
ومن كنساء غزة ومن كمرأة تفتش بين الجثامين على جثمان زوجها ليس مهما أن يكون معصوب الأعين أو مكتوف اليدين أو حتى مقطوع الأصابع في كفيه وقدميه ولا حتى مربوط من عنقه بحبل خنقه أو حتى فارغ البطن من الأعضاء أو حتى جثة فيها جميع اشكال التعذيب والتنكيل....
الأهم من هذا كله أن تستطع أن تعرفه وتتعرف إلى جثمانه وتحتضنه بشكل يليق بها وبأوجاعها وتودعه الوداع الأخير وتلقي عليه نظرة الوداع وتشيعه بما يليق بالشهداء ويكون قبره عنوان لها كلما ضاقت دنيتها تذهب إليه بزيارة لقلبها قبل جسدها
اللهم هونا على هون بقلوب لم تسترح وفقدت كل عزيز فاللهم لا تحملنا ما لا طاقة لنا به وسلام علينا حتى تطمئن قلوبنا فهذه غزة وهذه نساءها التي تستقبل وتودع وتشيع الشهداء إلى مثواها الأخير وتأبى إلا أن تكون رمزا للصبر والصمود فنحن على موعد قريب مع الحرية والعودة والتحرير وهذا وعد الله ووعد الله باق لا محالة.......


