مرة أخرى تختار حركة التوحيد والإصلاح الصمت تجاه ما يلحق قضايا الوطن من أذى من طرف المقربين منها وأصدقائها، وهو ما حدث عندما قرر محمد الحسن الددو، وهو عالم دين موريتاني، أن يهاجم المغرب والولايات المتحدة بعد قرار الأخيرة الاعتراف بمغربية الصحراء.
وضمن حلقة بعنوان “التطبيع من منظور شرعي”، أسقط العالم الموريتاني، “الطائرة” في موضوع مرتبط بالعلاقات الدولية، وحاول اجترار مفاهيم دينية لإدانة المملكة المغربية والانتصار إلى منطق الانفصال ضد مبدأ الوحدة الذي تدعو إليه كافة الديانات.
هجوم الشيخ محمد الحسن الددو على المغرب بلغ به حد القول إن “الاعتراف الذي أقدمت عليه الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء لا أثر له قانونيا ولا شرعيا”، مشيرا إلى أن “الأمريكان لا يملكون الصحراء ليعترفوا بها أو يبيعوها أو يشتروا بها”.
وزعم أحد ضيوف الحركة المغربية الدعوية الدائمين أن “الإقرار بذلك لأمريكا يعد تنازلا لها، وهو مثل اعتراف أمريكا للصهاينة بالقدس والجولان”، موردا أن “هذا الاعتراف لا فائدة له ولا أثر له، ولا يمكن أن يغير شيئا في الواقع”.
وزاد عضو اتحاد علماء المسلمين، الذي يرأسه رئيس التوحيد والإصلاح السابق أحمد الريسوني، من هجومه على المغرب وسيادته عندما قال إن “الاعتراف جاء من رجل يزعم أنه ورث القمر عن أجداده”، مستهزئا من المغرب والمغاربة بكونهم “اشتروا قطعة أرضية في القمر، يشتريها البعض وهي مجرد ورقة، وخداع وتأثير على العقول والمناعة”.
ورغم أنها كانت تتضامن مع الشيخ الموريتاني في جميع تحركاته حتى داخل موريتانيا، إلا أن التوحيد والإصلاح لم تبد إلى حدود الساعة اعتراضا على ما تفوه به ولد الددو، وهي التي سبق لها أن أدانت إغلاق السلطات الموريتانية مركز تكوين العلماء بنواكشوط الذي يرأسه، معلنة استغرابها “هذه الإجراءات التي تضيق على العلم والعلماء، وتحول دون نشر قيم الوسطية والاعتدال”.
وطالبت الحركة وقتها في بلاغ رسمي لها السلطات الموريتانية بالمبادرة إلى وقف هذه الإجراءات، وتمكين المركز مما وصفتها بـ”كافة الحقوق المشروعة لاستكمال مسيرته التربوية والعلمية والإصلاحية”.
وانتقد مدونون مغاربة موقف محمد الحسن الددو، إذ استنكر أحد رواد “فيسبوك” تصريحاته بالقول: “مؤسف جدا ما صرح به الشيخ محمد الحسن الددو..هذه سقطة كبيرة للشيخ وسبة في حق جميع المغاربة الذين يعتبرون الصحراء جزءا لا يتجزأ من وطنهم”.
معلق آخر خاطب العالم الموريتاني بالقول: “دع الكلاب تنبح كما تشاء، فلا يهز الأسود نباح الكلاب، فالأسود أسود والكلاب كلاب.. مهما حاولت تقليد زئير الأسود، تبقى الكلاب تنبح”؛ في حين استغرب معلق آخر “كيف يحكم على الاعتراف الأمريكي من منظور الشرع مع أن الأمر لا علاقة له بالدين”، ليضيف: “فعلا تجار الدين لا حدود لترهاتهم”.
هسبريس