السلفي ولد الشيخ..قصص مسارات رحلة الهروب..والعودة للقيود(خاص)

ثلاثاء, 01/26/2016 - 13:15

تقرير خاص: (أنباء أطلس): ملأ الدنيا وشغل أجهزة الآمن بمطاردته مدة 20 يوما بعد فراره من السجن المركزي بنواكشوط.

ذلك هو الإرهابي السالك ولد الشيخ الذي قبض عليه الدرك في غينيا كوناكري الأربعاء الماضي، صحبة رفيق هو محمدن ولد صمب ولد بوجي.

قصة فرار السجين ليلة الحادي والثلاثين دجمبر الماضي لم تعرف تفاصيلها رسميا، كما لم تعرف رسميا، كما قصة مسار هروبه والقبض عليه بعد مطاردة أمنية، لكن مصادر متعددة تناولت القصتين عبر معلومات متعددة.

ويعتبر ولد السالك من اخطر الإرهابيين الذين عرفتهم موريتانيا في السنوات الأخيرة.

في التقرير التالي قراءة في قصتي الهروب والقبض على الإرهابي السالك ولد الشيخ.

 

رواية القبض على الإرهابي

السلطات الرسمية الموريتانية قالت "تمكنت السلطات الأمنية الوطنية من إلقاء القبض على السجين الارهابي، السالك ولد الشيخ ،الذي فر من السجن المدني بنواكشوط 31 دجمبر 2015

وكان هذا الإرهابي الخطير قد حكم عليه بالإعدام سنة 2011 في قضية محاولة تفجير في نواكشوط .

وألقت قوات الأمن القبض عليه في غينيا كوناكري، رفقة الشخص الذي تولى تهريبه والمدعو محمدن ولد صمب ولد بوجي، فيما تم إلقاء القبض في نواكشوط على الخلية التي سهلت فرار المجرم" بحسب برقية الإنباء الرسمية.

بدوره المتحدث باسم شرطة غينيا كوناكري، مامادو ألفا، صرح لوكالة “رويترز”، أن ولد الشيخ، “جاء عبر السنغال ثمّ غينيا بيساو قبل أن يصل إلى غينيا”، مضيفا أن ولد الشيخ كان في طريقه للجزائر قبل أن تقبض عليه قوة أمنية غينية.

أما الرئيس الغيني ألفا كوندي، شرح لإذاعة فرنسا الدولية، دور بلاده فى القبض على ولد الشيخ قائلاً، إن “معلومات استخباراتية عن وجود السلفي المطلوب، هي التي قادت إلى القبض عليه. مشيرا إلى أن “فرقة خاصة من الدرك الغيني كانت في انتظار المطلوب ومرافقه وأنه أبلغ الرئيس الموريتاني هاتفياً الخبر.

 

قصة الإرهابي الفار ورفيقه

لا توجد معلومات كثيرة عن الإرهابي الفار سوى انه حكم عليه بالإعدام 2011 ، بعد محاولته تفجير سيارة مليئة بالمتفجرات كان يستهدف بها الرئاسة وأماكن حساسة أخرى بنواكشوط. وهو مكلف بتلك العملية التي أحبطتها قوات الحرس الرئاسي بتفجير السيارة بسلاح"RBG" قبل دخولها نواكشوط  وقد حوكم وصدر عليه حكم عليه  بالإعدام.

وجاء في بلاغ امني عنه إن والد المعني هو الشيخ ولد محمدو ولد أعل وأمه: أمينتاه منت أني. قصير القامة طوله 1.65 مترا الأسنان الأمامية القواطع صفراء، وهذا الرجل إرهابي خطير محكوم عليه بالإعدام، مشمول في قضية محاولة تفجير في نواكشوط. فار من السجن يوم 31 /12/ 2015

بينما تقول مصادر ان" محمدن ولد صمب" الذي تولى عملية تهريب السالك ولد الشيخ، ومجمل محطات حياته بالعاصمة الاقتصادية نواذيبو والعاصمة نواكشوط خلال العشرية الأخيرة. وتشير المعطيات إلى علاقة اجتماعية تربط "محمدن ولد صمب" بالجهادي الذي فجر نفسه أمام السفارة الفرنسة 2011، حيث عاشا في مكان واحد بحي البصرة الفقير بضواحى نواكشوط الجنوبية. وتقول المصادر ذاتها إن الأخير ابن خالة الجهادي الذي فجر نفسه، وإنه كان معجبا به  دون إظهارها بشكل كبير للمقربين منه لدواعي أمنية محضة.

غادر "محمدن البصري" إلى العاصمة الاقتصادية نواذيبو وتحديدا الحنفية الثانية، وفيها عاش خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، حيث كان يدرس في محظرة السنة على شاب آخر يدعى "يحى الفلالي"، مع عمله فى محل لبيع "رباخه" قبل تحريمها من قبل المنطقة الحرة فى نواذيبو.

وتقول المصادر، إن جهاز الأمن اعتقل خلية تتزعمها سيدة لديها علاقة عاطفية معه ( يعتقد أنها زوجته بشكل سرى).

 

قصة هروب غامضة... وخيوط أولى

لم تعرف على وجه الدقة الطريقة التي خرج بها الارهابي  ولد الشيخ من السجن المركزي ولا كيف هربه ولد صمبه، ولكن معظم الروايات تواترت على الأول تخفى في زي منقبة قبل خروجه والثاني في حرسي. ولم تتأكد هذه الروايات رسميا ،كما لم تنشر نتائج التحقيق الرسمي حول طريقة هروبهما من السجن وان كان تم اتخاذ إجراءات تأديبية ضد الفرقة التي كانت تحرس السجن ليلة فرارهما.

