رئيس حزب (تمام) يوسف ولد حرمه: أطالب الجميع بالمشاركة في الحوار لمصلحة موريتانيا

جمعة, 09/04/2015 - 11:37

بدأ حزب "تمام" التحضير لمؤتمره العام الذي سيجدد من خلاله هيئاته القيادية وتأتي هده الخطوة بعد اعلان الحزب في بيان صحفي قبل اسبوع  عن مشاركته في الحوار السياسي.

ويأتي هذا الحراك السياسي للحزب بعد إعادة تشكيل هيئاته وعقب استقالة رئيسه المؤسس الشيخ ولد حرمه، واعتزاله للسياسة. وأخيرا تولي السيد يوسف عبد الرحمن بابانا قيادة مؤقتة جديدة لرئاسة الحزب.

الرئيس  الجديد يوسف ولد حرمه خص جريدتي "المشعل والصحيفة" بمقابلة" تحدث فيها عن أبرز القضايا المطروحة على الحزب داخليا وعن موقفه من مجمل القضايا المطروحة على الساحة الوطنية كالحوار المرتقب ودور الشباب وتقييم مأمورية  الرئيس الحالية والسابقة.

كما تحدث في المقابلة عن ضرورة تعامل الدولة مع الافراد بصفاتهم، ونبذ ربط كل تعاملاتها بـ "زعماء القبائل" مع ضرورة تبني اللامركزية في الواقع، وكسر رتابة جمود برامج الأحزاب السياسية.

ضيفنا رجل أعمال شاب دخل السياسية من بابها الواسع، عضو مؤسس لحزب (تمام)، عمل كعضو في المجلس الوطني للحزب كما شغل منصب مسئول العلاقات الخارجية، له مشاركات في عدة ملتقيات وندوات دولية عربية وأوربية. سبق وأن تولى إدارة حملة المرشح محمد ولد عبد العزيز في انتخابات 2009، بالمملكة المغربية.

عمل في الصحافة الوطنية حيث أسس وكالة أنباء أطلس وإذاعتها بالإضافة إلى جريدة المشعل، ينحدر ضيفنا من أسرة صوفية معروفة، لها باع طويل في السياسة الوطنية حتى قبل الاستقلال.

 

"المشعل" و الصحيفة": تم تكليفكم مؤخرا برئاسة حزب التجمع من أجل موريتانيا (تمام) ما هي رؤيتكم للنهوض بالحزب، و ماذا عن الآلية التي ستعتمدون في إعادة مناضليكم، خاصة و أنه تم تجميد حزبكم لفترة طويلة؟

رئيس الحزب يوسف ولد حرمة ولد بابانا: الحزب كما تعلمون تم تجميد أنشطته في فترة سابقة نظرا لدمج هيئاته داخل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، حيث تولت قيادات في الحزب مناصب قيادية في الحزب الحاكم ، و بعد اندماج دام أكثر من ثلاث سنوات قرر الحزب الانسحاب و إعادة تشكيل هيئاته ، و بعد الإستقالة المفاجئة للرئيس المؤسس للحزب كلفني المكتب التنفيذي بتسيير الحزب بشكل مؤقت، لحين انعقاد مؤتمر عام للحزب لانتخاب قيادة جديدة للحزب و إعادة تشكيل هيئاته ، ونحن الآن بصدد عقد مؤتمر عام للحزب، في منتصف الشهر الجاري. و من خلال هذا المؤتمر ستنبثق الرؤية الجديدة التي سيعتمدها حزب (تمام) و السياسة التي سيتنهجها.

وبخصوص رؤيتي الشخصية للنهوض بالحزب، هناك خطة وطنية سأتقدم بها خلال المؤتمر ليتم نقاشها، لأن النظام المتبع لدى معظم الأحزاب هو نظام يتسم بالرتابة و عدم التجديد.

