«الحراطين».. جرح في جبين موريتانيا

أحد, 08/30/2015 - 09:49

اتهم تجمع للمستعبدين سابقاً في موريتانيا السلطات بالاستمرار في تهميش شريحة «الحراطين»، وعدم تطبيق القوانين والتواطؤ مع مرتكبي جرائم العبودية، وقال المجلس الوطني للميثاق من أجل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحراطين في موريتانيا، إن «جناح التطرف والإقصاء ونكران حقوق المواطنة لا يزال هو المهيمن»، معتبراً أن موريتانيا تستحق أفضل من ذلك خدمة للسلم الاجتماعي، وتوطيداً للحمة الوطنية بنشر العدالة وثقافة الانصاف بين عموم الناس.

وأشار التجمع إلى أن المسؤولين عن تسيير الشأن العام وقادة الأحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني والأئمة والعلماء، لم يستفيدوا من النداء الذي أطلقه تجمع الحراطين، فصرخة الضمير مازالت تتردد أصداؤها في الصحارى من دون أن تعيها آذان صاغية، معتبراً أن ما وصفها بـ«مسرحية التعديلات الدستورية، وإنشاء محاكم خاصة، اتضحت على حقيقتها وهي أنها مجرد عملية لذر الرماد في العيون لم يكن لها أي تأثير على الواقع المعاش».

و«الحراطين» مصطلح يطلق على عرب موريتانيا السمر وتعني كلمة الحراطين في الأصل الحراثين أو المزارعين وهم شريحة اجتماعية واسعة، تنتشر بثلاثة دول مالي والسنغال وتوجد غالبيتهم بموريتانيا، وينقسم «الحراطين» إلى فئتين رئيستين، إحداهما خضعت للرق منذ القديم، ولا تزال تعاني من ترسباته حتى اليوم، والأخرى لم تخضع له، وظلت معروفة بنشاطاتها التقليدية.

900 ألف نسمة

وورد في كتاب صدر أخيراً بعنوان « الحراطين في الخريطة السياسية الموريتانية» لمؤلفه الدكتور العربي ولد السالك الحاصل على دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة السوريون، أنه تم تقدير «البيضان السود»، وهي إحدى تسميات الحراطين بما بين 40 و45 في المئة من مجموع عدد السكان .

وهو ما يناهز 900 ألف نسمة، ووراء متاهات الأرقام فإن بعض المؤشرات الأخرى كنسبة الزيادة الطبيعية والمواليد والخصوبة لدى هذه الفئة تؤكد أهمية المعطى الديموغرافي في قضية الحراطين، فعلى سبيل المثال يبلغ متوسط أفراد العائلة الواحدة من 2 إلى 8 لدى هذه الفئة، يضاف إلى ذلك الزواج المبكر للفتيات في ما بين سن الخامسة عشرة والسادسة عشرة.

وتتجلى هذه الظاهرة أكثر في منطقة كيدماغا، التي يساكن فيها الحراطين مجتمع السوننكي وهي المساكنة التي أثرت بطبيعة الحال على عادات وسلوك الحراطين خصوصاً في ما يتعلق بتعدد الزوجات، إذ يبدو الفارق الوحيد بين الفئتين هو عزوف الضرائر في مجتمع الحراطين عن السكن في البيت نفسه.

 

البيان