عقد أطر حزب التجمع من أجل موريتانيا (تمام) عصر اليوم الإثنين بالمقر المركزي بالعاصمة نواكشوط اجتماعا تحت رئاسة الدكتور يوسف ولد حرمة ولد بابانا رئيس الحزب
وقال رئيس الحزب في كلمته أمام الأطر:
"أحيي فيكم الروح الوطنية التي اكتسب منها حزبُكم اسمَه؛ فالتجمع من أجل موريتانيا عندنا ليس مجرد شعار نرفعه في مواسم السياسية وننساه عند نهايتها بل هو عقيدة راسخة ولواء عقدنا العزم أن نجعله نصب أعيننا مدى الحياة.
وهنأ ولد حرمة ولد ببانا الشعب الموريتاني بعيد الاستقلال الوطني قائلا: "أخاطبكم اليوم ونحن نحتفل بمرور الذكرى الحادية والستين لعيد الاستقلال الوطني المجيد، وأنتهز هذه السانحة للترحم على أولئك الأبطال العظام الذي سقوا بدمائهم الزكية هذه الأرض وطردوا عنها المستعمر الغاشم، ومهدوا لنا بسلاحهم المقام عليها تمهيدا، كما أخص بالشكر هنا فرسان الكلمة والرأي وأبطال الجهاد السياسي والثقافي الذين صبروا في سبيل تحرير هذه الأرض أشد أنواع الأذى، فما زادهم بطش المستعمر وأعوانه إلا إصرارا على بلوغ النصر وتحقيق حلم الحرية بخروج آخر جندي استعماري من هذه البلاد. فعليهم جميعا من الله الرحمة والمغفرة والرضوان"
وأضاف: "أنتهز هذه الفرصة السعيدة لأهنئ قواتنا المسلحة وقوات أمننا على دورها الريادي في حماية الحوزة الترابية وتوفير الأمن والسكينة لمواطنيننا على عموم التراب الوطني".
وأشاد رئيس حزب تمام بما تحقق من إنجازات خلال مأمورية رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني من إعادة لبناء قيم المجتمع وتثمين ماضيه وتطوير حاضره واستشراف مستقبله، مؤكدا أن الرئيس حقق رغم الظروف العالمية الصعبة وفي عامين فقط إنجازات لامست هموم المواطن البسيط، وأظهرت أن الدولة في هذا العهد الذي للعهد فيه معناه لم تعد دولة بين الأغنياء، بل ركزت سياساتها التنموية على الأهم وتجاوزت الخطابات العاطفية الجوفاء التي يتشدق بها السياسون ويتخذونها مطية لتحقيق مآرب أخرى لا تفيد المواطن.
وشدد الدكتور يوسف ولد حرمة على أنه تابع خطاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بمناسبة ذكرى الاستقلال وحيى شجاعته في الاعتراف بوجود نواقص حقيقية في تطبيق برنامجه الرئاسي مثمنا ما عبر عنه من اهتمام بالشباب ودعوته إلى المشاركة في الشأن العام.
وعبر عن سعادته لحديث رئيس الجمهورية عن محاربة الفساد وتقوية اللحمة الوطنية ومكافحة الفقر والغبن والهشاشة، قائلا: "سعدت أكثر عندما تعهد الرئيس أن التشاور المرتقب لن يقصي أحدا ولن يستثني موضوعا من النقاش فنحن بحاجة إلى مصارحة حقيقية نطوي بها صفحات الكلام لنبدأ مسار الأفعال بسرعة تتناسب مع سرعة العصر الرقمي الذي نعيش فيه اليوم والذي يقاس تقدم أهله بسرعة تنفيذ برامجهم التنموية".
وأشار الدكتور يوسف إلى أن الفرصة مواتية أكثر من أي وقت مضى لتتبوأ موريتانيا مكانتها اللائقة في الساحة الوطنية والإقليمية والدولية داعيا إلى تتويج التشاور المرتقب بمصالحة وطنية تؤسس على مصارحة حقيقية تصحح أخطاء الماضي وتعمل بروح الفريق على بناء الحاضر وتخطط بعمق ودقة لصناعة المستقبل الذي نصبو إليه جميعا ويجد كل واحد منا ذاته في صياغته وصناعته والاستفادة من ثمراته.
وطالب رئيس الحزب النظام بتدخل عاجل لحل مشكلة الارتفاع الصاروخي للأسعار الذي قال إنه: "لم يعد يحتمل التأخير والفعل فيه يجب أن يكون سريعا وصارما وحاسما ومنحازا إلى المواطن البسيط".
وعلى المستوى الخارجي نتطلع إلى تعزيز جهود إعادة التموقع في المحيط العربي والإفريقي والدولي ومحو الصورة النمطية التي كانت تعتبر موريتانيا شريكا ضعيفا وفقيرا لا حول لديه ولا قوة، إذا حضر لا يستشار وإذا غاب لا ينتظر. فالحضور الموريتاني الذي شهدناه اليوم في الشأن التونسي ومجموعة دول الساحل الخمس، وما لمسناه من تطور في العلاقات مع السنغال والمغرب والجزائر يرفع سقف أملنا لنطالب بتعزيز المشاركة الفعالة في تسوية الأزمات وتذليل العقبات التي تحول دون تفعيل اتحاد دول المغرب العربي وتبوئه المكانة اللائقة به كمنظمة إقليمية فعالة تستطيع دولها بالاتحاد ونبذ الخلاف تحقيق الرقي والازدهار لشعوبها.
ونحن على يقين تام أن موريتانيا بقيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني هي وحدها التي تستطيع القيام بذلك لما تتمتع به من احترام وتقدير لدى كافة الأطراف.
وأكد رئيس الحزب على ضرورة التخطيط المحكم لاستغلال ثروات موريتانيا من الغاز الطبيعي التي تسيل لعاب كبراء الفاعلين الاقتصاديين العالميين، مجددا الدعوة إلى العمل بجد وحزم للحيلولة دون تحولها إلى نقمة تمكن للأجنبي وترفع أسهم شركاته في البورصة العالمية على حساب المواطن الموريتاني الضعيف.
وختم كلمته بالقول: "لا أريد أن أكون متشائما إلا أن ما شاهدناه في بعض التجارب الإفريقية في استغلال الثروات الطبيعية يتطلب سرعة في التحرك وصرامة في التنفيذ وتدخلا على حجم التحدي، وحضورا ميدانيا في جميع التفاصيل".