ونحن في حزب (تمام) و بطاقم يتسم بحيوية الشباب و نضج الكبار لنا خطة عمل تختلف تماما عن ما تم تقديمه في الساحة السياسية، ونتمنى أن تكون صالحة لأن تتأقلم مع المحيط الاجتماعي والوضع السياسي الذي يعيشه البلد.

أما بخصوص سؤالكم عن مناضلي الحزب، فأريد أن أأكد من خلال هذا المنبر أنهم لم يغادرو حزب (تمام)، لكن الذي حصل هو أن قياديي الحزب تم دمجهم في الحزب الحاكم، و القاعدة مازالت هي نفسها.

 

 

"المشعل" و "الصحيفة": إذن ما هو المقترح الجديد الذي تعتمدونه للخروج من الأزمة الحالية، وماذا عن مشاركتكم في الحوار؟

يوسف ولد حرمة ولد بابانا: طبعا سنشارك في الحوار، بطرح مجموعة الأفكار التي سنحاول نقاشها و التي تمس الوحدة الوطنية و الاقتصاد وحتى الحياة العامة والظروف التي نحن مقبلين عليها بالإضافة إلى التطورات الإقليمية و الدولية، كل هذا تمت مراعاته من خلال الورقة التي سنتقدم بها للمشاركة في الحوار.

وانطلاقا من وجهة نظر حزبنا (تمام) في ضرورة تجاوز هذا الاختناق السياسي القائم، لا بد من طرح رؤى جديدة، و بالتالي لم نذهب للمشاركة في الحور إلا بمنطلق سياسي واضح، وإلا لما قررنا المشاركة فيه.

 

"المشعل" و "الصحيفة": في إطار حديثكم عن السياسة الجديدة المتبعة للحزب، أين هي هيئات الحزب وماذا عن تمثيلكم في الولايات الداخلية؟

يوسف ولد حرمة ولد بابانا: نحن حزب سياسي كسائر الأحزاب، و نشتغل على عموم التراب الوطني، وسيكون لنا تمثيل على عموم التراب الوطني. ونحضر لحملة انتساب على عموم التراب الوطني. ولسنا من الأحزاب الصورية والتي لا تتعدى ورقة الترخيص.

سنعمل على أن يكون لحزبنا إضافة نوعية في الساحة السياسية وضخ دماء جديدة تعمل على تكريس الوحدة الوطنية و العمل السياسي البناء. و حزبنا حزب حقيقي و هو الحزب الوحيد في موريتانيا الذي برهن على أن تجديد الطبقة السياسية يمكن أن يكون من داخل الأحزاب و أنه ظاهرة صحية، لإعطاء الشباب فرصة لإظهار قدراتهم من خلال مستوياتهم وتطلعاتهم.

 

 

"المشعل" و "الصحيفة": بخصوص الشباب الدولة قامت بإنشاء مجلس خاص للشباب كيف ترون هذه المبادرة؟

يوسف ولد حرمة ولد بابانا: الشباب طاقة مهمة ولبنة أساسية في بناء المجتمعات، وهذه المبادرة نعتبرها مهمة و أساسية ولفتة كريمة للشباب، ونحن في حزب (تمام)  ندعم أي خدمة تقدم للشباب ، خاصة أن الشباب الموريتاني ونظرا للحقب السياسية المتعاقبة عليه، لم يجد ما يبحث عنه، الشيء الذي جعل معظمهم يصاب بالإحباط، ولاحظنا مؤخرا هجرة كبيرة لأصاحب العقول، وأي مبادرة ستعيد للشباب ألقه وحيويته وتضمن له مستقبلا ومشاركة في الحياة الوطنية، نحن نثمنها ونعمل على دعمها.

ومن هنا نطالب الدولة بتفعيل المجلس لإعادة الحيوية والأمل للشباب الموريتاني.

