مكافحة شلل الأطفال.. إدراج اللقاح المعطل في المنظومة التلقيحية لموريتانيا

ثلاثاء, 11/17/2015 - 23:41

أنباء أطلس (نواكشوط):  أشادت منظمة الصحة العالمية بالجهود التي بذلتها موريتانيا من أجل تسدد الضربة القاضية لشلل الأطفال بإدراجها اللقاح المعطل في منظومتها التلقيحية، وقد دخلت يوم الجمعة الماضي مرحلة حاسمة من صراعها ضد شلل الأطفال المعيق و القاتل  عبر إدراج اللقاح المعطل  ضمن منظومة البرنامج الموسع للتلقيح ، خاصة شقة  الروتيني.

و يعتبر هذا الإدراج  بمثابة الهبة  النهائية  في المسار الوطني لاستئصال داء شلل ألأطفال و استجابة  عملية  للتوصيات الواردة  في المخطط الاستراتجي للقضاء على الشلل ،خاصة مرحلته النهائية  المشمولة في الفترة ما بين 2013 -2018 .

و يهدف  هذا المخطط   إلى محاصرة  و القضاء على جميع  الفيروسات  المسئولة عن شلل الأطفال، حسب  المسئول  عن التلقيح بمكتب منظمة الصحة العالمية في نواكشوط، الدكتور ناصر الدين ولد زيدون  في تصريح للوكالة الموريتانية ، على هامش حفل إدخال اللقاح الجديد في المنظومة الوطنية. 

و تحدث  الدكتور ولد زيدون عن الهدف المتوخي من إدماج  اللقاح الجديد في المنظومة  الوطنية، مبرزا أن المخطط الإستراتيجي للشلل يوص بهذا الإجراء  خلال العمليات التلقيحية قبل الوصول  إلى استخدام لقاح   Trivalant (VPOt)  المستخدم  عن طريق الفم  و لقاح   bivalent(VPOb), و ذالك لضمان الحماية ضد ثلاثة أشكال  من الفيروسات  المسببة  للشلل من خلال توفير مناعة ضد المرض بواسطة الدم.

كما ذكر بأن بالجمعية العامة للصحة كانت قد صادقت في مايو 2013 على المخطط الإستراتيجي لاستئصال  الشلل و حددت مرحلته النهائية خلال الفترة ما بين 2013-2018 مما يحتم  على الدول تعزيز برامجها التلقيحية  الروتينية  و إدراج للقاح المعطل ضمنها و هو المؤهل في نهاية الأمر ليكون بديلا عن اللقاح المستخدم بواسطة الجرعات عن طريق الفم.

و في معرض رده على سؤال يتعلق بفوائد اللقاح الجديد مقارنة مع اللقاح المستخدم بواسطة الفم، أكد الدكتور زيدون  أن استخدام  اللقاح المعطل ولو لمرة واحدة  يتيح فوائدة  ثلاث منها: الحيلولة دون  ارتداد فيروس الشلل من درجة 2  بعد استخدام اللقاح المضاد لها عبر الفم  كما يوفر حصانة مناعية  ضد فيروس الشلل من درجتي 1 و 3 ، مما يقلص فرص تعرض  على المستوى العالمي  بالإصابة بأوبئة تفشي فيروس الشلل المتوحش  و يسرع  من وتيرة استئصال المرض في المناطق الموبوءة .

و بخصوص المخاطر  قد يسببها الفيروس الجديد، أوضح مسئول  منظمة الصحة العالمية أن تناول اللقاح المعطل كأي لقاح أخر  قد يسبب بعض الآلام  و احمرار و انتفاخ في منطقة الحقنة  و هي كلها أعراض خفيفة  و يمكن القضاء عليها بواسطة لبراسيتامول Paracétamol، منبها  الى تعدد استخدام الحقن لايزيد فرص الإصابة بالأعراض الجانبية.

