لعل أصدق ما ننشده شعرا على التقرير والوثيقة المسربة المهلهلة؛ -(ولاية الحوض الشرقي نموذجا)- هو قول القائل:
تَكاثَرَتِ الظِّباءُ على خِراشٍ
فَما يَدري خِراشٌ ما يَصيدُ
لقد ذكٌَرتني الوثيقة التي زُعم أن وزارة الداخلية أعدٌَتها حول الخارطة السياسية في البلاد، والتي نشرها أو سرٌبها موقع الأخبار، تماما بأسلوب ونهج كتيٌب الكاتب الإستعماري -سيئ الصيت- "بول مارتين" حول القبائل "البيضانية"... -بين ظفرين- في موريتانيا حيث لَمٌَع ودلٌَلَ وفخٌَم، وذكر بخير كل من كان قريبا في المواقف من البغيضة فرنسا: (مستعمرتنا السابقة!!!)؛ في حين شوٌَه ونقٌَصَ بمن كانت لهم معم سابقات جهاد أو تململ لدينه وثقافته، أو له معهم مناوشات أيا كانت طبيعتها؛ وبالضبط وفي الغالب؛ هو ما سار عليه ونَهَجَه التقرير المُسَرٌَبُ، والمُقَدٌَم على أنه صادر عن وزارة الداخلية، حيث عبٌر عن ضعفٍ وتهافتٍ وتدنٍ في قدرات وكفاءة ومهنية وأخلاق مُعدٌِيه، بحيث جاء عديم القيمة والفائدة، بل كثير الضٌرر والضٌِرار؛ مهلهلا ضعيف المبنى والمعنى، إذ كشٌر ذووه فيه عن أنياب الفساد والإفساد في الأرض، وشكٌَل بخلاصاته ما لعلٌَهم به يسهمون في ضرب روع السٌَكينة، وتهديد سير سفينة هذا المجتمع المنهوك بمشكلاته الزمنية، والبنيوية المتعددة، ولربٌما سعى ذووا التقرير إلى تشويه صورة ومسعى قيادة البلد في تعبيد جسور الودٌ والبناء والتٌشاور، وسبل الإقلاع بالبلد، والإستعداد لما بعد الثورة الغازية والطاقوية، لتجاوز مربٌعات الفقر والحرمان، والتشرذم والتأزيم، ومعضلات نازلة كورونا؛ والحروب الإقليمية والكونية وتداعياتها الجسام على الصعد المختلفة، وبدل الإستجابة لنداء رئيس الجمهورية الشهير في المدرسة الوطنية للإدارة؛ والتجاوب معه في تلطيف الجو العام، والتقرب من مصلحة الوطن والمواطن، سعى معدوا هذا التقرير إلى النٌَفخ في الرٌماد؛ وإعلاء كفٌة كلٌِ من يدفع الثٌَمن أكثر!!!؛ أو يُخافونه لهيبة أو بطشٍ داخل دوائر الحظوة؛ أو لعلٌَه ممٌَن ترجى عنده حصد جوائز التملق من بين رجالات وزمر الحكم المستحكمة الفاسدة المدورة!!!؛ وهوٌ بمجمل خلاصاته بعيد النجعة عن تحري الصٌِدق والوطنية والمصداقية؛ أحرى عن الإخلاص والتٌَفاني في مصلحة النظام السياسي الذي يفترض أنهم يمثٌِلونه؛ وهو بعيد كل البعد عن توجه وخطاب السيد رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الذي خاله المواطن وظنٌه خلاصا من فساد الإدارة والإداريين المعشعشين الجاثمين على الصٌُدور طوال أزمنة وحقب هذه البلاد المفجوعة بهم وبصنائعهم؛ أو على الأصح ما كان عليه حال أغلبهم من ترجيح مصالحه الخاصة ومآربه الشخصية، وتكريس وتجسيد الحيف والتٌَسلٌُط بأبشع صوره، وشكٌَلوا بذلك العصى والكابوس المخيف المسلط والموجٌه إلى رقاب وعلى رؤوس البلاد والعباد...، ومن شبٌَ على شيء شاب عليه؛ فويل لهم مما كتبت أيديهم؛ وويل لٌَهم مما يكسبون... لكن هيهات هيهات...؟!!؛ فالحساب الأخروي آت آت قريب غير بعيد!!!!؛ وصناديق الاقتراع سيصدر الشعب فيها صوته، ويقول عبرها كلمته وحكمه الفيصل؟!!!؛ وإن غدا لناظره قريب
ولا أدل على ذلك ما ذهب إليه هذا التقرير، والذي فاجأ بل وأذهل كثيرين، فثارت ثائرة الناس ضده في جميع ربوع البلد: شرقا وغربا، شمالا وجنوبا، فكان بحقٌٍ لغزاً محيٌِرا، ومثارةً وشرراً محبطًا... لا من حيث مصداقيته أو تهافت الكثير مما ورد فيه بل وحتى في توقيته، وفي شدٌة جسارته ورعونته وعلنيته -بدل أن يبقى وثيقة سرية لدى الجهات المختصة للاستئناس بها عند الاقتضاء- أَوَ كأنٌَما أريد به وله أن تُهزٌَ به هيبة الدولة في هذا الوقت بالذات، وضرب والإضرار بمصداقية خطاب، وتوجهات السيد رئيس الجمهورية أمام الوطن والمواطن؛ حتى وكأنهم من ورائه في مسارعةٍ ومسابقةٍ مع التشاور أو الحوار الوطني المزمع، لترتيب وإحداث أمرٍ مٌَا؛ أو التشويش لأغراض مُبْطنة خَفِيٌَة الله وحده أعلم بمرادهم منها؟!!؛ وذلك في وجه الإستحقاقات الإنتخابية التي تطرق الأبواب، وحيث كرٌَس التقرير القبلية الفجة بوجها القبيح الممثٌِل للتٌَصادم والصراع العقيم، والتٌَنابُز والتٌَفاخر الهزيل لأجل ملإ الفراغ والإلهاء، أو لأجل تطبيق المبدإ الاستعماري -الفرنسي- المعروف: "فرٌِق تسدْ"؛ ومع ذلك ولذكره وتركيزه عليها أي القبيلة،كمفصل محدد للطٌوائف والجماعات فقد غض الطٌرف وبوقاحة وسوء نية عن العديد من القبائل والمجموعات المؤثرة في دوائرها في النعمة وانبيكت لحواش وفي دوائر ومقاطعات أخرى، بل الأنكى والأنكى من ذلك كلٌِه من نسيانهم ونكرانهم وتنكرهم لتلك المجموعات وحقدهم على البعض منها، حتى قادهم فعلهم المشين ذاك لنسيان وإسقاط مقاطعتي: "ولاتة"؟!!! الخير والعبق والعلم والحضارة والتاريخ، وانبيكت لحواش المستحدثة من مقاطعات "الوطن" في تقريرهم الفجٌِ والمستفزٌِ ذاك...؟!!!
فلله الأمر من قبل ومن بعد
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.
وصل اللهم على سـيِّـدنـا محمد وآله
وصحبه أجمعين وسلِّم تسليما
الغله العلمي الغله علي غنوه /إداري