غريب أمر الحوار السياسي الموريتاني الذي يطالب به الجميع موالاة ومعارضة جِهَارًا نهارا كما يُسِرُ بعضهم إلي بعض القول بأنه الطريق الشرعي، الممكن، الأوحد والوحيد إلي تطبيع المشهد السياسي الوطني واستعادة الثقة بين "الخُلَطَاءِ السياسيين".
جاء في خبر ورد على صفحة أحد أكثر المواقع قراءة و اطلاعا أن صراعا بين الأقوياء منع إقرار صفقة دولية كبيرة بالبلد. و لا شك أن الخبر أثار جملة من الأسئلة العالقة في الحلق غصة و التي منها بالتأكيد:
ـ من هم الأقوياء و ما هي مواصفاتهم دون غيرهم؟
ظلت، ولاية تيرس زمور تتمتع بمساحتها الشاسعة و خيراتها المنجمية الوافرة، على امتداد فترة زمنية ليست بالقصيرة، حتى أيامنا هذه، حيث صارت قِبلةً لأعداد لا بأس بها من الأشخاص الراغبين في إيجاد فرص العمل الموجودة في الولاية، بكثرة، ورغم هذه الطفرة الكبيرة، التي يتباها بمظلتها الخيرية البعض، نجد ما يناهز 60 % من شباب الولاية، عالقين بين مجالات الهامش بحجة أنهم ليسوا مكونين و لا مؤطرين، على حد قول البعض من المستفيدين و المراهنين من أبواق دعوة الفساد السيا
لا يكاد يمر يوم على الجالية الموريتانية في آنكولا بدون مشاكل تذكر سواءا تعلق الأمر بعمليات السطو المسلح و الإختطاف أو بالإعتقال والسجن على خلفية مشاكل الأوراق, لكن يوم الثالث عشر من يوليو الماضي الموافق السابع والعشرين من رمضان كان يوما استثنائيا على الأقل في ولاية "زاير"
و هل السياسة في هذه البلاد إلا لعبة قتال المحاربين بالسيوف الرومان "الغلاجياتير Les Gladiateurs" بينهم و مع غيرهم من السجناء العبيد الذين يسعون إلى نيل صكوك حريتهم بعدما لم يصرعهم الأقوياء؟
و هل السياسة بهذا المنطق إلا ترفا عند المتربعين على عرش النفوذ و دوائر التسيير و قنوات المال و الممسكين بمفاتيح ملاعب ذالك الصراع "الغلادياتوري"،
الوظيفة العمومية في بلادنا هي الإطار القانوني و التنظيمي الجامع و الناظم لمجموع الأشخاص العاملين بالإدارة العمومية و في دول أخري يتسع هذا الإطار ليشمل كافة الأشخاص العاملين بالمرافق العمومية و المرافق ذات النفع العام. و يتم تسيير منتسبي الوظيفة العمومية ببلادنا وفقا لقانون يحدد النظامَ
قلنا في بداية الثورة السورية على سبيل الاختيار بين السيء والأسوأ إنه لو كان لدينا في سوريا نظام كنظام حسني مبارك في مصر أو حتى نظام عمر البشير في السودان، لما قمنا بثورة. فعلى الرغم من أن البعض يضع الحكام العرب في سلة واحدة، على اعتبار أنهم كلهم مستبدون وطغاة، إلا أن الحقيقة ليس كذلك أبداً. من الظلم الشديد أن تقارن نظام حسني مبارك أو حتى نظام بن علي أو البشير بنظام الأسد.
كلمة الإصلاح هذه المرة ستعود إلى وضع آرائها أمام المحاورين سواء كانوا أغلبية أو معارضة .
ففي كلمات الإصلاح الماضية اتجهت الكتابة إلى تـنبـيه كل من الموالاة والمعارضة إلى ما يعانيه كثير من الشعب الموريتاني من الفقر المتمثل في سكن الفقراء تحت الأضواء الحمراء
إن المتتبع للمشهد السياسي الموريتاني يلاحظ دون كبير عناء أنه مشهد مربك في شكله مرتبك في جوهره، ولئن كان هذا الارتباك يعزى في ظاهره إلى حالة الضباب الكثيف التي توشك أن تحجب عمق الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تكاد تعصف بالبلاد فإنه كذلك يمكن تفسيره بحالة التيه