بسم الله الرحمن الرحيم ، وبه نستعين .
قال اللهُ تعالى : "( وَ أَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ) سورة القصص الآية ، {77} و قال تعالى : ( هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) سورة الرحمن الآية 60. " .
كما حثّنا النبي صلى الله عليه و سلم ، على أن نقدم كلمةَ شكرٍ لمن صنع إلينا معروفًا ، فنقولَ له : جزاك الله خيرا ، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "من صُنع إليه معروفٌ ، فقال لفاعله : جزاك الله خيرا ، فقد أبلغ في الثناء " [الترمذي والنسائي ] .
أما بعد :
فإني و بشكل عام أوجه شكري و تقديري إلي أسرة خالي الشيخ آياه الطيبة الكريمة ، نظير جهدهم الكبير في العمل الإجتماعي و السياسي و التنموي في النمجاط و هذا ما سيُخَلِّد ذكرهم و يُرَسِّخُ أقدامهم و تَمَيُّزَهم في القيادة الإجتماعية و الروحية لعشير شيخنا الشيخ سعدبوه ، فالمجتمع يحتاج إلى أشخاص يأخذون عملهم بجدية كما فعلوا ، و نتمنى لهم دوام النجاح والتفوق ، لذا دمتم عونًا لكل مُحتاج وطوق نجاة لكل غريق و مرشدين لكل ضال و لا غروَ إن وجد ما هو أعظم من ذلك فأنتم بداية ثمرة المرحوم الشيخ آياه الولي التقي خاتمة أبناء الشيخ الطالبوي ، وأسأل الله أن يجازيكم على فضلكم ، الفردوس الأعلى من الجنة وأن يحشركم في زمرة النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
أرجعُ وأقول شكرًا لكم قادة المعروف و الخير على ما قدمتم لحاضرتنا النمجاط من عون وجهد حينما كانت في أمس الحاجة لذلك بعد الفراغ الكبير الذي تركه رحيل الخليفة العام الشيخ آياه ، فلولا وقوفكم مع ساكنتها في السراء و الضراء لما استطاعت الصمود أمام المصاعب ، فالمرء يحتاج لمن يتكىء عليه في ضعفه ، فقد كنتم أبناء بررة و خير سند للحاضرة في شتى مناحي أوجه حياتها ، لا أراكم الله بأسًا ولا شمت بكم عدوًا، أدامكم الله للحاضرة ذخرا و مفخرة و سندا و حاضنة اجتماعية و تاجا على رأسها تباهي به حيثما ذُكِرَتْ
وأشكرُ الشيخ عبد العزيز رمز أسرة أهل الشيخ آياه الذي استحق أن يُطلق عليهِ لقبُ [ الخليفة العام للطريقة القادرية في غرب إفريقيا ] لما قدم من تضحيات جسيمة كان لها الأثر العميق في النهوض بساكنة القرية على مختلف الأصعدة المعيشية و التنموية و السياسية و الإقتصادية و تقوية اللحمة الإجتماعية بين مختلف مكونات مجتمعنا التقليدي في قريتنا..
كما نشيد بما قام به الطالبوي ولد الشيخ آياه من مساعدة لأهل النمجاط و آل اجيه المختار في عيد الأضحى المبارك بعشرين مليون أوقية قديمة.
أما العزة التي شغلَ اسمها موريتانيا و العالم بالكرم وحسن الخلق و التي تمثلَ فيها أطيبُ الشعرِ وأحسنه و من ضِمنه قولُ الشاعر : الشيخ السابوري
" إن السخاءَ شيمةٌ كريمةٌ / شريفةٌ أكرم بها من شيمةٍ
"فضيلةٌ تنشرُ في الآفاقِ / عَنكَ لسان الشكرِ بانطلاقِ
" لا سِتر للعيوبِ كالسخاءِ / وعيبُ ذي اللؤمِ بلا غطاءِ
وقال أحمد بن جعفر البرمكي :
" أنفِقْ ولا تخْشَ إقْلاَلاً فقد قُسمتْ/ بينَ العبادِ مع الآجال أرزاقُ
" لايَنفعُ البخلُ معْ دُنْيا مُوليةٍ / ولا يَضُرُّ مَعَ الإنفاقِ إقبالُ
وقال الشاعر ابن نباتة المصري :
" شكر الله أَياديك التي / عاجلت قصدي بأنواعِ الهباتِ
" أنت بالمعروفِ قد أحييتني / كذا الشمس حياة للنباتِ
وهذا قليل في حقِّ أبناء خالي الولي المرحوم الشيخ آياه ، الذي ضنّ الزمان بمثله ، وأقول مفتخرا وبكل ثقة :
"إن كان حاتم الطائي عند العرب مثال يحتذى به في الكرم ، فلموريتانيا خير مثال في الكرم في هذه الأسرة ،
و أخيرا أقول لهم جزاكم الله عنا بأحسنِ الجزاء و بارك في أعمارنا و أعماركم و أسبغ علينا و عليكم نعمه ظاهرة و باطنة ، و ثبتها علينا و عليكم ، و ألهمنا و إياكم شكرها ، و زادكم و إيّانا من فضله الواسع .
أبناء خالي أنصحكم و إن كنت لست أهلا لذلك أن تواصلوا نهجكم في العمل على الأرض و الإنفاق و الكرم و العطاء كما قال تعالى: [ و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ]
فأنتم فخرنا كما أن حاضرتنا تثمن جهودكم القوية و تقول لكم ساكنة النمجاط إن جميع كلمات الشكر والثناء لا تستطيع أن تصف مدى الامتنان الذي تشعر به قريتنا تجاه مجهوداتكم العظيمة ، فقد بذلتم مجهودًا رائعًا خلال فترة قصيرة استطاعت من خلالها قرية النمجاط الارتقاء بمستوى العمل ، فالجميع يتمنى لكم الاستمرار في مسيرة العطاء الدائمة ،
كما أننا لا نستطيع التعبير عن مدى فخرنا وامتناننا بوجودك معنا الشيخ عبد العزيز ، كممثل رسمي لحاضرة النمجاط فقد أبليت خير البلاء وظهرت بأفضل صورة و تمثيل لعشير شيخنا الشيخ سعدبوه في صلاة عيد الأضحى المبارك الماضي ، ومن أقل واجبنا اتجاهكم هو التقدم بالشكر والعرفان لكم كما نؤيد إخلاصكم في عملكم والمحافظة عليه جُزيتم خيرًا ، و أقول إني كتبت هذه الرسالة بكل قناعة وفخر ، وهذه الرسالة نتيجة لما استقبلتمونا به - خلال صلاة عيد الأضحى المبارك - من بشاشة وجه ورحابة صدر { وتنعات مكرت مجيتنَ لكم } و أنت الشيخ عبد العزيز لطالما اعتبرتك كوالدي بسبب حبه الكبير الذي يكنه لك ، كما أنني من هذا المنبر أشكر والدي عبدالرحمن/أحمدو/ عبداتي ، على تربيته لنا على قول الحق وعدم النفاق و على مكافأة المعروف و الإشادة بأهله فعرفته يكرر أن والده رحمه الله كان يقول [ إن المؤمن كالمصباح لا يتم نوره إلا بتمام رفعه ]، فَوَ اللهِ ماقلت فيكم إلا مارأيتُه منكم ، و في هذا المجال أقول هذه العبارة الكيسة الخالدة في الذهن : "ليس من رأى كمن سمع "
الكاتب الفقير لربه : محمد فاضل عبدالرحمن الشيخ محمد فاضل بن مامين .
2023/07/02