopol بشبه جزيرة القرم.
وكانت الطائرة اصطدمت بعد دقيقة من إقلاعها بسرب من طيور النورس، تسبب في تعطيل محركيها ومنعها من الارتفاع بالشكل المطلوب، لذلك قرر الطيار الهبوط بها في الحقل بعد إطفائه المحركين وطي العجلات، في خطوة محفوفة بمخاطر حاسمة، خصوصا أن الطائرة المعروض فيديو تبثه "العربية.نت" بعد هبوطها، لم تقض بالجو أكثر من دقيقة منذ أقلعت، وكان بخزانها 16 ألف ليتر من الوقود تقريبا، فتم الهبوط بسلام، ولم يصب سوى 23 من ركابها برضوض وجروح معظمها طفيف، ثم تولى قائدها شخصيا تنظيم عملية إجلاء من كانوا فيها، قبل وصول رجال الطوارئ، مما حمل الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، على التأكيد لوكالات الأنباء، بأن الكرملين "سيمنح الطيار ومساعده الأوسمة الحكومية التي يستحقانها في أسرع وقت ممكن" وفق تعبيره.
ظن العطل بمحرك واحد فقط
الطيار نفسه تحدث فيما بعد عن تعطل المحركين، وكشف عن بعض حيثيات الحادث والقرارات التي اتخذها بشأنه، فقال إنه كان يريد الدوران بالطائرة إلى الوراء والعودة بها إلى مطار المغادرة بعد ملاحظته للعطل الذي ظنه في محرك واحد فقط، لكن بعد تقييم ارتفاعها وتعطل محركها الثاني، قرر الهبوط على الفور في منطقة مفتوحة، لأن قوة المحرك لم تكن كافية لمواصلة الرحلة والمحافظة على الارتفاع، وقال لصحافيين تجمعوا حوله: "الارتفاع لم يكن كبيرا (..) في البداية كان هناك قرار بالعودة، لكني عندما رأيت أن المحرك الثاني تعطل أيضا، اتخذت قرارا بالهبوط الأمامي" وأشار إلى أنه عندما أدرك لاحقا أن "ملامسة الطائرة للأرض أمر لا مفر منه" حاول تنفيذ عملية الهبوط برفق قدر الإمكان، حتى يكون التلامس "بأدنى حد للسرعة الرأسية" كما قال.
وأكد "ضمير" لقناة Ren-TV التلفزيونية المحلية، أنه برغم خطورة الهبوط من غير عجلات "كان من الأكثر أمانا (للركاب) الهبوط من دونها، حتى لا تنقلب الطائرة وتكون العواقب أسوأ" وأضاف أنه لا يشعر على الإطلاق بأنه بطل، برغم أن الكثيرين بدأوا يطلقون عليه اللقب، مؤكدا أن ما فعله "هو إنقاذ الركاب والطاقم والطائرة، وهذا واجبي" وفق تعبير الرجل الذي قرأت "العربية.نت" بسيرته المترجمة، أنه التحق بالشركة بعد تخرجه في 2013 بدرجة امتياز من جامعة بطرسبورغ الحكومية للطيران المدني، وتجاوز معدل تحليقه 3000 ساعة طيران. أما مساعده الطيار الثاني، فاسمه Georgy Murzin وعمره 23 عاما، وهو أيضا من خريجي الجامعة نفسها، والتحق بالشركة قبل عام، وخلاله سجل أكثر من 600 ساعة طيران.