تكريسا لحيادنا، وإضفاء لمزيد من الإيجابية عليه، بحيث لا نظل متفرجين في وضع يتقدم فيه الآخرون خطوات، بينما نراوح نحن نفس المكان ونفس الموقف، فإن على حكومات المنطقة وشعوبها، وأطراف النزاع في الصحراء، أن تقرأ التطورات الأخيرة في مواقف القوى الدولية والإقليمية من النزاع قراءة إيجابية ودقيقة، وأن ندرك أن الحلول الجذرية لم تعد ممكنة بالمطلق، وبالتالي فعلينا مراجعة مواقفنا بكل شجاعة، وإبداء أكبر قدر من المرونة في التعاطي مع الأوضاع الجديدة بالسعي وبشكل جاد إلى الحلُول العَملية المُتاحة، بدل الدخول بالمنطقة في أتون صراع مسلح هي في غنى عنه، واستثمار هذه التطورات باتجاه مزيد من التقارب والواقعية في التعاطي بين أطراف النزاع، مدركين أن هذا المشكل مهما طال أمده فهو في الأخير بين أشقاء بكل ماتحمل الكلمة من معنى، وهو ما تتراجع معه مفاهيم ومفردات راديكالية عديدة بغية التوصل إلى حل عملي يحقق التنمية والإستقرار بالمنطقة، ويذلل الصعاب أمام اندماج حقيقي بين دولها حيث تتجسد أحلام شعوبنا وحيث معقِد آمالها.