كما تحدث عن الترتيبات التي قيم بها للتحضير لإدخال اللقاح الجديد موضحا أنه لاحظ أن كل الإجراءات الضرورية قد قيم بها لضمان إدماج   سريع و فعال للقاح في أنشطة البرنامج الموسع للتلقيح من استجلاب اللقاحات و إرسالها إلى الولايات الداخلية و مراجعة أدوات العمل من مطويات و ملصقات و استمارات البيانات و رصد الأموال اللازمة للعملية  و تشكيل فرق فنية لمتابعة العمل ميدانيا.

و في مجال التكوين ، تحدث عن  تنظيم سلسلة تكوينات وورشا ت لتحسين  الخبرة  حول تصريف الأنشطة التلقيحية  و تقنيات التلقيح ، منبها نجاح عملية  إدراج  اللقاح الجديد  تظل مرتبطة بصحة المعلومات المشاعة حوله و تجاوب المواطنين معه مما يصاحب ذلك من تعبئة و تحسيس  في أوساط التجمعات السكانية  حول جدوائية  و فعالية التحصين ضد الشلل.

 و في معرض حديثه عن استخدام اللقاح على مستوى دول المنطقة، أوضح الدكتور ناصر الدين أن العديد من الدول الأفريقية قد باشرت فعلا إدماج اللقاح كما هو الحال بالنسبة للسينغال و غامبيا و النيجر و نيجرياو ساحل العاج و جمهورية  الكونغو الديمقراطية و الكاميرون و غينيا  كوناكري  و جمهورية وسط افريقيا. و أضاف أن دول أخري تقوم حاليا بإدخاله في منظومته التلقيحية كالغابون و الكونغو و بوروندي و غينيا  الاستوائية  و غينيا  بيساو  و توغو و غانا و سراليون و ليبريا  و آنغولا و بيركينا افاسو و مالي.

و بخصوص  مدي استمرار تنظيم حملات تلقيحية  جماهيرية  من طرف البرنامج الموسع للتلقيح  بعد ادخال اللقاح المعطل، فقد ذكر مسؤول منظمة الصحة العالمية  بأن هذه الحملات تشكل  احدى الإستراتجيات  الرئيسة  للبرنامج الموسع للتلقيح   في مجال القضاء على شلل الأطفال و سيستمر العمل بها حتى بعد  العمل باللقاح الجديد.    

و طالب بتكثيف التلقيح ضد الأمراض التي تمكن الوقاية منها بواسطة التلقيح  باعتبار ذالك مسؤولية فردية  و جماعية و حكومية تتجاوز الحدود و القطاعات.

كما نبه إلى أن التلقيح  بالترافق تدخلات  في مجال العلاجات الصحية و التنمية ، خاصة النفاذ إلى الماء الصالح للشرب و الصرف الصحي و النظافة و التعليم ساعد في تقليص عدد الوفيات في صفوف الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات من 6،9 مليون سنة 2000 إلى 6,7  مليون سنة 2010 رغم النمو الكبير في عدد الولادات.

و ابرز الدكتور ولد زيدزن ، بخصوص الأمراض التي تمكن الوقاية منها بواسطة التلقيح ، أن عدد الوفيات الناجمة  عن الديفتريا و الحصبا و الكزاز الولادي و الكوكليش و الشلل قد تراجع حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية من 9،0  مليون سنة 2000 إلى 0،4 مليون سنة 2010.

و خلص الى أن الشلل يشكل مرضا خطيرا و معيقا و أحيانا قاتلا و ينتقل الأطعمة  و الماء الملوث و اليدين الو سختين  و المواد السائلة التي تمتص عبر الفم، مشددا الى أن كل طفل يقل عمره عن خمس سنوات معرض للإصابة و أن التلقيح يبقي هو الوسيلة الوحيدة للاحتراز منه.  و أوضح أن اللقاح المعطل لا يغني عن اللقاح بواسطة الفم  إلا أنه يعزز حماية  الطفل من الشلل و يتم تناوله عند العمر 14 أسبوعا و بذلك نضمن استئصال شلل الأطفال.