الاتحاد الإفريقي يواجه عجزا مزمنا عن حلّ معضلات القارة

أحد, 01/31/2016 - 12:04

اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن تاييده لإرسال قوة افريقية لحفظ السلام الى بوروندي، وهي فكرة تثير تحفظات كبيرة لدى رؤساء دول الاتحاد الافريقي المجتمعين في اديس ابابا.

 

وصرح بان في افتتاح القمة السادسة والعشرون في مقر الاتحاد في العاصمة الاثيوبية "اؤيد اقتراحكم نشر مراقبين لحقوق الانسان وبعثة حماية ووقاية" في بوروندي.

 

واضاف بان ان بوروندي بحاجة "لالتزام جدي وملح".

 

وكان مجلس السلم والأمن في الاتحاد الافريقي اقر مبدا نشر قوة قوامها 5 الاف عنصر لوضع حد لأعمال العنف التي تثير مخاوف من اتساع نطاقها او من وقوع اعمال ابادة في هذا البلد الصغير، الذي شهد حربا اهلية مدمر راح ضحيتها 300 الف قتيل بين 1993 و2006.

 

الا ان هذا المجلس الذي انعقد مساء الجمعة لم يتوصل الى اجماع حول نشر القوة وهو ما تعارضه السلطات البوروندية بشدة.

 

ومن المفترض ان يعقد قادة الدول الافريقية اجتماعا مغلقا بعد ظهر السبت لكن لم يعرف بعد ما اذا كان القرار بشان هذه المسالة سيتخذ السبت او الاحد.

 

وذكر وزير الخارجية البوروندي الان ايميه نياميتوي برفض الرئيس بيار نكورونزيزا الشديد لإرسال هذه البعثة الافريقية للوقاية والحماية الى بوروندي. وتوعد بـ"محاربتها" كـ"قوة اجتياح واحتلال".

 

وتغرق بوروندي في ازمة سياسية كبيرة منذ اواخر نيسان/ابريل واعلان ترشيح الرئيس بيار نكورونزيزا لولاية ثالثة المثير للجدل.

 

وقتل اكثر من 400 شخص منذ بدء الازمة التي دفعت ايضا ما لا يقل عن 230 الف شخص الى المنفى.

 

وباتت العاصمة مسرحا للعديد من الاعدامات خارج نطاق القضاء والاشتباكات الليلية كما هدد منفذو انقلاب فاشل في ايار/مايو 2015، بإطاحة الحكومة بالسلاح ان لزم الامر.

 

وقال نياميتوي "اوضحنا ان إرسال القوة غير مبرر (...) لاننا نعتبر ان الوضع في البلاد تحت السيطرة من وجهة النظر الأمنية"، موضحا ان بوروندي ليست منفردة في رفضها.

 

وصرح الرئيس الغامبي يحيى جامع الذي يشارك في الاجتماع "ان البورونديين ليسوا هم وحدهم متحفظين ازاء هذه الفكرة".

 

وعلى سؤال "هل تعارض انتشار هذه القوة في بوروندي" اجاب جامع "دون موافقة بوروندي، نعم".

 

"معاناة لا يمكن تصورها"

 

وإرسال هذه القوة يتطلب موافقة بغالبية الثلثين. لكن غياب التوافق اثناء اجتماع مجلس السلم والامن الجمعة ينذر بمفاوضات صعبة حول هذا الانتشار.

 

ولفتت يولاند بوكا الباحثة في معهد الدراسات الامنية ومقره في جنوب افريقيا، الى "انه فضلا عن جهود جماعات الضغط في بوروندي، سيبدي العديد من رؤساء الدول تحفظاتهم ازاء احداث سابقة بشأن انتشار قوات للاتحاد الإفريقي في بلد يعارض هذا الامر بوضوح".

 

وستكرس قمة "الاتحاد الافريقي" ايضا للهجمات الجهادية في منطقة الساحل جنوب الصحراء الكبرى، وكذلك جماعة بوكو حرام التي لاتزال قادرة على القيام بعمليات دامية في منطقة بحيرة تشاد اضافة الى صعوبة تطبيق اتفاق السلام في جنوب السودان.

 

وانتقد الامين العام للأمم المتحدة بشدة الزعيمين الجنوب سودانيين، الرئيس سلفا كير ونائب الرئيس السابق رياك مشار اللذين "فشلا مرة اخرى في احترام المهل لتشكيل حكومة انتقالية" منصوص عليها في اتفاق السلام الموقع في اب/اغسطس 2015.

 

وقال بان كي مون "بدلا من الافادة من ثمار الاستقلال (2011) يعيش شعبهما منذ اكثر من سنتين معاناة لا يمكن تصورها".

 

من جهة اخرى، تم خلال القمة تعيين الرئيس التشادي ادريس ديبي رئيسا دوريا للاتحاد خلفا لنظيره الزيمبابوي روبرت موغابي.

 

ودعا ديبي الذي بات شخصية يكاد لا يمكن الاستغناء عنها في مكافحة الجهاديين في افريقيا جنوب الصحراء نظرائه الى وضع حد للازمات التي تعصف بالقارة.

 

وحذر ديبي "سواء في ما يتعلق بحقوق الانسان فان كل ما سنقوم بها الان او لاحقا لن يكون له فائدة اذا تركنا الازمات وبعضها لا يحتمل تدوم في افريقيا: جنوب السودان وليبيا والصومال وبوروندي والساحل وبحيرة تشاد وغيرها".

 

واضاف "علينا وضع حد لهذه المأساة بالدبلوماسية او بالقوة وفق ما تقتضيه طبيعة الازمة وحجمها".