في الوقت الذي دبت فيه حالة من الهلع والرعب كافة أنحاء أوروبا بسبب الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات بفيروس كورونا وظهور السلالة الجديدة من الفيروس في العديد من دول أوروبا، فإن مكاناً واحداً من هذه القارة هو عبارة عن مجموعة من الجزر الصغيرة لا زال في منأى عن هذا الوباء.
وبحسب معلومات تداولتها تقارير صحافية، فإن مجموعة جزر "سفالبارد" التي تقع بين النرويج والقطب الشمالي ما زالت حتى الان بمنأى عن الوباء الذي يشكل رعباً للعالم بأكمله، ويتوقع تبعاً لذلك أن يتمكن سكانها من الاحتفال بحرية بعيد الميلاد يوم الخامس والعشرين من ديسمبر، وأن يحتفلوا أيضاً برأس السنة الميلادية دون أي قيود ولا قلق.
وتقول التقارير التي اطلعت عليها "العربية.نت" إن سفالبارد هي واحدة من الأماكن القليلة على وجه الأرض التي لم تظهر فيها حالة إصابة واحدة بفيروس كورونا.
وفي حين أن الحياة قد تغيرت بشكل كبير بالنسبة للناس في أماكن أخرى في أوروبا على مدى الأشهر التسعة الماضية، فقد تمكن 2300 شخص يعيشون في سفالبارد من العيش في حالة طبيعية نسبياً طوال هذه الفترة.
لكن جزر "سفالبارد"، ونظراً لأنها تتبع للنرويج، فإنها تتبع القواعد التي تفرضها الحكومة النرويجية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، وهذا يعني، على سبيل المثال، أن التجمعات الداخلية تقتصر على ستة أشخاص ويجب على الزوار الأجانب الحجر الصحي لمدة 10 أيام.
وبخلاف ذلك، لا يزال الناس في سفالبارد يذهبون إلى العمل وظلت الشركات مثل المتاجر وصالات الألعاب الرياضية والمقاهي مفتوحة، على الرغم من المتطلبات المألوفة لتسجيل الدخول مع تفاصيل الاتصال وتعقيم اليدين.
وقالت سيسيليا بلومدال، إحدى سكان الجزيرة: "من الصعب في الواقع الحديث عن كورونا لأننا لا نعرف ما هو. نحن نعيش في فقاعة. نحن نتبع تلك القواعد، لكننا نعيش بشكل طبيعي نسبياً. نذهب للعمل، نلتقي بأشخاص، نذهب إلى المقاهي".
وأضافت: "نحن نختبر الأشخاص أيضاً ولكن ما زلنا لم نحصل على حالة واحدة. أعتقد أننا فوجئنا لأن لدينا بعض الأشخاص الذين يسافرون من النرويج ولديهم حالات في النرويج".
وتابعت: "أعتقد أننا نوعاً ما ننتظر حدوث ذلك يوماً ما، لكننا نعيش حياة طبيعية في الوقت الحالي".
وقال تقرير صحافي إنه "على الرغم من عدم إصابة أي شخص بالعدوى، إلا أن سكان سفالبارد ما زالوا يعانون اقتصادياً تماماً مثل بقية أوروبا".
ومن المعروف أن جزيرة سفالبارد مثل العديد من الجزر النائية، تجني معظم أموالها من خلال السياحة، وهي صناعة تأثرت بشدة بفيروس كورونا.