أخترع سيارة بسرعة 140 كلم للساعة: موريتاني يحكي لـ"أنباء أطلس" رحلة الاختراع

خميس, 08/20/2015 - 21:06

خاص أنباء أطلس: في صغره عمل متدربا مع صاحب مرآب لإصلاح السيارات، كان حينها لا يفرق بين مسميات الآلات المستخدمة في العمل بالمرآب.

انها مفارقات الحياة .. لقد  وجد نفسه فجأة يعمل في هذا المرآب  وكان حينها في التاسعة من عمره ودون أن يعرف لماذا؟ ولمن؟

عاش الأمرّين تارة يُضرب بآلة حديد ومرة بيد ملطخة بأنواع الزيوت والمازوت وأحيانا يتم صلبه على إحدى السيارات المتهالكة داخل المرآب "المدرسة".

إنها بقايا ذكريات ومحطات تأمل واستنتاج لأحد أكبر المهندسين في عالم ميكانيكا السيارات محليا ، سيدي كي من موالدي انواكشوط عام 1977.

"أنباء أطلس" التقته صدفة خلال زحمة المرورفي سيارته "المكشوفة" السقف في حالة غير مألوفة بالسيارات هنا .وقد قادنا الفضول الصحفي لتتبعه حيث وصل للمرآب  بعد قرابة الساعة وكان لنا معه التصريح التالي:

 

أكد سيدي بداية أن الأقدار  ظلت تسوقه إلى أن أصبح صاحب مرآب لإصلاح السيارات في مقاطعة السبخة، يلقبه زواره بـ "صاحب المهمة الصعبة"، وقدعرف سيدي كي بالبراعة والإتقان حيث لا مستحيل عنده، وقدأضاف الكثير من التحسينات على ميكانيكا السيارات محليا وله عدة اختراعات نادرة.

وفي حديثه لنا عبر سيدي كي مهندس ميكانيكا السيارات عن رغبته في تطوير قدراته الميكانيكية والتي تراوده في أغلب الأوقات إلا أنه نوه بأن  عوائق جمة تحول بينه وتحقيق هذا الطموح الكبيرمن أبرزها، قلة اليد وعدم الحصول على الدعم .

وقد صمم سيدي لنفسه سيارة خاصة، حيث قال، في جوابه على سؤال حول تصميمها، لـ"انباء اطلس"، إن ذلك كان مجهودا ذاتيا وقد أخذ منه العمل اكثر من أربعة أشهر، نظرا لترتيبات لوجستية وعملية لصنع سيارته تلك  التي أختار لها أن تكون رباعية الدفع.

وأضاف "لقد كانت عندي فكرة دائمة بخصوص سيارات السباق الرياضية، من حيث شكلهما وفكرة تصميمها، وبما أنني عشت وترعرعت بين آلات العمل الميكانيكي فقد كانت الفكرة واضحة لدي دون أدنى شك، وبدأت في تجميع المستلزمات الضرورية كالمحرك  والعجلات مثلا وكذلك الجانب الكهربائي للسيارة.

وقد صممت السيارة أساسا للتكون أجزاؤها من محرك سيارة 205 (بنزين)، وعجلات هيلكس للخلف وعجلات 504 بيجو للأمام. بالإضافة إلى الهيكل الخارجي وهو أعمدة حديدية تم استغلالها بطريقة خاصة تتماشى وهيكل السيارة، مع سرعة تقدر بـ 140 كلم للساعة.

وبما أني معجب بالسيارات الرياضية فقد فضلت أن تكون سيارتي من مقعدين وهيكل بالإضافة إلى المحرك".

ما لاحظناه من خلال نظرة على السيارة هو ان ضيفنا كان ماهرا فعلا ولأنه صاحب فكرة، ويعتبر نفسه مجددا، في العمل الميكانيك، فقد خلص إلى القول بأن موريتانيا لديها شباب ومواهب يجب استغلالها ومساعدة كل من يطمح لأن يقوم بتصميم أو عمل اختراع في أي شيء.

أبو فاطمة