 

 

 

"المشعل" و "الصحيفة": كثر الحديث مؤخرا عن حل البرلمان بغرفتيه، هل ترون في ذلك حلا للأزمة الحالية؟ وهل انتم مستعدون للمشاركة إذا ما أتيحت الفرصة من جديد؟

يوسف ولد حرمة بابانا: بطبيعة الحال نحن مستعدون وهيئات حزبنا مستعدة للمشاركة في أي وقت، وعلى كل حال هذا من القضايا التي سنعمل على نقاشها، لأنه حقيقة البرلمان الحالي لا يرقى إلى المستوى المطلوب، ولا يعبر عن جميع الشرائح الوطنية، و نحن في حزب (تمام) نطالب و ندعم حل البرلمان بغرفتيه، وفي الورقة التي سنتقدم بها للمشاركة في الحوار، نطالب الدولة بحل مجلس الشيوخ نهائيا والاستغناء عن خدماته مستقبلا، لأنه يشكل عبئا على الدولة وتكاليفه باهظة، لكن بالمقابل ينبغي أن يتم العمل على زيادة غرف الجمعية الوطنية واتساع تشكيلاتها.

 

"المشعل" وألصحيفة": في نظركم، ما هي العقبة الأساسية في تقدم الحوار؟

يوسف ولد حرمة ولد بابانا: العقبة الآن الحقيقية في تقدم الحوار هي عدم الثقة بين المتحاورين والمنتدى، و من هنا أنادي جميع الأطياف السياسية الوطنية و كل من له ضمير وطني حي، أن يتم تجاوز هذا المشكل، ونعمل على مصلحة موريتانيا ومستقبلها. ونذهب جميعا إلى الحوار، لأنه بدونه لا يمكن تجاوز أي محنة ولا أي اختناق سياسي، وإذا لم يتم التحاور بين هذه الاطياف فما هو البديل؟ إذن لا بد من الحوار، وهنا يجب علينا أن نجعل موريتانيا أمام نصب أعيننا ونحكم العقل قبل العاطفة، من أجل مصلحة موريتانيا، وبمشاركة الجميع في الحوار نكون قد أنهينا حقبة من عدم الثقة بين سياسيينا.

 

 

"المشعل" و "الصحيفة": ما هي الأولوية بالنسبة لكم في الحوار؟

يوسف ولد حرمة ولد بابانا: لقد التقيت بالمسئولين عن الحوار و على رأسهم الوزير الأمين العام الدكتور مولاي ولد محمد لغظف، وقد أكدوا لي أن لا خطوط حمراء في الحوار بما في ذلك قضية "بازيب" ، و على هذا الأساس نحن ماضون في المشاركة ، و لا يعني ذلك أن المشاركة في الحوار تتضمن القبول مسبقا بشروط النظام. لكنه من أجل بناء الثقة بين المتحاورين وهذا على ما أعتقد هو أهم مكسب لضمان موريتانيا موحدة ومزدهرة.

 

"المشعل" و "الصحيفة": كيف يرى حزبكم مفهوم الديمقراطية؟ وهل تدعمونها أم أنتم من دعاة الرفض لها؟

يوسف ولد حرمة ولد بابانا: نحن حزبنا يدعم الديمقراطية، لكن الديمقراطية التي تراعي وتقاس على المصالح الموريتانية، وليست ديمقراطية الغرب التي تعتمد التفرقة وترسيخ العنصرية.

فالديمقراطية الحقيقية تلك التي تتماشى والدستور الموريتاني.

 

 

"المشعل" و "الصحيفة": من أهم المكتسبات اليوم في موريتانيا، حرية الاعلام، كيف ترون ذلك؟

يوسف ولد حرمة ولد بابانا: فعلا الحرية الإعلامية مكسب مهم وأساسي، ونحن لسنا من دعاة التراجع عن مثل هذا النوع من المكتسبات خاصة في مجال الاعلام.

لكني أضع اللوم على أولئك الذين أتيحت لهم هذه الحرية، وقاموا باستخدامها بشكل سيء ومشين. والمثل العربي يقول "تنتهي حريتك عندما تمس حرية الآخرين".

