موريتانيا:حوادث السير دعوة للتعاون لتخفيف ومواجهة الكارثة

اثنين, 01/04/2016 - 09:05

يعتبر حزام الأمان بإذن اللـه من أهم أسباب النجاة عند تعرض السيارة للحوادث؛ فقد أكدت دراسة يابانية نشترها مجلة (ذي لانست) الطبية البريطانية أنه يمكن تفادي نحو 80 في المائة من وفيات ركاب المقاعد الأمامية في السيارات التي تتعرض لحوادث إذا ما وضع ركاب المقاعد الخلفية حزام الأمان.

وأكدت الدراسة أن ركاب المقاعد الخلفية الذين لا يضعون أحزمة الأمان يمكن أن يصدموا بعنف ركاب المقاعد الأمامية عند وقوع حادث.ويعتبر حزام ألأمان من أهم الوسائل التي تقلل من نسبة حوادث الوفيات والإصابات في الحوادث المرورية، فقد تبين أن استخدام حزام الأمان يقلل من نسبة الوفاة أثناء الحوادث بما يعادل 50 في المائة لركاب المقعد الأمامي و60 في المائة لركاب المقعد الخلفي.

كما أن ربط حزام الأمان يمنع من اندفاع الراكب إلى خارج السيارة في حالة وقوع حادث، ثلاثة أرباع الركاب الذين يندفعون خارج السيارة أثناء الحوادث يموتون، وقد تبين أنه مع ربط الحزام فإن إمكانية الاندفاع خارج السيارة هي 1 في المائة، بينما تتجاوز 20 في المائة لدى الذين لم يستخدموا حزام الأمان.

وعند وقوع حادث فإن السيارة تتوقف فجأة بينما يندفع الراكب بنفس سرعة السيارة إلى الأمام إذا كانت السيارة منطلقة بسرعة 100 كم/ساعة قبل وقوع الحادث فإن الراكب غير المستخدم لحزام الأمان سوف يندفع بقوة تتراوح 1000- 1500 كجم إلى الأمام، مما يتسبب في قتل أو إيذاء نفسه والركاب الآخرين في السيارة من إجراء ارتطامه بهم أو تحطيم زجاج السيارة.

الخاتمة

على الشباب والمتهورين أن يتذكروا قيمة الحياة وخطورة الحديد قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.

ومرة أخرى فالمسألة مسألة وعي وتحمل للمسؤولية فالذين يسرعون ربما ينسون أطفالا وأمهات وزوجات وأحبابا خلفهم ينتظرونهم، وليتذكروا مثلا أن السيارة التي تسير بسرعة 120 كلم في الساعة لا يتجاوز وزنها 5 كجم؛ فلماذا العجلة؟، وماذا سنخسر إذا تأخرنا دقائق أو ساعات أو حتى أياما إذا كان ذلك سيكون سببا لنجاتنا من موت محقق أو عاهة مستديمة؟

فعلى سائقي المراكب أن يتقوا اللـه في أنفسهم وفي الركاب الذين يتحملون مسؤوليتهم. خاصة أن حالة الطرق عندنا تستدعي الكثير من الحيطة والحذر؛ كان أسلافنا يسافرون ويقضون أوطارهم وإن طالت فترة غيابهم لكن حياتهم كانت تسير بشكل معقول مع السلامة من آفات الحديد ومخاطره.. فلم نستعجل؟ هل هناك في هذه الدنيا ما يستحق هذا النوع من المخاطرة؟ لنتصور مثلا أن في الطريق مجموعة أسود وحيوانات مفترسة أو عصابات تقتل الناس وتسلبهم أوالهم فهل سنسير في تلك الطريق..؟ قطعا لا ، وكذلك الأمر إذا علمنا أن عدم احترام القواعد المرورية من سرعة وإغفال ربط الحزام واستخدام الهاتف النقال سيؤدي بنا إلى المصائب فالواجب الحيطة والحذر وتجنب كل ذلك.وهناك مسألة ربما تلتبس على بعض الناس إذ يظنون أن الأخذ بالأسباب ينافي التوكل لكن الحقيقة أننا نأخذ بالأسباب امتثالا لأمر الشارع ونتوكل على اللـه ولا نتوكل على الأسباب. قال تعالى: ((وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا))، وورد في الحديث المرفوع "اعْقِلْهَا وَتَوَكَّلْ". لنقل كلمة أو نكتب مقالا أو تدوينة أو حرفا أو نشارك في برنامج توعية حول هذه الآفة لعل اللـه يجعلنا سببا في نجاة إنسان فنكسب أجورا مضاعفة؛ قال تعالى: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً).

والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

الهادي بن محمد المختار النحوي