قال رئيس البرلمان الموريتاني الشيخ ولد بايه إنهم قد يقررون وقف البث المباشر للجلسات عبر قناة البرلمانية تفاديا لتشويه سمعة البرلمان الموريتاني.
وأكد ولد بايه خلال افتتاح جلسة الأحد مخصصة لنقاش برنامج الحكومة والتصويت عليه إنه إذا كان وقف البث المباشر للجلسات سيحل المشكل فسنوقفه، مردفا أن أضحى يعكس صورة سيئة جدا عن البرلمان الموريتاني.
وأردف ولد بايه قائلا إن هناك مرحلة عادية وقد تكون مقبولة وتقع في جل البرلمانات، ولكن هناك مرحلة غير محترمة، وتتم مشاهدتها بشكل مباشر في الداخل والخارج، وهذا يجعل خيار تحويله إلى بث غير مباشر أفضل.
ولفت ولد بايه إلى أنه لا يفضل خيار وقف البث المباشر، مذكرا بأنهم ضحوا بالكثير من أجل ضمان البث المباشر.
وخاطب ولد بايه أعضاء الحكومة الجدد قائلا أطمئنكم أن ما شاهدتموه خلال الجلسة السابقة طبيعي، ويحدث دائما في الجمعية الوطنية، وهو واقعها كل يوم.
وأثار حديث ولد بايه جدلا واسعا، ورد عليه عدد من نواب المعارضة، وطالبوه بسحب كلمات وردت في حديثه كوصفه للنواب بالصراخ (العياط) داخل البرلمان.
وقال ولد بايه إنه اجتمع مع رؤساء الفرق البرلمانية للتشاور حول القضية التي أثارت جدلا واسعا داخل البرلمان، خلال الجلسة الأولى اليوم، وأدت لرفع الجلسة لمدة ساعة ونصف.
وحول القضية التي أثارت الخلاف صباحا، وأدت لدخول عدد من النواب المعارضين على رأسهم النائب محمد ولد محمد امبارك في مشادات مع رئيس البرلمان لمطالبته بمنع نواب الموالاة من الرد المباشر على نواب المعارضة تطبيقا للنظام الداخلي الذي يمنع ذلك.
واعتبر ولد بايه أن تطبيق النظام الداخلي للبرلمان ضعيف جدا، مؤكدا أنه لو كان يطبق لما بقي في القاعة إلا الرئيس أو السكرتير، معددا جوانب من المخالفات التي قال إنه النواب يرتكبونها بشكل دائم كالخروج عن الموضوع، وكعدم احترام الوقت.
وقال ولد بايه إن النظام الداخلي للبرلمان يمنع رد النائب على نائب آخر، ولكنه لا يمنه رد الكتل على الكتل انطلاقا من مواقفها السياسية، مذكرا بأن المواقف متباينة أصلا، وبالتالي فمن الوارد أن يتجدث كل طرف بما يناقض طرح الطرف الآخر لأن هذا هو موقف كتلته، وليس ردا على النائب الآخر.
ورأى ولد بايه أن اعتبار حديث النائب بطرح يناقض طرح نائب آخر انطلاقا من موقفه السياسي اعتبار ذلك ردا على النائب يدخل في مجال التأويل، مذكرا بأن اختلافهم في المواقف سابق لوصولهم للبرلمان.
وشدد ولد بايه على أنه على النواب احترام النظام الداخلي، أو الاتفاق على طريقة لاستمرار العمل، معتبرا أن لا يوجد برلمان مبني على الصراخ فقط (العياط)، مردفا أن العمل البرلماني الحقيقي هو الذي يتم في اجتماعات اللجان، وليس في الاجتماعات العلنية التي يحضرها التلفزيون.
وقال ولد بايه إن النواب يختلفون خارج قاعة الجلسة عنهم خارجها، وحين تجد البرلماني خارج القاعة تجده مختلفا عن النائب داخل القاعة، وهذا يجعل لدينا – يقول ولد بايه - برلمان داخل القاعة وآخر خارجها.
وأكد رئيس البرلمان الموريتاني أن الإصرار على تجاوز الحدود هو الذي يحدث مشكلة، ويعتبر غير مقبول، ولا يشبه البرلمانات الأخرى، وسيحتم على الرئيس اتخاذ إجراءات لأن هذه هي مسؤوليته.
وقال ولد بايه إنهم لا يمكن أن يقبلوا عرقلة عمل الجمعية الوطنية لأن هناك من يصر على الصراخ (العياط)، فهذا غير ممكن، فإما أن ينسجم أو يطبق عليه النظام الداخلي، مذكرا بأنه منذ وصوله لرئاسة البرلمان لم تطبق أي عقوبة على برلماني، ولم نخرج أي برلماني من القاعة بسبب عدم احترامه للنظام الداخلي.
وخاطب ولد بايه أعضاء البرلمان قائلا إن هذا هو الأسلوب هو الذي عملوا به فيما مضى، وما بقي لهم أقل مما مضى.