ومن هنا أطلب من جميع المؤسسات الاعلامية وخاصة المعنية بهذا الموضوع، كلجنة أخلاقيات المهنة وكذلك هيئات المجتمع المدني و الأحزاب السياسية بتنظيم منتديات حول مفهوم حرية التعبير ودور الاعلام في تثقيف وتنوير الرأي العام.

 

"المشعل" و "الصحيفة": من المعروف أن الزعامات السياسية لها تأثيرها في الحياة السياسة بشكل خاص، أنتم كشباب في حزبكم كيف ترون هذا التأثير؟

يوسف ولد حرمة ولد بابانا: فعلا؛ تأثير الزعامات السياسية موجود ولا يمكن إنكاره، وفي مرحلة معينة كان لا بد من التعامل مع هذه الزعامات السياسية لذلك هم جزء من المجتمع لا يمكن تجاهلهم.

لكن هناك بعض الممارسات التي قد لا تخدم بناء الدولة الحديثة في تركيبتها الفكرية والثقافية وحتى السياسية. وهذه الممارسات، المسئول عنها بالدرجة الأولى هي الدولة، لأنها بتعاملها مع زعيم تقليدي يعني ذلك انه لا يمكن لحامل شهادة أن يتم توظيفه إلا بتدخل هذه الزعامات وهذا أمر مؤسف. وبالتالي الدولة هي وحدها القادرة على القضاء على مثل هذه الظواهر الاجتماعية البالية.

لذلك الدولة حين تعتمد التعامل مع الأفراد كأفراد ستختفي هذه الظاهرة تدريجيا دون الاصطدام بهذه الزعامات التقليدية.

 

 

"المشعل" و "الصحيفة": كيف تقيمون أداء رئيس الجمهورية خلال مأموريته الأولى والثانية؟

يوسف ولد حرمة ولد بابانا: الرئيس محمد ولد عبد العزيز  بالنسبة لي مر بعدة مراحل، حيث كان أداءه في المأمورية الأولى أكثر تميزا وعطاء، خلافا للثانية، وذلك لعدة اعتبارات حسب رأيي. من أبرزها حالة الاحتقان التي يعيشها البلد، وفيما يبدو لي أن الرجل لا يحمل نية سيئة إلا أن المحيطين به قد يؤثرون عليه سلبا دون أن يدرك ذلك.

ومن خلال رغبته في الحوار يتضح مدى حسن نيته الصريحة في البحث عن مخرج لهذه الأزمة، خاصة أنه رئيس منتخب و له الحق في إكمال مأموريته إلا أنه فيما أظهر للرأي العام من مطالبة بالمشاركة في الحوار دون شرط ولا قيد، فهذا يحسب له.

و يعد إنشاء مقاطعتي انبيكت لحواش و الشامي، إنجازا كبيرا للشعب الموريتاني ينضاف إلى قائمة الانجازات التي حققها في مأموريته الأولى.

لكن هنا نطالب في حزب (تمام) باللامركزية، لأنه ليس من المنصف أن يكون المواطن في النعمة أو نواذيبو ، لا يمكن أن يحصل على جواز سفره و لا بطاقة تعريف وطنية، إلا إذا سافر إلى نواكشوط، هذا غير مقبول فاللامركزية مطلب ملح و أساسي، وهو من المقترحات التي سنتحدث عنها في الحوار المقبل.

 

 

"المشعل" و "الصحيفة": بما أن الحزب الآن يحضر لتنظيم مؤتمره الاول بعد توليكم رئاسته ما هي رسالتكم؟

يوسف ولد حرمة ولد بابانا: رسالتنا باختصار هي أن حزب (تمام) حزب وطني يجمع جميع الشرائح الوطنية وهو يفتح باب الانتساب لكل الموريتانيين، وأمام الهيئات الحزبية التي سيتم إنشاءها خلال المؤتمر المقرر منتصف الشهر الجاري.

و نطالب من الشباب أن يأخذ دوره ويعمل على بناء دولته، كما نطالب الجميع بالمشاركة معنا والعمل على بناء مجتمع متماسك في وحدته وعلى أرضه.

أجرى الحوار: أبو فاطمة