شبح العنصرية يؤرق المهاجرين الأفارقة في إيطاليا

سبت, 03/10/2018 - 13:06

أعرب عدد كبير من المهاجرين الأفارقة في إيطاليا عن أملهم في اختفاء "الشعور" بالكراهية الذي يرونه بشكل يومي في عيون الإيطاليين. هذه الكراهية زادت من حدتها وتيرة الانتخابات البرلمانية الأخيرة حيث جعلت بعض الأحزاب السياسية من مسألة الهجرة والمهاجرين عنوانا لحملتها الانتخابية.

أغلب المهاجرين الأفارقة قالوا إنّ حجم الكراهية تجاه الأفارقة تضاعف خلال فترة الانتخابات الأجانب وخاصة في صفوف مناضلي وأنصار حزب رابطة الشمال.

ممثل الجالية السينغالية في مدينة فلورنسا بمقاطعة توسكانا، بابي دياوه أكد أنّ الحملة الانتخابية الإيطالية لم ترتكز على البرامج السياسية، وإنما ارتكزت على "الكراهية تجاه المهاجرين"، واستند بابي دياوه على تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية يشير إلى أنّ 95 في المائة من الخطابات التي ألقاها زعيم حزب رابطة الشمال ماتيو سالفيني كانت عنصرية، ولكن السلطات الإيطالية غضت الطرف عن محتواها وتسامحت مع كلّ التجاوزات العنصرية.

أما الإمام ورئيس الجالية المسلمة في مدينة فلورنسا عز الدين الزير، فشدّد على ضرورة توخي الحذر في صفوف رجال السياسة ووسائل الإعلام والتحلي بالمسؤولية عند إلقاء الخطابات وبث التقارير، لأنّ الكلمات في بعض الأحيان قد تكون أكثر خطورة من الرصاص في حدّ ذاته.

إقليم توسكانا معروف بمدنه السياحية العديدة، التي تستقطب عددا كبيرا من الأجانب، كما يقصدها المهاجرون بشكل كبير وقد شهدت المنطقة منذ أسابيع بعض التوتر بسبب اندلاع احتجاجات، يرى المهاجرون الأفارقة أنّ سببها حزب رابطة الشمال، الذي يتعامل بعنصرية مع المهاجرين ويسعى إلى إشعال التوترات العنصرية التي أدت إلى مقتل بائع متجول من السنغال من قبل رجل إيطالي.

فقد أطلق أحد العنصريين ست رصاصات على إيدي دينيك بينما كان يبيع الحقائب والمظلات والهدايا التذكارية على الجسر، واكتفت الشرطة بالقول إنّ دينيك الذي يبلغ من العمر 54 عاما يعيش بشكل قانوني في ايطاليا منذ عدة سنوات.

بعض الإيطاليين مثل ماركو بلتراميني، وهو صديق الراحل إيدي دينيك وضع الزهور وهدايا تذكارية فوق الجسر في المكان الذي قتل فيه صديقه وأكد أنّ إيطاليا بحاجة إلى الهدوء وليس الكراهية.

العنصرية لم تتوقف عند هذا الحدّ في إيطاليا، ففي الشهر الماضي، فتح أحد المتعاطفين مع النازيين الجدد ورابطة الشمال النار على مجموعة من المهاجرين الأفارقة في مدينة ماسيراتا، مما أدى إلى إصابة ستة منهم قبل أن يتم اعتقاله.
 
خلال الانتخابات الأخيرة، أصبحت رابطة الشمال ثاني أكبر حزب في البرلمان، وقد وعدت إلى جانب حركة الخمس نجوم بدعم وتعزيز عمليات ترحيل المهاجرين غير القانونيين.