تعزية في وفاة رجل الأعمال السنغالي الحاج علي صو

جمعة, 09/08/2017 - 16:43

بقلم الدكتور محمد الحنفي بن دهاه منسق شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب/جامعة نواكشوط العصرية.
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد الفاتح الخاتم الناصر الهادي وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم.
سمحت لي الحياة خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بالتعرف عن قرب على رجل الأعمال السنغالي البارز المنفق في سبيل الله السيد علي صو.
عرفت في الرجل نموذج المسلم المؤمن المحسن الذي يتذوق تعاليم الإسلام ويجتهد في امتثال الوصايا المتعلقة ببذل المال في أوجه إنفاقه من إعانة للضعفاء ومواساة لذوي الرحم وإعانة على نوائب الحق، جمعتني مع الرجل عدة أسفار حدثني فيها تجربته الغنية بالدروس المعبرة، عن قصة نجاح حولت رجلا من المجتمع البولاري البدوي إلى رجل أعمال يشار إليه بالبنان على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي.
لم يغتر المرحوم علي صو بماجمعه من دراهم ودنانير وما كسبه من صفقات بملايين الدولارات على مدى أكثر من أربعة عقود من مسيرته العملية الموفقة، وإنما كانت له حسابات أخرى يدخرها ليوم الحساب، ولا أدل على ذلك من بنيانه لمئات المساجد على طول امتداد الريف السنغالي، إضافة إلى تأسيسه لمؤسسة خيرية داخل شركته الكبرى CSE، هدفها مساعدة المحتاجين وعون المعوزين، وتفريج كرب المكروبين، وهذه لعمري صفات يغبطه عليها كل مؤمن راجح العقل سوي الأخلاق فهي من الصفات التي ورد أن الحسد فيها جائز شرعا كما في قوله صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري ومسلم: " لاحسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها".
ومن أياديه البيضاء التي ندخرها له معشر التجانيين ما قام به من جهد كبير في سبيل ترميم زاوية الشيخ سيدي أحمد التجاني وما بذله في ذلك من خالص ماله وجهده ووقته.
ومما يحسن عندي استطراده في خاتمة هذه الخاطرة أن الفقيد رحمه الله حدثني عن أمنية وحيدة بقيت له في حياته بعد كل النجاح الذي حققه والشهرة التي حظي بها، هي أن يسير أبناؤه على خطاه في تدبير شأن ماله وإنفاقه في وجوه صرفه، وأن يكون لهم اهتمام خاص بذوي رحمهم وقرابتهم ممن كان يعتني بهم في حياته ويتفقدهم بالصلة والمواصلة.
نسأل الله أن يهدينا وإياهم سواء السبيل وأن يسلك بنا وبهم مسالك النجاة ويتغمد الفقيد علي صو بواسع رحمته ويتقبل منا ومنه صالح الأعمال، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
كما يطيب لي أن أتقدم بخالص التعازي القلبية باسمي وباسم الخليفة السيد محمد الكبير بن دهاه وباسم كافة أفراد أسرة ومريدي ومحبي الشيخ محمد مختار بن دهاه إلى أسرة الفقيد وذويه وإلى الشعب السنغالي الشقيق وخاصة سكان مقاطعة ابودور، وإلى كافة محبي الخير والمسلمين في جميع أصقاع المعمورة.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدما محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وإنالله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين.