مدون يكتب عن خلافات بين جماعة والتبليغ في موريتانيا

سبت, 05/29/2021 - 12:40

لا يختلف اثنان في أن جماعة الدعوة والتبليغ هي جماعة إسلامية، كانت نشأتها كحركة تهدف إلى إيقاظ الوعي الديني بين الأقلية المسلمة "المضطهدة" في الهند إبّان الاستعمار البريطاني، وقد اعتمدت أساسا في أسلوبها على الترغيب والتأثير العاطفي الروحاني. كان مؤسس جماعة الدعوة والتبليغ هو الشيخ محمد إلياس بن الشيخ محمد إسماعيل الحنفي الديوبندي الجشتي الكاندهلوي، ثم الدهلوي، الحنفي مذهبا والصوفي مشربا، تولى الخلافة من بعده الشيخ محمد يوسف بن محمد إلياس بن محمد إسماعيل الكاندهلوي، ومن بعده تولى الخلافة الشيخ إنعام الحسن، وهو الأمير الثالث للجماعة إذ تولاها بعد وفاة الشيخ محمد يوسف.
ثم آلت مسؤولية الدعوة بعد ذلك لمجلس شورى الجماعة المكونة من ستة مشايخ تم تعينهم من طرف الشيخ إنعام الحسن، نذكر منهم الشيخ الزبير ، والشيخ سعد هارون، والشيخ محمد عمر بالمبوري، وآخرين وقد أوصى الشيخ إنعام قبل وفاته أن يتولى رئاسة مجلس الشورى. هذا تعيين الإمارة في كل دول العالم، وأن يكون لكل دولة مجلس شورى..
رحل جل رجال مجلس الشورى المذكور، ولم يبق منهم سوى الشيخ سعد الدين الذي قال إنه أحق بالامارة وطلب المبايعة مما تسبب في انقسام داخل الجماعة وخلافات لم يسبق لها نظير منذ نشأتها، وذلك بسبب عناد الشيخ سعد الدين الذي تولى تسيير الجماعة فترة كان أميرا لهذه الجماعة؛ ولكنه بسبب انحرافه عن نهج سلفه في مجال الدعوة والتبليغ قرر كبار جماعة الدعوة عزله من هذا المنصب السامي...
وفي يوم السبت فاتح ديسمبر 2018 كان علماء وطلاب المدارس القومية، وأتباعهم من أعضاء جماعة الدعوة والتبليغ، مشغولين بتنظيم اعمالهم الدعوية، وفق جدول الأعمال الذي يرتب للإعداد للاجتماع العالمي في ميدان "تنغي" فهجم عليهم أنصار الشيخ سعد الدين بالأسلحة، فمالوا عليهم ميلة واحدة، وشهد ميدان تنغي حملة عنيفة قتل فيها كبار الدعوة وأتباعهم العزل، واصيب مئات آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، وشهدت بنغلاديش حملة همجية على مرأى ومسمع من رجال الحكومة وقوات الأمن..
في عام 2016 أرسل السيد السعد ولد ينبه رسالة إلى الشيخ سعد الدين موقعة باسم رجال المشورة بمركز الدعوة بانواكشوط تفيد مبايعة الشيخ سعد الدين ودون علم أهل المشورة بانواكشوط، وظلت هذه الرسالة سرية للغاية إلى أن تم ابلاغ أهل المركز بها منذ أشهر، فتم استدعاء السيد السعد ولد ينبه من طرف مجلس الشورى بانواكشوط لاستفساره عن الموضوع، فطلب منه أعضاء المشورة التخلي عن الموضوع والتوبة إلى الله من هذا العمل إلا أنه أصر على حقه في اتخاذ ذلك القرار فتم عزله، واتخذ مركز انواكشوط قرارا بالحياد مما يجري في المراكز الثلاثة في شبه القارة الهندية.
انفصل السيد السعد ولد ينبه وأسس مركزا جديدا بتنسويلم وذهب معه نفر من جماعة الدعوة والتبلغ نذكر منهم محمد الامين ولد أنحوي والمختار ولد الفظيل وآخرون، وتدخل علماء لاصلاح ذات البين، ومن هؤلاء العلماء الشيخ محمد الحسن ولد الددو والامام أحمدو ولد لمرابط إلا أن محاولاتهم وللأسف باءت بالفشل..

من صفحة البراء محمدن