الصين والعلاقات التجارية في أفريقيا وكيفيه الدول العربية الاستفادة منها بقلم. عبد الحميد الكبي.

أربعاء, 09/07/2022 - 21:03

الصين والعلاقات التجارية في أفريقيا وكيفيه الدول العربية الاستفادة منها

 

بقلم. عبد الحميد الكبي. 

 

منذ عام 2004 تشهد العلاقات الاقتصادية والتجارية والصناعية والاستثمارات الصينية الضخمة في القارة الإفريقية نجاحات كبيرة، وتستمر بالصعود بزخم غير مسبوق، بحيث تفوّق فيها الأصدقاء من جمهورية الصين الشعبية على غيرهم، لا سيّما وأن إهدافها إيجابية وإفاداتها متشعبة في مختلف المجالات وشتى الفضاءات.

 

الصين تحقق النجاحات في علاقاتها الأفريقية، وفي نشاطاتها الانسانية مع القارة السمراء.. فهي تمد يد العون لشعوب القارة، وعلى سبيل المِثال، ساهمت العلاقات التجارية ما بين الصين الشعبية والدول الإفريقية في استحداث 80 مليون وظيفة عمل (فقط!)، وهي بالتالي مساهمة فعّالة جداً في تخفيض نسب البطالة بأفريقيا وانتشال هؤلاء من الفقر والموت الاجتماعي والفيزيائي، وبالتالي تفوّقت الصين الشعبية كذلك في مجالات التعاون والتجارة والصناعة والاستثمارات في أفريقيا على دول كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والهند، وهو مؤشر إيجابي يصب في صالح الثقة والتعامل مع الصين بالذات، وتعميق الفهم المتبادل الأفريقي الصيني.

 

تُعتبر العلاقات الصينية الافريقية إنجاز تاريخي كبير، فهو ثمرةٌ لجهود تبذلها جمهورية الصين الشعبية ودول أفريقيا لرفع مستوى العلاقات الثنائية، وتشير الاحصائيات ،حسب بيانات رسمية صادرة عن الهيئة الوطنية العامة للجمارك، إن التجارة بين الصين وإفريقيا وصلت إلى 254.3 مليار دولار أميركي في عام 2021، بزيادة 35.3 بالمائة على أساس سنوي.

وبلغت قيمة الصادرات الصينية إلى الدول الإفريقية 148.4 مليار دولار أميركي، بزيادة 29.9 بالمائة على أساس سنوي، في حين وصلت قيمة واردات الصين من الأخيرة إلى 105.9 مليار دولار أميركي، بزيادة 43.7 بالمائة على أساس سنوي.

وكشفت الهيئة، أن الصين أصبحت أكبر شريك تجاري لإفريقيا على مدار 12 عاما متتاليا. ورأى محللون أن التجارة الثنائية بين الصين وإفريقيا ساهمت في تعزيز قدرة إفريقيا على مواجهة التحديات الناجمة عن تفشي جائحة كورونا وهذا يُعتبر رقماً تجاريا وقياسياً في حجم التبادلات التجارية والاقتصادية والاستثمارات ما بين الصين وأفريقيا، إذ تدعّمه الخبرات والقدرات التنافسية للصين، وتحميه نجاحات ” في البناء الوطني المادي، الذي يمتد الى بناء القدرات العقلية والذهنية والبُنية التحتية في الصين التي تؤسس لأجيال مُبدعمة ومُنفتحة عالمياً، تتمكن من تحقيق إنجازات كبرى  في مختلف المجالات، تصل الى الفضاء الخارجي، والاكتشافات الفلكية، ناهيك عن تحقيق أقصى قدر ممكن في هذه الحقبة  في مجال العدالة الاجتماعية للمواطنين في جمهورية الصين الشعبية، وتوفير الخدمات ومتطلبات الحياة الكريمة لهم، في ظل الحزب الحاكم بقيادة الأمين العام له الرفيق شي جين بينغ.

 

حين تسخّر الصين الشعبية جُل جهودها لبناء الذات والانطلاق نحو الأفضل والأنجع، ورصف مبادرة الرئيس شي جين بينغ في إعادة انطلاقة عصرية لطريق الحرير الجديد بعنوان جاذب هو (الحزام والطريق)، تتحقق الأهداف التي ستساهم في تحقيق نجاح عالمي باهر، يُحقّق بلا شك المصالح الاقتصادية والتجارية والصناعية للجميع بالتساوي، بما في ذلك الدول والشعوب الاخرى، لذلك  بالذات تمكّنت الصين من تخليق صداقات دولية من شعوب ودول كثيرة، تتطلع لربط نفسها بالصين ونجاحاتها، ونأمل ان يستطيع العالم العربي السير في هذا الاتجاه وان يلحق بالقطار الصيني الذي يسير بأسرع من الصوت!

 

في العلاقات الصينية العربية يمكن ان نجد مفتاح الإمل والعمل والحلول المناسبة لعالمنا العربي.. هناك حلول للعديد من المشاكل الاقتصادية والتجارية والصناعية للدول العربية التي تعاني من عقبات في مسيرتها التطورية، فالاستفادة من الخبرات الصينية كما أوضح ذلك الرئيس شي جين بينغ في خطابة التاريخي في جامعة الدول العربية، مهم للغاية، إذ شرح الرئيس القضايا المتعلقة بذلك، ومشيراً الى ان أسباب الصراعات السياسية في المنطقة هو عدم وجود التنمية والعدالة الاجتماعية والاهتمام بالشباب وعدم الاستفادة منهم ومن قدراتهم الضخمة في تحقيق الأهداف التي تساهم في تطوير الذات والتنمية.

 

بالتاكيد نستذكر اليوم، وعلى نحو خاص عندما يخوض العالم العربي صراعات متتالية، خطاب الأمين العام الرئيس “شي” في الجامعة العربية،  فهل ستتمكن الدول العربية من تفعيل استراتيجية التعاون الجماعية مع الصين الشعبية الصديقة؟ وهل يمكن للمسؤولين والخبراء الاقتصاديين العرب أن يلقوا  نظرة جادة إلى الدور التجاري والصناعي والاستثمارات الصينية في إفريقيا، ليتجّهوا  نحو دراستها والعمل على الإستفادة المشتركة منها؟ لما فيه مصلحة الدول العربية والامة العربية والامة والدولة الصينية.. فإلى متى ينتظر المواطن العربي الطامح إلى التنمية والعدالة الاجتماعية والسياسية والثقافية والتجارية والصناعية والاستثمارات والعيش الكريم؟ ومتى سيلتفت العرب للتنمية بمفهومها الخالص وطرح الصراعات جانباً، والتنبّه الى مصالحهم ومستقبلهم قبل فوات الآوان؟..

 

 

 

*كاتب يمني مهتم بأخبار ودارسات طريق الحرير الصيني*