تقول مصادر متطابقة إن الأمن وضع عائلة ولد صمبه تحت المراقبة في حين اعتقل جهاز الأمن اعتقل خلية تتزعمها سيدة لديها علاقة عاطفية معه ( يعتقد أنها زوجته بشكل سرى)، وقد تسلمت السيدة رسالة عبر "الواتساب"، مما مكن جهاز الأمن من تحديد مكانه ومرافقه، وهو ما ترتب عليه ارسال أحد عناصر الأمن من العاصمة الاقتصادية نواذيبو (.....) لتقفي الأثر والمساهمة فى البحث إلى جانب الفرقة الموجودة منذ أيام فى المنطقة، وبعد ساعات تم تحديد المنطقة التي يوجد فيها السلفى الفار ومرافقه، وتم ابلاغ الدرك البيساوي من أجل إلقاء القبض عليه.

 

أبرز العمليات الارهابية في موريتانيا

يوم السبت 4 يونيو 2005 هجوم لمغيطي (530 كلم شمال شرق أزويرات). شارك 150 من عناصر الجماعة السلفية في المجزرة الرهيبة، حيث قتل 15 جنديا موريتانيا في موقع الهجوم، وأصيب 17 بجراح خطيرة، بينهم خمسة لفظوا أنفاسهم في الطريق إلي نواكشوط.

دجمبر2007 مقتل السياح الفرنسيين الاربعة بألاك من طرف موريتانيين ينتمون للقاعدة

معركة بين جماعة من القاعدة والشرطة بتفرغ زينه

شهر فبراير 2008 هجوم على ملهى ليلي قرب سفارة اسرائيل

مقتل مهندس امريكي بلكصر2008

 

تدابير وقائية .. إجراءات أمنية

يقول مراقبون إن الجماعات الإرهابية حيدت موريتانيا عن صراعاتها في المنطقة، خاصة على الحدود المالية الموريتانية. وعلى الحدود الجزائرية ذلك أن موريتانيا لم تساند الحرب في مالي  في الأعوام الأخيرة عسكريا بل التزمت الحياد ومراقبة الحدود، ولكن في المقابل قدمت الدعم الاستخباراتي لجارتيها مالي والجزائر، ضمن التعاون الأمني بين دول الساحل لقضاء على الإرهاب.

كما بنى الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز جيشا قويا وأنشأ فرقا أمنية خاصة بمكافحة الإرهاب خضعت لتدريبات عسكرية متخصصة بالولايات المتحدة الأمريكية، كما تكثف موريتانيا تعاونها الأمني مع حلفائها من دول المنطقة، ومع القوى أكبرى في العالم ضد الإرهاب و خاصة حليفتيها الولايات المتحدة وفرنسا.

وقد جهزت جيشها وقواتها الأمنية بمعدات حديثة تستطيع، من خلالها التحرك بسرعة والقيام بعمليات الرصد والمتابعة والتحرك على كامل تراب الجمهورية لمكافحة الإرهاب. وأنشأت وحدات عسكرية متنقلة تجوب كافة الأراضي الوطنية تعقب الإرهاب والوقاية منه.

كما اتخذت تدابير تتعلق بمراقبة مشددة للحدود وتخصيص منافذ تتم مراقبتها عددها 16 هي وحده التي يسمح بالدخول من خارجها للبلد.

وقد سلمت شطة مكافحة الإرهاب رسميا بحسب مصادرنا الإرهابي ولد الشيخ وزميله محمدن ولد صمبه ولد بوجي لإدارة السجن المدني الجديدة، التي علمنا أنها شددت الحراسة وضيقت في الإجراءات المتبعة بحق السجناء خاصة السلفيين خوفا من هروب السجين مرة أخرى.

وقد نقلت موريتانيا في يوليو 2014 مجموعة من عتاة سناء القاعدة المحكوم عليهم بالإعدام الى سجن "صلاح الدين" في شمال البلاد وهو يوجد بقاعدة عسكرية شديد الحراسة.

وتعرض السجن لانتقادات من منظمات لحقوق الإنسان داخل البلاد وخارجها، نظراً لكونه سجنا عسكريا غير خاضع لقوانين السجون العادية، ويخضع نزلاؤه لظروف استثنائية.

وقد نظمت عائلات السجناء، أكثر من مرة، تظاهرات تطالب بإعادة ذويهم إلى السجن المدني، وتمكين أسرهم من زيارتهم والتواصل معهم. وتفاقمت هذه الاحتجاجات بعد وفاة أحد السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، معروف ولد هيبه، في مايو 2014.

وكان تعامل موريتانيا مع المتشددين على وتيرتين الأولى أمنية، حيث تصدت لعمليات "القاعدة" وحاربت خلاياها وبصورة وقائية في البلد.

أما الوتيرة الثانية فهي إقناعية، حيث نظمت حوارات بين كبار متشددين في السجن المركزي وبعض علماء البلد الوسطيين، أسفرت عن مراجعات فكرية لدى بعضهم والقبول بالرجوع عن الفكر المنحرف. وبالتالي أطلق سراحهم بعد انتهاء محكوميتهم واندمجوا في المجتمع من جديد.