تُدخل إلى القلب بهجةً لا حدودَ لها، وتزيدُ من ترابط الشباب وتُزيح عن أفرادها تعب الأيّام وتُقربّهم من بعضهم البعض، خصوصًا أنّها تجمع جميعَ الأحبّة من إخوةٍ وأخوات وتُدخلُهم في جوٍ من المرح والسعادة، وتخرجهم قليلا من ضغط العمل السياسي، ومن ضمن الرحلات الكثيرة التي رافقتُ بها شباب بداية كانت رحلة إلى مدينة كيفة الجميلة التي تغفو بين أحضان الطبيعة الخضراء، وما إن حطّت بنا الرحال عند غابات لمسيلة في سفح جبل جوكْ حتى انطلقنا نتجوّل بين الأشجار العالية، ونحن نشمّ رائحة البلوط والصنوبر والقيقب، فأخذنا جمال المشهد الرائع حين تُداعب الشمس أغصان الشجر والنخيل العالية، ففي غابة لمسيلة ثمت هواءٌ نقي وسكونٌ لا حدود له. أوّل شيءٍ فكرتُ فيه هو أن ألتقط الكثير من الصور مع أصدقائي وإخوتي ونحن تحت ظلال النخيل ونُمسك بأغصانها، وزاد من روعة المكان أنّ الزهور البريّة تنتشر في كل مكانٍ فيه، وتمتزج ألوان الزهور مع التربة الحمراء، وقد كانت هذه فرصة رائعة لأخي الولي ولد طه وسويلم ولد خرشف وكذلك باب احمد خليفة كي يمارسو هوايتهم المفضلة وهية (حكاية الأدب الرفيع واحتساء الشاي)، وراح يشَنف مسامِعناُ مسامعنا جميلُ الشعر الموريتاني ، أما أنا فقد أخذتُ جولةً بين الأشجار لاكتشاف المكان جيدا كعادتي دائما محبة للسياحة ، فالجميع في هذه الرحلة هيأ نفسه ليكون يومه جميلًا. مصباحة ولاد